X

فرنسا تواصل حملة الاعتقالات ضد المحرضين الجزائريين

فرنسا تواصل حملة الاعتقالات ضد المحرضين الجزائريين
الأمس 10:17
Zoom

في تطور يعكس تصاعد التوتر بين فرنسا ومؤيدي نظام العسكر في الجزائر، أعلنت السلطات الفرنسية عن اعتقال ستة جزائريين مؤيدين للرئيس عبد المجيد تبون، بتهم نشر مقاطع فيديو عبر منصة "تيك توك" تحرض على الإرهاب والعنف ضد معارضي النظام، خصوصًا أولئك الذين يشاركون في حملة "مانيش راضي"، التي تجسد رفضًا شعبيًا متزايدًا للتدهور الاقتصادي والمعيشي في الجزائر.

بدأت الحملة باعتقال ثلاثة مؤثرين في منطقة "أوفيرن رون ألب" بمدينة ليون وضواحيها. ومن بين هؤلاء، تصدرت صوفيا بن لمان، المعروفة بمواقفها المؤيدة للرئيس تبون وهجومها المستمر على المغرب، فضلاً عن تاريخها المثير للجدل والذي شمل طردها من الكوت ديفوار بسبب تصريحات عنصرية. كما اعتقل كل من عبد السلام بازوكا ولاكساس 06، المتهمين بالتحريض الصريح على العنف.

وفقًا للسلطات الفرنسية، شملت الفيديوهات التي نشرها الموقوفون دعوات مثيرة للقلق، مثل دعوة صوفيا بن لمان لاغتصاب إحدى السيدات، وتهديد عبد السلام بازوكا للمعارضين بالذبح، بينما وصف لاكساس 06 مؤيدي النظام الجزائري في فرنسا بـ"الجنود النائمين" المستعدين للتضحية.

وفي وقت لاحق، تم توقيف ثلاثة جزائريين آخرين في مدن بريست، غرونوبل، ومونبلييه، من بينهم يوسف زازو، الذي أطلق دعوات للعنف خلال احتفالات رأس السنة، مهددًا المتظاهرين بالقول: "سنجعلكم تعيشون مثل سنوات التسعينيات"، في إشارة إلى العشرية السوداء التي شهدت مجازر دامية. كما جرى اعتقال عماد تانتان بالقرب من غرونوبل بعد نشره فيديوهات تحرض على القتل والحرق والاغتصاب، حيث وصفه وزير الداخلية الفرنسي، برونو ريتايو، بأنه "وضيع".

أكدت السلطات الفرنسية أن نشر محتوى تحريضي عبر منصات التواصل الاجتماعي يشكل تهديدًا خطيرًا للسلم العام. وأشارت فابيان بوشيو، حاكم منطقة "أوفيرن رون ألب"، إلى أن هذه الفيديوهات تمثل دعوات للكراهية والعنف، وتهدف إلى زعزعة استقرار المجتمعات. من جانبه، اعتبر وزير الداخلية الفرنسي أن الموقوفين يشكلون خطرًا على الأمن العام، مؤكدًا أن العدالة ستأخذ مجراها.

هذه القضية تسلط الضوء على كيفية استغلال وسائل التواصل الاجتماعي كأداة لنشر العنف والتحريض، خاصة بين الجاليات المقيمة في الخارج. كما تعكس حالة الاحتقان المتزايد بين معارضي النظام الجزائري وداعميه، في ظل الاحتجاجات الشعبية المتزايدة ضد الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتدهورة.

وتأتي هذه الاعتقالات في وقت حساس، حيث تشهد الجزائر دعوات متصاعدة للاحتجاج تحت حملة "مانيش راضي"، وهو ما يبدو أنه أثار قلق مؤيدي تبون، الذين يسعون لاحتواء هذه الدعوات حتى خارج حدود الجزائر. وتبعث هذه الاعتقالات برسالة قوية من السلطات الفرنسية بأنها لن تتسامح مع أي تهديد يمس السلم الاجتماعي، سواء كان داخليًا أو قادمًا من الخارج.

أضف تعليقك

300 / الأحرف المتبقية 300
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

تعليقات (0)

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي ولو.برس

إقــــرأ المزيد