Advertising
  • الفَجر
  • الشروق
  • الظهر
  • العصر
  • المغرب
  • العشاء

تابعونا على فيسبوك

الوطن لا يحمى بالشعارات

19:33
الوطن لا يحمى بالشعارات

إلى الحكومة والبرلمان والأحزاب والنقابات 

 

بقلم: إدريس زويني

في مرحلة دقيقة من تاريخ الوطن، حيث تتقاطع التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، يفرض الواقع سؤالا جوهريا: من يحمي الوطن؟

الجواب لا يوجد في الخطابات ولا في البيانات، بل في تحمل المسؤولية بشجاعة وصدق، وفي القدرة على اتخاذ القرار الصعب حين تفرضه مصلحة الشعب.

إن حماية الوطن لا تتحقق بالشعارات، بل بالفعل الملموس، وبالإرادة التي تترجم الكلام إلى إنجاز. فالوطن لا ينتظر المبررات، بل ينتظر رجال دولة قادرين على إعادة الثقة بين المواطن والمؤسسات.

إن إقالة الوزراء أو مساءلة المسؤولين ليست نهاية المطاف، بل بداية تصحيح المسار عندما يختل ميزان الثقة أو تهدر كرامة المواطن. لأن الدولة القوية هي التي تملك الشجاعة لتُصلح ذاتها قبل أن يصلحها الشارع، وتستمع قبل أن تفاجأ، وتبادر قبل أن تدان.

اليوم، أكثر من أي وقت مضى، يحتاج وطننا إلى تواصل صريح ومسؤول مع المواطنين، وإلى قنوات إصغاء حقيقية، لأن صوت المواطن هو بوصلة الإصلاح، وهو المرآة التي تعكس نبض الشارع ووعي المجتمع.

ولا إصلاح بلا ثقة، ولا ثقة بلا وضوح، ولا وضوح بلا محاسبة.

إن الرسالة موجهة إلى الجميع: الحكومة، البرلمان، الأحزاب، والنقابات.

فالوطن لا يصان بالمزايدات أو بتبادل الاتهامات، بل بالصدق في الأداء، وبالوفاء لتضحيات المغاربة الذين ينتظرون عملا لا كلاما، ونتائج لا وعودا.

إن المرحلة تتطلب رجال دولة بضمير وطني، لا ساسة يبحثون عن المكاسب.

تتطلب رؤية جماعية تتجاوز الحسابات الضيقة نحو مشروع وطني جامع، يعيد الاعتبار للثقة، ويجعل من الكفاءة والمسؤولية معيارا وحيدا لتولي المناصب.
الوطن، ببساطة، يستحق أن نبنيه جميعً بيدٍ قوية وقلب صادق.

لا بالشعارات، بل بشجاعة القرار، وصدق الفعل، ووعي المسؤولية.



إقــــرأ المزيد

×

حمل تطبيق ولو