• الفَجر
  • الشروق
  • الظهر
  • العصر
  • المغرب
  • العشاء

تابعونا على فيسبوك

"أفيتو" تجمع خبراء رقميين لتحليل ورصد عادات الإستهلاك لما بعد "جائحة كوفيد-19"

الخميس 11 يونيو 2020 - 13:29

لقد كان أفيتو، رائد الإعلانات الصغيرة بالمغرب، خير شاهد خلال فترة الحجر الصحي، على التغيرات الواضحة والملموسة التي شملت عادات الإستهلاك لدى مختلف شرائح المجتمع. ولإستيعاب أفضل لهذه التغيرات، واستباق سلوك المستهلك لما بعد جائحة كوفيد 19، بادر أفيتو، يوم الثلاثاء 9 يونيو، إلى تنظيم ندوة على الأنترنت تحت عنوان: "كوفيد-19 .. تساؤلات حول عادات الإستهلاك." نظمت هذه الندوة تحت إشراف المقرر بدر بوسليخان، مدير المبيعات لدى أفيتو، وشارك في تنشيط المائدة المستديرة خبراء ينحدرون عن مختلف القطاعات، ومن آفاق مختلفة عززوا مداخلاتهم بمعطيات وأرقام حصرية استقوها خالل فترة الحجر الصحي.

كوفيد 19 - مناسبة لتسريع وتيرة الرقمنة

لقد أدت الأزمة الصحية إلى بروز تغيرات عميقة في سلوك المستهلكين. كما لعبت دورا مهما في تسريع وتيرة الرقمنة. فتبعا لدراسة لوكالة "نحن اجتماعيون"، سنجد أنفسنا في مواجهة ساكنة عالمية أكثر ارتباطا بالشبكة العنكبوتية: إذ في شهر أبريل 2020، لاحظنا ارتفاعا بلغ 82 مليون شخص مرتبط بالأنترنت مقارنة مع نفس الفترة من السنة الفارطة.
فبالنسبة لصوفيا أسد، مقاولة بالمجال الرقمي لحوالي عشر سنوات، كان التباعد الإجتماعي المفروض في إطار التدابير الصحية المعتمدة وراء تغيير حقيقي وملموس على صعيد الإستهلاك. ففي الوقت الذي كان فيه فقدان ثقة المغاربة لحد الآن عائقا رئيسيا أمام تطور التجارة الإلكترونية، "أجبرت الأزمة المستهلكين على تجريب مختلف وسائل الأداء على الأنترنت. وقد أدلى مركز النقديات المغربي بأرقام مهمة ومعبرة، همت بالخصوص أداء الفواتير على الأنترنت." وانطلاقا من إعجابه بالتكنولوجيات الحديثة وأثرها الإيجابي على حياة المجتمعات، أوضح كريم الدبار، مدير عام غلوفو، هذا الميول والتغير حين قال: "قبل جائحة كوفيد-19 من 15 إلى 20% من الأداءات على التطبيق تجرى عبر البطاقة البنكية. واليوم، هذه العمليات قاربت 70% وارتفاع سلة الأسعار خير دليل على ثقة المستهلكين في حلول التجارة الإلكترونية". وأمام هذا التهافت الجديد والملفت للنظر، أبدى التجار، من جانبهم، مرونة كبيرة إزاء زبنائهم باعتماد طرق خاصة بهم للتوصيل أملا منهم في ضمان استمرارية أنشطتهم.

بعد ذلك، جاء تدخل ياسمينة بلحسن، مؤسسة ومسيرة وكالة مايا ديجيتال، لتؤكد على أن ظاهرة الرقمنة تعد فرصة واعدة لمختلف العالمات التجارية للتطور نحو الأفضل، حيث قالت: "في زمن الجائحة، كانت ميزانيات التواصل بالشركات أول المتضررين منها. ولحسن الحظ، اهتدت العلامات إلى ضرورة الحفاظ على علاقات مع المستهلكين خلال هذه الفترة الحساسة".. وفي حال استمرار غياب التواصل من 4 إلى 6 أشهر، قد تصبح العلامة معرضة لفقدان حوالي 60% من الشهرة التي اكتسبتها لسنين طوال. ويعد هذا المعطى السبب الرئيسي وراء حفاظ العديد من العلامات على تواصلها بتكييفه مع المرحلة. فهذه الفترة تشهد ارتباطا مكثفا للمستهلكين، وأكثر استيعابا لرسائل العلامات، التي توجب عليها في نفس الوقت الإنتباه أكثر للرسائل المتداولة من طرفهم.

