X

Video Thumbnail

تابعونا على فيسبوك

أحمد المديني في روايته عن الدار البيضاء .. جنايات السرد بالسب وتصفية الحساب

الاثنين 08 فبراير 2021 - 16:01
أحمد المديني في روايته عن الدار البيضاء   .. جنايات السرد بالسب  وتصفية الحساب

ميمون امرابطي

قصد أحمد المديني أن يمهد لصدور روايته الجديد مع مطلع العام الجديد بمقالة تحت عنوان " سنة ثقافية قاحلة في مغرب الكوفيد"، نشرها في الصحافة العربية، وقد أثارت سخطا كبيرا لدى المثقفين  المغاربة الذين استعادوا صورة المديني الذي لا يعجبه العجب العجاب ، وكانت فرصة أن استعادوا سيرته القديمة  في هذا الشأن، كما استعادوا حقيقة كتاباته التي لم تضف للأدب المغربي ما يفخر به. ثم جاءت روايته الجديدة " رجال الدار البيضاء" لتصفي الحساب مع العمل السياسي والنقابي وكل المقهورين من رجال التعليم ، متناسيا النضال المرير والشهداء وما قدموا  وهو الذي قضى عمرة القصير بالدار البيضاء بين الحانات والنميمة وتصفية الحسابات.

في روايته الأخيرة رجال الدار البيضاء ، والتي قدم لها أحمد المديني بكلمة يقول فيها :"هذه روايتي الجديدة ، استقبل بها العام الجديد بالبشر والتفاؤل والمحبة والرضا والإخلاص لأجمل ما في الادب والحياة، لمن هم أهل للابداع ويحبون الحياة، وهم الأصل. صدرت اخيرا عن المركز الثقافي للكتاب ( بيروت/ الدار البيضاء)كل الشكر لعناية ناشرها، وللأصدقاء الذين هبوا لاقتنايها بشغف، ولكل القراء اليوم وغدا".

 ومما كُتب عنها، مقالة  من مراكش نشرها عبد الكبير الميناوي بالشرق الأوسط السعودية، قال حولها ما يلي: 

 في عمل المديني الجديد، نكون مع الدار البيضاء «كما لم تكتب بعد، في زمن الاحتقان وحيوية جيل مترع بالآمال»؛ وذلك «بحثاً عن مصير جماعي وملاذ فردي، في آن، من بؤرة مركزية، ساحة (مرس السلطان) الشهيرة فيها، وبوصلة زمنها الحار، بدءاً من السبعينات، حين انطلقت منها الشرارات المختزنة بالرعود، وامتداداً حتى عهود الرماد». واقع جمر تقبض عليه في هذه الرواية الواقعية، كأنك تعيشه، وآخر خيالي «تحلق فوقه وقدماك مغروستان في الأرض»، كما جاء على الغلاف الأخير.

أي معضلة يحبكها السارد من بؤرة مركزية، ساحة «مرس السلطان»، في قلب المدينة العصرية، حيث يتقاطع الماضي والحاضر في ذاكرة حية وبعنفوان؟ هنا «يمر بعين (البطل) شريط أزمنة قلبها زمن السبعينات، انطلقت منه الشرارة بأفعال وأحلام ناس لهم أسماء وشهداء، وآخرين عابرين في الزمن الصعب»، هو «واقع كأنه يعيش لحظته ويومه، يراه بأم العين ويختلط بناسه جلداً وصوتاً ورائحة بقوة بين السرد والتصوير والإيحاء. ثم يمسك الكاتب بزمام المنظور الواقعي الذي يغلف المكان والفضاء ووقتهما المضاعف، والسيكولوجي، في قماط خيالي يمنحه شكلاً استعارياً تحلق بجناحيه وقدماك مغروستان دائماً في أرض نص مدينة تضِجّ بالأحداث والسِّير الحقيقية لأفراد وهيئات وهامشيين، مدينة تراها، تقرأها نصاً رهانه أن يقنعك بأن الرواية هي الحياة وأكثر».

تأتي «رجال الدار البيضاء» في صيغة واقع وخيال يتحاوران داخل معمار متماسك وخط سردي متموّج بين المعيش ونشاط الذاكرة، كتابة بصرية واستبطانية، توثيقية وتخييلية، تمثل جماع مشروع طويل لروائي مغربي مجدد.

نقرأ على لسان السارد «ستعبر أرتال السيارات في هذه الساعة ثم يأخذ السير يخف تدريجياً، والموظفون والسابلة يعودون إلى بيوتهم. هيا، كل واحد يمشي لداره، كالنمل يدخل مساكنه، يفسحون لليل كي يأخذ حقه، ولأصحابه أن ينالوا حظهم. في كل المدن، في الدار البيضاء خصوصاً، عيشان وعالمان، في قلبهما شعبان، واحد للنهار، وصخبه وكسبه وحوادثه وزمجراته، والثاني، هو الفسيح، الهادئ، الساحر، بيت الأسرار، وملتقى الرفقة والأحباب، لهم فيه مجلس السرور ومخادع الحبور، ويفضي إلى الخفي والأنين والصامت والمجهول، حين ييأس الخلق من أنفسهم وكل شيء، يزورهم الحلم، ويؤجل عالم النهار، نهار الدار البيضاء في قلبه (مرس السلطان) إذ يهجم بالحقيقة الفاضحة».

في القراءة الثانية وهي لمؤرخ يهتم بتاريخ الدارالبيضاء ( رشيد. ق) لأزيد من أربعة عقود، حينما قرأها نشر على صفحة حسابه ما يلي مبتدئا بفقرة من الرواية : "كل ما رأيتَ، أو تخيلتَ أنك رأيت، أو دار في رأسك، ورأس غيرك، ما شاهدت، أو خيل إليك أنك شاهدته، ما نقل إليك، ربما حدث، أو هلاوس فقط، ولا تلومن هذا الكاتب، وكل شاة معلقة بعرقوبها(....)"

هكذا يتقمص الراوي شخصية " مول الفز"، وبهذه الفذلكة السمجة، يقفل الحكي ويسكت عن "الكلام ال....ح" حين يدركه الصباح، محاولا أن يبرأ ذمته، بعد الكم الهائل من الهذيان الذي لفظه، على امتداد 538 صفحة، تحت مسمى "رواية" لوى خلالها عنق " رجال الدار البيضاء" وأغلق عليهم داخل زجاجة نبيذ، واتخذ له مقعدا أبديا في قلب خمارة " القطة البلقاء" شاهرا سيفا خشبيا، ينازل به " طواحين الهواء" من خصوم وهميين وحقيقيين، سياسيين ونقابيين ومثقفين. ولم يسلم من زعاف لسانه بسطاء القوم من العمال والكادحين والمهاجرين والقرويين. وحده فقط ولا أحد غيره " البيضاوي الواعر" الذي رفع ذات يوم لواء " المحرر" وقاد " المسيرة"...


تابعونا على فيسبوك