- 17:05إجراء جديد ضد إغراق الطماطم المصرية المعبّأة للسوق المغربية
- 16:40صاحب محل لغسل السيارات لـ "ولو": قرار الإغلاق يهدد أرزاقنا والعاملين لدينا
- 16:33وزير الفلاحة: استيراد المواشي دعم القطيع وأمن وفرة اللحوم الحمراء
- 16:25إدريس الراضي من امبراطور الغرب إلى متابع بجريمة ثقيلة
- 16:11تفاصيل مباحثات قيوح ومدير الصحة العالمية
- 16:02مذكرة تفاهم بين صندوق الإيداع والتدبير والبنك الألماني للتنمية
- 15:33دبلوماسي فرنسي يدعو الجزائر إلى قبول واقعية الهوية المغربية للصحراء
- 15:05تفاصيل انعقاد اجتماع اللجنة العسكرية المختلطة المغربية - الفرنسية
- 14:40استئنافية فاس ترفع عقوبة قاتل تلميذة للمؤبد
تابعونا على فيسبوك
أحداث الفنيدق..مفارقة أن يصبح السري علنيا
بقلم البرلماني: العياشي الفرفار
يبدو الأمر مثيرا للانتباه هذا التحول المفاجئ ، الانتقال من الشئ الى نقيضه ( استبعد هنا قانون التحول الكمي الكيفي حسب التصور الماركسي ) .
الفهم الجيد مرتبط بالمقارنة ، و التاريخ يمنحنا شواهد ووقائع للكثير من الانتقالات من السري الى العلني ، دعوة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، و الحركة الوطنية في مواجهة الاستعمار الفرنسي وكل الحركات التحررية بالعالم .
يبدو ان منطق الانتقال من السري الى العلني هو منطق التحول في ميزان القوة ، فالسرية قد تكون استراتيجية وفق تصورات ميشيل كروزييه في مفهوم الفاعل الاستراتيجي ذاك الذي يخفي أكثر ما يُظهر ( الرجوع إلى هذا المفهوم الوارد في كتاب الفاعل و النظام ) .
واقعة الفنيدق ، تعكس لحظة الخروج من تجربة الهجرة السرية و التي تتم في الظلام ، و خلسة عن الجميع الى تحدي مباشر و مفتوح مع الدولة وهو مؤشر في غاية الخطورة .
الامر يطرح الكثير من الاسئلة التأسيسية لهذا التحول ، ماهي اسس هذا التحول ؟
في غياب معطيات كافية عن الموضوع يمكن وضع مجموعةمن الفرضيات حول طبيعة الفعل و اسبابه ، وهو أمر يحتاج الى ابحاث وتجميع معطيات كافية من اجل التحقق من صلاحية اي فرضية ، لكن و باستقراء مجموع من المؤشرات يمكن التوقف عند بعض الملاحظات الاساسية .
يبدو ان الانتقال من السري الى العلني واعلان التحدي و العصيان المدني و مواجهة السلطات العمومية يقوي فرضية يد خفية عملت على استثمار ازمة الهشاشة لمجموع الحالمين بفرص حياة افضل.
مؤشرات الأولية لهذا الاستنتاج مايلي :
اولا : ان المهاجر السري يعرف ان أهم شرط السرية هو الشرط المؤسس لنجاح رحلته ، غالبا ما تكون الرحلة ليلا و في أيام العطل .
ثانيا : ان تجار الهجرة السرية هم الخاسرون ، لان الهجرة الجماعية و في واضح النهار و باشعار فبلي و دعوة مفتوحة تعني فشل مشروعهم و انهيار سوق الهجرة السرية .
ثالثا : ان الفعل الذي ثم التسوسق له بكثافة و عبر حملات مدفوعة الثمن ، هو أقرب إلى فعل مسرحي من اجل تسويق صورة سيئة عن المغرب ، أنه بلد يفر ابناءه منه ! لاسيما بعد الصورة الايجابية التي جسدها المهاجرين المغاربة في دعم المجتمع والدولة أثناء جائحة كورونا وفي في زلزال الحوز .
