X

رؤية أرجنتينية للنموذج التنموي المغربي الجديد الذي دعا إليه جلالة الملك


الثلاثاء 27 غشت 2019 - 08:31

في تحليله لخطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ66 لـ"ثورة الملك و الشعب"، أكد الصحافي والإقتصادي الأرجنتيني، مارسيلو فالاك، أن النموذج التنموي المغربي الجديد ينبثق من رؤية استراتيجية لجلالة الملك، ترمي الى تعزيز النمو والإندماج الإجتماعي.

وأوضح رئيس تحرير القسم الدولي بيومية "أمبيتو فينانسييرو" الإقتصادية الأرجنتينية، أن جلالته رسم خارطة طريق من أجل "عقد اجتماعي بين مختلف القطاعات ذات العلاقة بالحياة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية بالمغرب، ودعا قطاعات الدولة والمؤسسات والقطاع الخاص والنقابات والمواطنين عموما إلى +إرساء+ عقد اجتماعي جديد". مشددا على أنه "من دون مسلسل تنمية مضطرد، لا حظوظ للبلدان في تجاوز التفاوتات الإجتماعية".

وأضاف المتحدث ذاته قائلا: "من البديهي أن على الدولة أن تمسك بزمام الأمور وتعززها في بعض الحالات، بقدرتها الكبيرة تقنيا، بشكل لا تتحول في إطاره مخططات التنمية إلى أعمال سطحية لا تستجيب للأهداف التي صممت من أجلها". مبرزا أن الدولة "لا يتعين عليها أن تنسحب كليا من الحياة الإقتصادية من أجل تعزيز مسلسل التنمية. فللدولة دور تلعبه، ولكن لا يجب عليها عرقلة أو إغراق أو ابتلاع النشاط الخاص، لأن هنا تكمن قاعدة أي مسلسل تنموي". معددا "الخطوط العريضة للتوجهات العامة للمغرب على المدى البعيد" وهو ما يمثل "الضمانة الوحيدة للتقدم".

وكان جلالة الملك، قد أكد في خطابه السامي بمناسبة ذكرى "ثورة الملك والشعب"، أن الغاية من تجديد النموذج التنموي، ومن المشاريع والبرامج التي أطلقها، هو تقدم المغرب، وتحسين ظروف عيش المواطنين، والحد من الفوارق الإجتماعية والمجالية. ودعا إلى النهوض بالعالم القروي، من خلال خلق الأنشطة المدرة للدخل والشغل، وتسريع وتيرة الولوج للخدمات الإجتماعية الأساسية، ودعم التمدرس، ومحاربة الفقر والهشاشة. مشيرا إلى الإهتما بالتكوين المهني أصبح ضرورة ملحة، ليس فقط من أجل توفير فرص العمل، وإنما أيضا لتأهيل المغرب، لرفع تحديات التنافسية الإقتصادية، ومواكبة التطورات العالمية، في مختلف المجالات.

وشدد جلالته، على أن التطبيق الجيد والكامل، للجهوية المتقدمة، ولميثاق اللاتمركز الإداري، من أنجع الآليات، التي ستمكن من الرفع من الاستثمار الترابي المنتج، ومن الدفع بالعدالة المجالية. مطالبا الحكومة بإعطاء الأسبقية لمعالجة هذا الموضوع، والإنكباب على تصحيح الإختلالات الإدارية، وإيجاد الكفاءات المؤهلة، على المستوى الجهوي والمحلي، لرفع تحديات المرحلة الجديدة.

هذا واعتبر رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، أن النموذج التنموي الجديد الذي دعا جلالة الملك، إلى بلورته في خطابي عيد العرش وذكرى ثورة الملك والشعب، قائم على "رؤية ملكية نعتز بها، لأنها تجعل بلدنا يتميز دائما بطريقته التشاركية الإدماجية لجميع الأفكار والآراء والتوجهات داخل المجتمع".

وأكد العثماني، أن جلالة الملك، حدد الإطار العام لهذا النموذج والتصور لمراحل وضعه وأعلن عن قرب الإعلان عن اللجنة المكلفة بهذا الورش، مشيرا إلى أن مشاركة مختلف الأطراف في صياغة مثل هذه المشاريع في مراحل مفصلية في تاريخ الوطن تجسد "الرؤية الإستشرافية الوطنية العالية التي سنستقبل بها مرحلة النموذج التنموي الجديد". مشددا على عزم حكومته الإستمرار في تنفيذ مختلف السياسيات والإجراءات التي تحقق هذا الهدف والإبداع فيها مستقبلا.


إقــــرأ المزيد