X

القضاء يدخل على خط مأساة الخثان الجماعي

القضاء يدخل على خط مأساة الخثان الجماعي
20:07
Zoom

في تطور لافت لقضية الأطفال الذين تعرضوا لتعفنات خطيرة بعد خضوعهم لعملية ختان جماعي بمدينة شفشاون، استمعت الضابطة القضائية، يوم الخميس الماضي، إلى رئيس جمعية "كرامة للدفاع عن حقوق الإنسان"، حسن أقبابو، في إطار تحقيق رسمي فتحته النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بالمدينة. يأتي هذا الإجراء بعد شكاية تقدم بها أقبابو لرئاسة النيابة العامة بالعاصمة الرباط، حيث تم تحويل الملف إلى وكيل الملك بشفشاون لمباشرة التحقيقات.

وأفاد أقبابو أن الأسابيع المقبلة ستشهد استماع قاضي التحقيق لجميع الأطراف المعنية بهذه القضية لتحديد المسؤوليات القانونية. وأكدت مصادر محلية أن وكيل الملك أمر بإطلاق تحقيق شامل، تضمن الاستماع إلى عائلات الأطفال المتضررين الذين أصيبوا بتعفنات خطيرة على مستوى أجهزتهم التناسلية، بعد أيام قليلة من مشاركتهم في عملية الختان الجماعي التي نظمت بالمستشفى الإقليمي بشفشاون.

ووجهت عائلات الأطفال الضحايا نداءات عاجلة إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، مطالبة بفتح تحقيق معمق حول الظروف التي أدت إلى تعرض أطفالهم لهذه المضاعفات الصحية الخطيرة. في المقابل، طالبت جمعية كرامة بإحالة القضية إلى القضاء، مشددة على ضرورة محاسبة الجهات المسؤولة عن هذا الحادث الذي تحول إلى مأساة إنسانية.

القضية أخذت بعدًا وطنيًا، حيث أثارت غضبًا واسعًا داخل الأوساط الحقوقية، لتصل إلى قبة البرلمان. ووجه فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب سؤالًا كتابيًا إلى وزارة الصحة، طالب فيه بكشف ملابسات تنظيم عملية الإعذار الجماعي التي استفاد منها أكثر من 40 طفلًا من أسر فقيرة بالإقليم، لكن انتهت بإصابة تسعة منهم بتعفنات خطيرة تطلبت نقلهم إلى المستشفى الجامعي محمد السادس بمدينة طنجة لتلقي العلاجات الضرورية.

ووفق المعطيات الأولية، نُظمت عملية الختان الجماعي من قبل إحدى الجمعيات النشطة محليًا في شتنبر الماضي، بالتنسيق مع المستشفى الإقليمي بشفشاون. ورغم أن الحدث كان يهدف إلى تقديم خدمات طبية مجانية لأطفال من أسر معوزة، إلا أن نتائجه الكارثية كشفت عن إخفاقات تنظيمية وطبية تستدعي المحاسبة.

الحقوقيون يرون في هذا الحادث مؤشرًا على ضعف التدابير الصحية المتخذة خلال مثل هذه المبادرات. ويؤكد رئيس جمعية كرامة، حسن أقبابو، أن الجمعية ستواصل متابعة الملف حتى يتم إنصاف الضحايا ومحاسبة المتسببين في الحادث. وأضاف أن هذه المأساة تسلط الضوء على الحاجة إلى تحسين معايير السلامة الصحية في المبادرات المجتمعية المماثلة، لضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي مستقبلاً.


إقــــرأ المزيد