X

العثماني: "سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية غير قابلة للمساومة"

الأربعاء 25 شتنبر 2019 - 11:31

في تهديد دبلوماسي صريح، شدد رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، في كلمة ألقاها الثلاثاء 24 شتنبر الجاري، على أن سيادة المغرب الكاملة على أقاليمه الجنوبية غير قابلة للمساومة.

وأكد العثماني، أن المغرب یسعى بجدیة لإیجاد حل سیاسي ونھائي للنزاع الإقلیمي المفتعل. معتبرا أن لكل دولة الحق، ومن واجبها، أن تدافع عن مواطنيها وسيادتها، وعن وحدة وسلامة أراضيها، وهذا مبدأ يلتزم به المغرب في سياسته الخارجية، على حد تعبيره. مبرزا أن مبادرة الحكم الذاتي، التي اعتبرها مجلس الأمن منذ 2007، جادة وذات مصداقیة، ھي الحل لوضع حد نھائي للنزاع المفتعل. لافتا إلى أن الوضعية المؤلمة لساكنة مخیمات تندوف هي مبعث انشغال بالغ، وهو ما يدفع المغرب لمناشدة المنتظم الدولي للعمل على ضمان احترام الحقوق الأساسية لهذه الساكنة.

وأضاف رئيس الحكومة، أن المملكة المغربية تؤمن، وفق رؤية جلالة الملك محمد السادس، بدبلوماسية متعددة الأطراف، متجددة وفعالة، وفق مقاربة استباقية ومتفاعلة مع القضايا الشاملة على أساس من التوازن والواقعية والنجاعة. مبرزا أن هذه المقاربة مكنت المغرب من الإنخراط الفعال في مواجهة التحديات الكونية التي تشغل العالم اليوم، من خلال مبادرات هادفة، مؤكدا أن التحديات الحالية تتجاوز قدرة أي دولة من الدول لوحدها "فالتغيرات المناخية، والتنمية المستدامة، وتدفقات الهجرة، والتحديات الأمنية وخصوصا الإرهاب، والتطرف العنيف، والإتجار بالبشر، كلها تحتاج إلى عمل تشاركي في إطار مقاربات متعددة الأطراف". مشددا على أن العمل متعدد الأطراف الذي ينشده المغرب ينبغي أن يضمن للقارة الإفريقية المكانة التي تستحقها كفاعل على المستوى الدولي، والدفاع عن نديتها مع غيرها من الفاعلين الدوليين. مشيرا إلى أن جلالة الملك محمد السادس، ما فتئ ينادي من منبر الأمم المتحدة بإيلاء أهمية قصوى لنهضة إفريقيا، بما تملكه من طموحات، وتتوفر عليه من فرص، مبرزا أن عودة المغرب لأسرته المؤسساتية، الإتحاد الإفريقي، في 30 ینایر 2017، كانت بمثابة تتويج منطقي لهذه القناعة، وللشراكات الثنائية والإقليمية التي نسجها المغرب عبر عقود من الزمان مع محيطه الإفريقي في إطار تعاون جنوب جنوب، مثمر، وفاعل، ومتضامن، وهي الشراكات التي شملت الميادين الإقتصادية والتنموية والثقافية والدينية والبيئية ومحاربة التهديدات الأمنية.

وذكر أن المغرب خصص ثلثي استثماراته الأجنبية المباشرة لإفريقيا، كثاني أكبر مستثمر إفريقي بالقارة، وشجع القطاع الخاص المغربي على إنشاء مشاريع بإفريقيا ونقل التكنولوجيا ومواكبة الإقتصادات الإفريقية، معربا عن قناعة المغرب، باعتباره عضوا موقعا على اتفاقية إنشاء منطقة التجارة الحرة الإفريقية، بأن هذه الإتفاقية ستفتح آفاقا واعدة للاقتصادات الإفريقية، جاعلة من القارة أكبر أسواق التجارة الحرة في العالم. مردفا أن المغرب وضع تجربته، بتوجيهات سامیة من جلالة الملك، أمیر المؤمنین، رهن إشارة أشقائه من الدول الصديقة الذين أبدوا رغبتهم في الإستفادة من الخبرة والممارسات المغربية الفضلى من أجل تأمين تكوين الأئمة تكوينا دينيا مفعما بمبادئ التعايش المشترك والإنفتاح والوسطية والإعتدال. مبرزا أن المغرب كان سباقا على المستوى الإقليمي لتبني سياسة وطنية للهجرة، إنسانية في فلسفتها وشاملة في مضمونها وواقعية في طريقتها ومسؤولة في منهجيتها. مؤكدا أن النظام متعدد الأطراف الذي يتطلع إليه المغرب يتمثل أيضا في تعزيز حفظ السلم والأمن الدوليين، وهو بعد راسخ في الرؤية الملكية التي تتجسد من خلال دعم تدابير عملية.

كما جدد العثماني، التأكيد على وقوف المملكة إلى جانب الشعب الفلسطيني، "خصوصا وأن جلالة الملك محمد السادس يرأس لجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي"، معربا عن رفض المملكة "أي تغيير في طبيعة ووضعية المدينة المقدسة"، وكذا رفض سياسة الاستيطان. كما أكد قناعة المغرب بأنه "لا يمكن أن يكون هناك سلام عادل ودائم، دون ممارسة الشعب الفلسطیني حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".


إقــــرأ المزيد