X

فيلا الفنون.. كنز ثقافي ثمين في قلب العاصمة الاقتصادية

فيلا الفنون.. كنز ثقافي ثمين في قلب العاصمة الاقتصادية
السبت 10 فبراير 2024 - 10:45
Zoom

تشكل فيلا الفنون، التي تتواجد في قلب العاصمة الاقتصادية للمملكة، أكثر بكثير من مجرد فضاء ثقافي ، فهي معلمة معمارية حقيقية تتميز بتنوعها الفني ومساهمتها القيمة في الترويج للفن المعاصر.

وأضحت هذه المنارة الفريدة من نوعها ، التي تأسست في سنة 2009، في وقت وجيز، قبلة لا محيد عنها لعشاق الفن والفنانين الناشئين والزوار الباحثين عن الإلهام.

وتعد فيلا الفنون بالدارالبيضاء ، كنظيرتها المتواجدة بمدينة الرباط ، فضاء مناسبا للفن المعاصر، ومكانا جذابا للإبداع والترفيه وتنظيم اللقاءات الفنية والثقافية ، خاصة مع تواجدها وسط شارع إبراهيم الروداني الذي يحمل دلالات رمزية.

وتتميز هذه المنشأة الثقافية بهندستها المعمارية الأنيقة وأجوائها الدافئة والمفتوحة في وجه الفنانين، حيث توفر هذه البناية القديمة، التي تم ترميمها بعناية، وسط حديقة خضراء رائعة، مكانا مثاليا للتعبير الفني، وفضاء ينقل الزائر ، بمجرد ولوجها ، إلى عالم حيث يسود الإبداع.

كما يتميز المبنى المصمم على طراز "الآرت ديكو" والذي تم بناؤه عام 1930، بطابع تكاملي جمالي تؤثثه مجموعة أشكال التعبير الثقافي التي تضمها هذه الفضاءات من قبيل الفنون البصرية، والتصوير الفوتوغرافي، والفنون المسرحية، والسينما، والأدب، والمهرجانات، وغيرها.

وتضم الفيلا متحفا يعد من أهم المتاحف في المغرب، حيث تعرض هذه المؤسسة المتحفية المخصصة للفن المعاصر، مجموعة جميلة من الأعمال الفنية من جميع أنحاء العالم ، إلى جانب الحضور المتميز للثقافة والفن المغربي من خلال أعمال فنانين مغاربة بارزين أمثال محمد السرغيني، والجيلالي الغرباوي، ومحمد شبعة، وفريد بلكاهية وغيرهم من الفنانين المرموقين.

وإلى جانب برامجها الفنية الغنية والمتنوعة، التي تسحر الناظرين، تسلط هذه المنشأة الثقافية الضوء على المعارض المؤقتة لأعمال الفنانين المغاربة والعالميين، واستكشاف العديد من الوسائط، واللوحات و المنحوتات والتصوير الفوتوغرافي والفن الرقمي. وتمثل كل زيارة لهذه المعلمة الفنية تجربة وانغماسا فريدا من نوعه، حيث تقدم لعموم المواطنين نظرة جديدة عن عالم الفن المعاصر.

وإضافة إلى إقامة هذه المعارض ، تستضيف "فيلا الفنون" فعاليات وورشات عمل ثقافية منتظمة وندوات ولقاءات مع الفنانين، مساهمة بذلك في تبادل التجارب والرؤى بين المبدعين وعموم المواطنين . وتمثل هذه التظاهرات فرصة لعشاق الفن لاكتشاف تقنيات جديدة والوقوف على مواضيع مختلفة ومتنوعة ، وكذا التفاعل مع الفنانين المشهورين.

وفضلا عن رسالتها الفنية، تنخرط "فيلا الفنون" بالدار البيضاء أيضا في الأنشطة الاجتماعية والتعليمية، وبرامج تستهدف الشباب والفئات المهمشة ، الشيء الذي يتيح لروادها فرصا متعددة للتعرف على الفن وتطوير قدراتهم الإبداعية.

ومع استمرار ازدهار المشهد الفني المغربي، تتموقع "فيلا الفنون" كفاعل رئيسي في هذه الحركة الثقافية، فبفضل روح الابتكار والتزامها بالفن المعاصر، تواصل هذه المعلمة الفنية إلهام وتثقيف وإثراء المجتمع الفني والثقافي داخل وخارج مدينة الدار البيضاء.

وتعتبر الفيلا أكثر من مجرد فضاء للعرض، فهي منارة ثقافية حقيقية تنير المشهد الفني المغربي. وسواء كان الزائر لها من عشاق الفن أو فنانا ناشئا أو مجرد زائر ، فإن زيارة هذه المؤسسة الفنية تعد تجربة تأبى النسيان وتترك بصمة لا تمحى في أذهان مرتاديها .

وتعكس هذه المنارة الثقافية رسالة مؤسستها الأم (المدى)، التي سطرت هدف تطوير الفن والثقافة، من خلال استقطاب أكبر عدد ممكن من الزوار، بغية تعزيز عشق الفن والثقافة، والتعريف بهما ، واكتشاف المواهب الشابة المغربية والإفريقية.