استماع، مرونة وتجاوب سريع

كم عديدة هي القطاعات التي تأثرت بهذه الأزمة، بشكل إيجابي، وأيضا بشكل سلبي. بدوره، تدخل ياسين زياد، مدير المنتوج لدى أفيتو، ليتقاسم بعضا من هذه الملاحظات الأساسية. ففيما يخص المعاملات التجارية العامة، "شكل قطاع السيارات واحدا من القطاعات المتضررة أكثر، بتراجع بلغ -80%، سواء من حيث طلب أو عرض السيارات المستعملة. حتى السيارات الجديدة لم تسلم من هذه الضائقة. كما توقفت مراكز المراقبة التقنية ومكاتب رخص السياقة عن العمل".

"اليوم، وعلى الرغم مما ذكر، هناك بعض المؤشرات الإيجابية مع إعادة انطلاق الطلب بنفس مستويات ما قبل الأزمة. كما أخذ العرض في استرجاع عافيته بشكل محتشم. وللإشارة يمثل العقار ثاني أكبر قطاع يشتغل عليه موقع أفيتو. "وقد لاحظنا هبوطا بنسبة -70% ومع توقف الموثقين عن العمل تعذر إنجاز صفقات البيع والشراء. وقد انطلق الطلب على العقار منذ أسبوعين اثنين وحقق مستويات أعلى من فترة ما قبل الأزمة".هناك صناعات أخرى استفادت من هذه الأزمة، وقد تجسد ذلك من خلال ارتفاع قوي في الطلب على الأجهزة الإكترونية والمنزلية بفعل تغير العادات اليومية المرتبط بالحجر. نفس  الأمر ينطبق على قطاعات الأجهزة الإلكترونية والمنزلة. "لقد حاول التجار الإقتراب قدر الإمكان من زبناءهم وهو الأمر الذي ساهم في دمقرطة الولوج لمنظومة التجارة الإكترونية. وقد نجح أفيتو في التأقلم مع هذا الوضع بإطلاق خدمة التوصيل للبائعين المهنيين. وهي الخدمة التي شهدت نجاحا باهرا. فالمستهلك المغربي، جاهز للتأقلم، وينتظر تلبية حاجياته»، يشير ياسين زياد.

أما بالنسبة لبياتريز ميدينا بيريز، مديرة الترويج الرقمي لدى أديفنتا، فـ"إذا عجزنا عن تغيير الوقائع، لن نستطيع تغيير الطريقة التي نتفاعل بها مع هذه الوقائع." وفي إطار حرصها الدائم على البقاء في الإستماع إلى المستهلكين، عملت الشركة الأم لأفيتو على ابتكار حلول لتلبية حاجياتهم الجديدة: "بعض من أعضاء المجتمع كانوا في أمس الحاجة للمساعدة، فيما بعضهم الآخر كان قادرا على تقديم المساعدة لهم.. وقد تمثلت مهمتنا في ربط الإتصال فيما بينهم.. وتراوح ذلك من قضاء المشاوير الإعتيادية إلى قضاء بعض الحاجيات الخاصة والكمالية".
 
الآفاق المستقبلية

ففي الوقت الذي نجهل فيه كيفية تغيير المستهلكين لعاداتهم على المدى البعيد، أشارت بياتريز ميدينا بيريز على أن هناك بعض الوقائع المنبثقة عن هذا التغير: "وبالخصوص، الرقمنة. التفاعلات الجسدية ستندثر شيئا فشيئا. المعاملات على الأنترنت ستصبح ضرورية. والمستهلك اعتاد أكثر على الأداء على الخط. واعتبارا للظروف الإقتصادية، اقتراح عروض بأسعار معقولة مهمة سيمثل فرصة للغالبية. من جانب آخر، هناك مجتمعات متضامنة طور التكوين وأشخاص أضحوا أكثر وعيا بأهمية حماية البيئة".


في رأي صوفيا أسد، ستتوقف العادات المستقبلية على مدى قدرة التاجر على إرضاء المستهلكين والعمل قدر الإمكان على تحبيب هذه التجربة لدى المستعمل على غرار اقتراحه لحلول  الأداء  بواسطة  التشات  بوت  عبر  الواتساب:  "ففي  حال  رضا  الزبون، ستستمر  بعض
العادات وتدوم أكثر".

