X

الصحراء المغربية.. الجزائر اختلقت النزاع الإقليمي تبعا لإعتبارات جيوسياسية

الصحراء المغربية.. الجزائر اختلقت النزاع الإقليمي تبعا لإعتبارات جيوسياسية
الأربعاء 30 نونبر 2022 - 13:00
Zoom

اختلقت الجزائر، مدفوعة باعتبارات جيوسياسية، النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية من خلال رعاية إحداث "البوليساريو" بمنحه الدعم السياسي والدبلوماسي والمالي والعسكري. هذا ما قاله الخبير القانوني الفرنسي "جيروم بيسنار".

وأشار "بيسنار"، أستاذ القانون الدستوري ومدير تحرير مؤلف "إعادة التفكير في نزاع الصحراء: التاريخ ووجهات نظر معاصرة"، خلال ندوة نظمت يومه الثلاثاء 29 نونبر الجاري بالعاصمة الصربية بلغراد، إلى أن التورط العسكري للجزائر انعكس بوضوح في معركة أمغالا عام 1976، والتي تم خلالها أسر عشرات الجنود الجزائريين، وإعادتهم إلى بلادهم بعد بضعة أشهر. موضحا أن الجزائر فوضت سلطتها على جزء من أراضيها، لاسيما بمخيمات تندوف، إلى +البوليساريو+، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي، مما سمح له بـ"ارتكاب أبشع انتهاكات حقوق الإنسان ضد السكان المدنيين المحتجزين في هذه المخيمات منذ ما يقرب من خمسين عاما".

واعتبر الخبير القانوني الفرنسي، أن قضية الصحراء المغربية تظل قضية استكمال الوحدة الترابية للمغرب، مؤكدا أن الصحراء هي قبل كل شيء نزاع إقليمي ذو طابع جيوسياسي، لا يمكن حله إلا إذا كانت الجزائر منخرطة بشكل كامل في العملية السياسية، التي تجري تحت الرعاية الحصرية للأمم المتحدة، وفقا لقرار مجلس الأمن 2654. وسجل أن المرجع الأممي يستند إلى المعيار الأساسي المتمثل في المشاركة الكاملة للجزائر في البحث عن حل، حيث يدعوها قرار مجلس الأمن إلى أن تظل ملتزمة، في روح من الواقعية والتوافق، بعملية الموائد المستديرة طوال مدتها، معتبرا أن استمرار النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية لا يزال يمثل عقبة أمام معالجة التحديات الرئيسية لتغير المناخ والهجرة ومكافحة التطرف العنيف والإرهاب والأمن الغذائي.

وأضاف أن "إصرار الطرف الرئيسي في هذا الخلاف، الجزائر، في سلوكه الذي يعرقل تحقيق حل سياسي نهائي يجعل من المنطقة المغاربية، الحلقة الأضعف في مجال التعاون الإقليمي على مستوى الفضاء المتوسطي، مما يعقد رفع التحديات الوجودية التي تواجهها دول أفريقيا وأوروبا بشكل جماعي". مشيرا إلى أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2654 "يتضمن اعترافا ثلاثيا، أولهما اعتراف بالطبيعة المتجاوزة لمقترحات الأطراف الأخرى في النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، والثاني اعتراف بالأمر الواقع، والثالث اعتراف بأهمية المبادرة المغربية للحكم الذاتي كأساس وحيد لحل سياسي لهذا النزاع المفتعل".

وأبرز المتحدث ذاته، أن هذا المقترح "الذي يندرج بشكل كامل في إطار مشروع صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل مجتمع ديمقراطي ومعاصر ومنفتح، يستمد قوته من عملية التشاور والمشاركة الديمقراطية الفاعلة التي سبقت بلورته"، مردفا أن هذه المبادرة هي في الواقع "ثمرة مشاورات واسعة محلية ووطنية ودولية". لافتا إلى أن المملكة وضعت بالفعل الشروط اللازمة لتنفيذ الحكم الذاتي للصحراء المغربية، مسجلا أن زياراته المتعددة للمنطقة مكنته من ملاحظة أن "الصحراء المغربية تعيش في سلام وحرية وديمقراطية"، مما يبرز مستوى التنمية في هذه الأقاليم.

وتابع أنه منذ استعادة الصحراء المغربية، عملت المملكة على الإرتقاء بهذه الأقاليم إلى نفس المستوى التنموي التي تنعم به باقي أقاليم المملكة، مؤكدا أن المغاربة الصحراويين، مثلهم مثل باقي أبناء وطنهم، يتمتعون بكافة حقوقهم التي يضمنها لهم الدستور، ويساهمون بدورهم في صنع القرار السياسي من خلال صناديق الإقتراع.


إقــــرأ المزيد