رابعا : ان الجهة التي تقف وراء هذا الحدث تهدف إلى خلق بؤر توثر بين السلطات العمومية و الشباب الراغب في الهجرة ، وأن السلطات المغربية قامت بتهجير 60 جزائريا و تونسيا متورطين في هذه الحملة .
خامسا : هناك سوابق لخلق بؤر توثر بين المغرب و إسبانيا لاسيما بعد التقارب الاستراتيجي المغربي الإسباني و الاعتراف هذه الأخيرة بمغربية الصحراء.
سادسا : الجهة المتورطة في أحداث الريف و التي وافقت خلال السنة الجارية على انشاء مكتب تمثيل جمهورية وهمية جديدة للريف ، تعتبر خلق بؤر توثر للمغرب انجازا ذا ولولوية لنظام يستمر بتصدير ازماته ، لاسيما في ظل أزمة داخلية خانقة عكستها نسبة التصويت على رئيس بدون شرعية سياسية و لكن بشرعية عسكرية .
سابعا : من يريد ان يهاجر يفكر لوحده ، و التحدي الوحيد الذي ينتصب أمامه هو كيف يجتاز البحر و ليس رمي السلطات العمومية بالحجارة و توثيق ذلك و تسويقه بكثافة.
ما وقع ليس فعلا عاديا ، لشباب مهمش يبحت عن حياة افضل ، لكنه فعل مسرحي من اجل تسويق صورة سيئة عن المغرب .
من جهة ثانية موضوع الهجرة ليس موضوعا جغرافيا محصورا بمنطقة دون أخرى، و لا يرتبط بعامل وحيد ( هجرة الكفاءات و هجرة الأموال ، هجرة الرياضيين ، هجرة العلماء ، هجرة الفنانين ، هجرة الشواذ ، هجرة الافكار ، هجرة الطيور ) ، الهجرة ليست حدثا بسيطا ، وأعتقد أن كل تبسيط سيعقد عملية الفهم . مؤشرات للتفكير في الحدث : التعبئة القبلية عبر شبكات التواصل ، الانتقال من السري إلى العلني ، مفارقات هجرة سرية/ علنية ، تورط النظام للجار الشرقي في أحداث مماثلة ، تعدد جنسيات المعنيين ، كثرة الأطفال القاصرين ، شبكات الأمان الاجتماعي ، و ضعف الرقابة الأسرية اعتقد كلها مؤشرات أساسية اظافة الى مؤشرات أخرى ضرورية من اجل صورة أعمق .
كل التوقعات تؤكدةان الهجرة لم تتوقف، لن تتوقف
الأرقام تؤكد أن القرن 21 سيكون قرن الشعوب المتحركة على حد تعبير انطونيو غو تيريس.
طابع الهجرة كان ياخذ دائما طابعا و رهانا شخصيا و غالبا ما يتم في سرية و في الكثير من الأحيان دون علم الأباء خوفا من الاعتراض، لكن أن يتم تنظيم حملة مجهولة المصدر في وقت يعيش فيه نظام العسكر أزمة مصداقية بسبب الانتخابات الأخيرة ، فإن المنطق يفرض طرح السؤال التالي : في مصلحة من هذه الحملة الاعلامية ؟ ما هي الارباح من حملة مؤقتة هدفها التشويش و صرف الانظار عن مشاكل داخلية ؟
من يريد مساعدة شاب يبحث عن امل لا بكون بكشف اللحظة و أنها باخفائها لأن رحلة ذات طابع سري . يبدو ان هناك بداية تشكل أزمة عميقة لن تحسم بالسلاح أو بالاسلاك الشائكة ، انها أزمة التنمية و أزمة اقتصاد وازمة ماء . الغرب يدفع ثمن استنزافه لخيرات الجنوب و النتيجة مواجهة ليست بين الأنظمة ، لكن بين الشعوب التي قررت التنقل نحو مصادر الحياة