وقد لفت كريم الدبار النظر على أن المستهلكين يتغيرون يوما بعد يوم، وهم منشغلون أكثر، وأكثر ارتباطا وعلى استعداد لمواجهة التحديات الجديدة.. فهم يغلب عليهم التوتر ولم يعودوا قادرين على التوفيق ما بين حياتهم الخاصة والمهنية. والمستهلك أصبح أكثر إلحاحا ويرغب في
االستفادة من خدمات عملية وغاية في السهولة. واقتناعا منه بأن مستقبل المقاولات يكمن في الإتصالات النقالة، أوضح نفس المتحدث على أن المستهلكين يتوقون إلى تجربة شراء سليمة وينتظرون شخصنة عرض العلامات وتمييزه، مع الإستجابة الفورية لحاجياتهم. وبالنسبة لياسمينة بلحسن: "أصبحت الرقمنة أمرا ضروريا يصعب تفاديه. ولم يعد هناك أي مكان للتردد".

بخصوص المتدخلين:

بياتريز بيريز- مديرة الترويج الرقمي – Expert@Adevinta marketing Digital
خبيرة في الترويج الرقمي بأزيد من 7 سنوات في اقتناء، استقطاب وانخراط مستعملي التجارة الإكترونية وحاليا بقطاع الإعلانات الصغيرة على الأنترنت. وهي مسؤولة عن الترويج الموجه للمستعمل وتشرف على التنسيق ما بين الفرق التابعة لمختلف الجهات الجغرافية مع تحديات متنوعة، بمستويات مرتفعة من النضج بالسوق وتشكيل فرق قادرة على بلورة إستراتيجات
بمجال إدارة عالقات العمالء. وقد سبق لبياتريز أن أدارت التبني الناجح لتألية الترويج لدى أديفينتا، المجموعة الدولية الرائدة بقطاع الإعلانات الصغيرة المتعددة العلامات بأزيد من 1,5 مليار زيارة شهرية عبر العالم.


كريم الدبار- مدير عام جلوفو Glovo

أنجز كريم الدبار الجزء الأكبر والأهم من مشواره المهني لدى كبريات الشركات المتعددة الجنسيات المتمركزة بالمغرب. وقد مكنته هذه التجربة من لفت أنظار المنظمات التواقة إلى اكتساب حمولة دولية والتطور نحو الأفضل رفقة أجود المواهب والمهارات البشرية.

ابتدأ مشواره المهني في سنة 2012، وهي السنة التي شغل فيها منصب محلل بمجال الذكاء التسويقي لدى شركة متعددة الجنسيات بمنتوجات ذات االستهالك الكبير والمرتفع. في السنة الموالية وخالل سنتين اثنتين، اشتغل كمستشار إستراتيجي لدى مقاولة دولية.
 
في سنة 2016، تمكن كريم الدبار من بلورة عشقه للتكنولوجيات الحديثة بالتعاون مع غوغل حول مشاريع تعنى بالسياسة العمومية. بعد ذلك، التحق بشركة Uber في منصب مدير الإستغلال واللوجستيك.

هذا، وقد حدا عشق كريم الدبار وولعه بالتكنولوجيات الحديثة وأثرها الإيجابي على المجتمعات
إلى الإرتقاء به على رأس غلوفو بالمغرب منذ سنة 2018.

صوفيا أسد- خبيرة بمجال الترويج والتحول الرقمي

صوفيا أسد مقاولة بالمجال الرقمي لأزيد من اثنتي عشرة سنة، بدأت مشوارها المهني بالمغرب بإحداثها في سنة 2007 لواحد من أولى مكاتب الإشهار الإكتروني والذي قامت في سنة 2015 بتفويته لفاعل آخر مشهور ووازن. صوفيا أسد شغوفة بالترويج الرقمي والإبتكار، وهي خريجة المدرسة العليا للتجارة لباريس ومعهد التكنولوجيا والمعادن لباريس بشعبة قيادة التحول الرقمي للمقاولات، وتواكب حاليا مجموعة صوفيا بانكينغ للبرمجيات حيث تدير مبادرة رقمية فريدة خاصة بالإبتكار المالي بإفريقيا. كما تعد عضوا بمجلس إدارة فرينش تيك ماروك كمسؤولة عن قطب التكنولوجيا المالية.

ياسين زياد- مدير المنتوج Avito

مقاول سابق بالمجال الرقمي والإقتصاد المشترك بدأ مشواره المهني كمستشار بفرنسا.

ياسمينة بلحسن- مؤسسة Mayadigital

مديرة عامة مع تجربة عمل مهمة بصناعة الترويج، الإشهار والرقمنة. وهي مختصة بقطاع التجارة الإكترونية، محتوى العالمة، التحول الرقمي، التطوير التجاري، المقاولات وإستراتيجية الترويج. وقد اكتسبت حنكة وتجربة كبيرة بمجال إعداد وتطوير الأعمال والمشاريع، وحاصلة على دبلوم ماستر التخصص بالترويج والتسويق عبر الأنترنت.


إقــــرأ المزيد