آخر الأخبار

مواعيد الصلاة

الفَجر
الشروق
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

أوقات المدن الأخرى

تابعونا على فيسبوك

Walaw

دولي

لماذا تتعرض أفغانستان لزلازل بشكل متكرر؟

09:53

بقلم: Boukhairi Walid

لماذا تتعرض أفغانستان لزلازل بشكل متكرر؟

تقع أفغانستان عند تقاطع الصفائح التكتونية الأوراسية والهندية، ما يجعلها من أكثر المناطق عرضة للزلازل في العالم، ووفقاً لعالم الزلازل البريطاني براين بابتي من هيئة المسح الجيولوجي البريطانية، فقد شهد شمال شرق البلاد منذ عام 1900 اثني عشر زلزالاً تجاوزت قوتها سبع درجات على مقياس ريشتر.

الصفيحة الهندية : تتحرك ببطء ولكن بثبات نحو الشمال الشرقي، لتصطدم بالصفيحة الأوراسية منذ عشرات الملايين من السنين، وهو الاصطدام ذاته الذي أسهم في نشوء سلاسل جبلية شاهقة مثل الهملايا وهندوكوش. غير أن هذه الحركة المستمرة لا تمرّ بسلام، إذ تولّد توترات هائلة داخل القشرة الأرضية، لا تلبث أن تتحرر من حين لآخر على شكل زلازل مدمّرة.

الصفائح الأوراسية : تتحرك ببطء نحو الشرق أو الجنوب الشرقي بمعدل يقارب 2 إلى 3 سنتيمترات سنوياً، هذه الحركة المستمرة تؤدي إلى نشوء الزلازل والبراكين وتكوّن السلاسل الجبلية على أطرافها، خاصة في مناطق التصادم مع الصفائح المجاورة.

ويعتبر شمال وشرق أفغانستان من أكثر المناطق عرضة لهذه الهزّات، بسبب وجود فوالق نشطة عميقة تمتد عبر جبال هندوكوش وباداخشان، حيث تتكرر الزلازل بوتيرة ملحوظة، وغالبًا ما تكون هذه الزلازل متوسطة إلى قوية، لكنها مدمّرة نتيجة ضحالة مركزها القريب من السطح، ما يجعلها تضرب المناطق السكنية بعنف، وتزداد حدة الخسائر بسبب هشاشة البنية التحتية وضعف جودة المباني، خصوصًا في القرى الجبلية التي تُشيّد فيها المنازل بمواد بسيطة لا تتحمل الاهتزازات القوية.

ولا تقتصر الكوارث على اهتزاز الأرض فحسب، إذ تتسبب الزلازل في انهيارات أرضية ضخمة تعزل القرى عن محيطها، وتدمّر الطرق والمسالك الحيوية، مما يعقّد جهود الإنقاذ والإغاثة،ولهذا، فإن ما تعيشه أفغانستان ليس مجرد سلسلة من الزلازل العابرة، بل نتيجة حتمية لتموضعها فوق واحدة من أكثر البقع النشطة زلزاليًا على الكوكب.

ومن المرجح، وفق الخبراء الجيولوجيين، أن تستمر هذه الظاهرة لآلاف السنين المقبلة، ما لم تخف حركة الصفائح التكتونية التي تشكّل وجه الأرض. وبينما يصعب التنبؤ بالزلازل أو منعها، يبقى الحل في التوعية والتخطيط العمراني المقاوم للكوارث، حتى لا تتحول الطبيعة الجيولوجية الغاضبة لأفغانستان إلى مأساة إنسانية متكررة.