- 08:37خاص..حادث لامبورغيني يورط قاضيين وخمسة محامين وموظفين بالقضاء
- 08:24لقجع: الدعم الاجتماعي ركيزة أساسية لورش الحماية الاجتماعية
- 08:20برلمانيون يطالبون لفتيت بفتح تحقيق بشأن النصب على ضحايا زلزال الحوز
- 08:02ولد الرشيد يتباحث مع رئيسة الجمعية الوطنية لصربيا
- 07:13المغرب ثامنا في تصنيف مؤشر الأداء المناخي 2025
- 06:47انطلاق مهرجان “فيزا فور ميوزيك” في دورته الحادية عشرة
- 06:34توقعات أحوال طقس اليوم الخميس
- 21:03المنتدى الافريقي للتسويق يناقش "سبل التسويق المجالي لمدينة الدار البيضاء"
- 20:22إيداع اليوتيوبر "رضا ولد الشينوية" سجن عكاشة بتهم خطيرة
تابعونا على فيسبوك
دروس " بيلماون" وحاجتنا الجماعية الى ترسيخ الوعي الهوياتي بالذات
محمد أوزين
كرنفال "بوجلود" او "بولبطاين" او بالأمازيغية "بيلماون بودماون" تراث مغربي أمازيغي اصيل يقام عادة في اليوم الثاني من ايام عيد الاضحى ، حيث يرتدي الشباب جلود الأغنام والماعز بعد تنظيفها وتجفيفها ويضعون أقنعة على وجوههم لخلق جو من الاحتفالية والكرنفالية ايام العيد السعيد للترويج عن النفس وخلق جو من المتعة وسط الأطفال والشباب. وهو يحمل بعدا تضامني حيث يجمع الشباب الذين يشاركون في هذه الاحتفالات تبرعات من الأهالي، تشمل نقوداً وبيضاً وسمنًا ولحوم الأضاحي، يتم توزيعها فيما بعد على الأسر المعوزة ومساعي إنسانية اخرى.
على هذا الأساس فهو حدث بجذور انتروبولوجية تستحضر سنة الأضحى وما تحمله من دلالات عن التضحية، ويوم النحر والعيد الكبير وعيد الحجاج.
ما خلق ربما بعض ردود الفعل السلبية هي بعض التفسيرات التي ترجع اصل هذا التراث الى تقديس الحيوان، وهو طرح غير مقنع. بحيث اذا سلمنا به سنكون في تناقض كبير مع ذواتنا. كون ملابسنا اليوم جلها مصنوعة من الصوف والجلد ، فالغريب أن أصحاب الفتاوي الجاهزة لا يرون مانعا في لباس " جاكيتات " من الجلد الرفيع وبأسعار خيالية !!!!
في هذا الإطار وجب التذكير يالمقابل ان هذا الطقس الأصيل يحتاج إلى حمايته من بعض السلوكات المشينة حتى لا يفقد جوهره الثقافي والتضامني ودلالاته الرمزية والنبيلة ، من قبيل التحايل وإجبار المارة على المساهمة تحت التهديد.وطبعا ثرات من هذا الحجم وجب ضمان التنظيم اللائق به. وخلق جمعيات تعنى بالتعريف باهدافه ومراميه. والسهر على التقيد بمقاصده و أهدافه .
من جهة أخرى ، وتفاعلا مع أطروحات النحريم والتجريم لمثل هذه المبادرات الثقافية الراسخة في الثراث الامازيغي الاصيل ، نؤكد من منطلق مرجعيتنا الفكرية اننا دوما ضد الفكر النمطي المغلق من أي جهة كانت ، كما نحن ضد المنظور الجنائزي الضيق لمختلف القيم المغربية المتأصلة بعمقها الانساني والحضاري والتاريخي.
فما علاقة منطق الحلال والحرام باحتفال " بيلماون " ؟ خاصة انه ينظم في مجتمعات لها ارتباط عميق بالقيم الدينية السمحاء والدليل هو ربط هذا الإحتفال بعيد الأضحى الابرك !
خلاصة القول أننا نعتبر أن الإشكال اليوم ليس مختزلا في طقس ثقافي من قبيل بوجلود او بيلماون، بل هو اكبر من ذلك بكثير ، إنه إشكال القدرة عن بناء الحوار الهادئ والبناء والعجز البين عن إستيعاب الفلسفة الدستورية الجديدة التي أسست لمغرب المصالحة مع تاريخه ، مغرب يحتضن كل اللغات والثقافات في إطار مبدأ الوحدة في التنوع ، مغرب دستوري جديد وأصيل أحدث تحولا جدريا في الوعي الهوياتي بالذات ورسخ الحاجة إلى سياسة لغوبة وثقافية وطنية قادرة على نقل المغرب الشعبي إلى المغرب الرسمي .