Advertising
  • الفَجر
  • الشروق
  • الظهر
  • العصر
  • المغرب
  • العشاء

تابعونا على فيسبوك

تفاصيل كلمة أخنوش من الأمم المتحدة

الأمس 11:23
بقلم: Touil Jalal
تفاصيل كلمة أخنوش من الأمم المتحدة

قال عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، إن الأمم المتحدة مدعوة، أكثر من أي وقت مضى، إلى مراجعة أولوياتها، مشددا على أن جوهر مهمتها يظل ثابتا، لكن أساليب عملها تتطلب إعادة نظر للاستجابة لحجم الأزمات المعاصرة وتعقيداتها. مضيفا أن المملكة المغربية ما فتئت تدعو إلى عمل متعدد الأطراف، يلتزم بمبدأ المساواة في السيادة بين الدول.

التزام جلالة الملك تجاه القضية الفلسطينية

وأضاف أخنوش، في كلمة أمام الدورة 80 للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة، أنه تماشيا مع الالتزام الصريح والثابت لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، رئيس لجنة القدس وانشغال جلالته الدائم بخطورة تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.. يدعو المغرب اليوم، إلى تعبئة أكبر للمجتمع الدولي لإخراج المنطقة من الدوامة المظلمة التي تنزلق فيها.

أولويات التحرك تجاه القضية الفلسطينية

وشدد رئيس الحكومة، على أنه لا بد أن يرتكز التحرك على أربع أولويات، وهي : الوقف الفوري لإطلاق النار، والعودة إلى طاولة المفاوضات، في أفق وضع حد نهائي للحرب؛ وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة والضفة الغربية، دون عوائق أو شروط؛ وتعزيز الدور الحيوي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين؛ وتنفيذ خريطة الطريق الواضحة والشاملة لإعادة الإعمار، التي اعتمدتها القمة العربية الاستثنائية، تحت قيادة السلطة الفلسطينية وبإشراف عربي ودولي مشترك.

أشار إلى أإن المغرب، واستنادا إلى التوجه الذي سنه جلالة الملك، يظل مؤمنا بأن حل الدولتين هو السبيل الأوحد لإرساء سلام دائم وشامل في الشرق الأوسط. وهو الحل الذي لا يقبل التأجيل أو التهميش، بل ينبغي أن يصبح التزاما أخلاقيا ومطلبا سياسيا فوريا. 

ضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني

وأكد أخنوش على ضرورة فتح آفاق حل سياسي ذي مصداقية، ووضع جدول زمني دقيق، بما يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني؛ وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود يونيو 1967، عاصمتها القدس الشرقية، وغزة جزء لا يتجزأ، إلى ذلك، يؤكد المغرب التزامه الثابت بالدفاع عن الأماكن المقدسة، خاصة المسجد الأقصى، الذي يحظى بمكانة خاصة في قلب جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بصفته رئيس لجنة القدس.

ويتجلى هذا الالتزام يضيف رئيس الحكومة، في العمل المشترك للدبلوماسية المغربية ووكالة بيت مال القدس، الذراع التنفيذية للجنة القدس، التي تنجز على الأرض مشاريع حيوية تروم صون الوضع القانوني للقدس وحماية هويتها الثقافية ودعم الحقوق والتطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني.

تضامن المغرب مع إخوانه

ويعرب المغرب عن تضامنه مع قطر وسوريا ولبنان إزاء الاعتداءات التي تتعرض لها أراضي هذه الدول الشقيقة من طرف إسرائيل.

وبنفس منطق التضامن والأخوة تدعو المملكة المغربية إلى حلول سلمية للأزمات التي تعيشها الدول العربية الشقيقة في كل من ليبيا واليمن والسودان والصومال عبر التوافق والحوار، حيث ترتكز هذه الحلول على احترام سيادتها الوطنية ووحدتها الترابية، بعيدا عن التدخلات الأجنبية.

إفريقيا في صلب اهتمامات المملكة

وأوضح رئيس الحكومة، أن إفريقيا تقع في صلب المبادرات الدولية الكبرى التي يقودها جلالة الملك، حيث وضع جلالته قارتنا في صميم رؤية استراتيجية واضحة المعالم، غايتها إفريقيا موحدة ومزدهرة، في احترام تام لهويتها، مع الانفتاح على شراكات دولية متوازنة.

ويجسد هذا الطموح مسار الرباط للدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي.. وهو مشروع حضاري مبني على تضامن جيوسياسي جديد.. سيتيح لهذه الدول استعادة مجالها البحري وتحويل الواجهة الأطلسية الإفريقية إلى مركز أمن واستقرار، يترجم فيه التقارب الثقافي والإنساني إلى فرص للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وفي نفس السياق، يؤكد أخنوش على أن تمبادرة خط أنبوب الغاز إفريقيا-الأطلسي، تعتبر من أبرز المشاريع التي تجسد هذه الرؤية التي استأثرت باهتمام دولي كبير. إن هذا المشروع الضخم يقدم استجابة ملموسة للتحديات الطاقية والاقتصادية والمناخية، كما يبرز وجه إفريقيا المبتكرة والمندمجة في الاقتصاد العالمي.

المغرب و مواجهة الإجهاد المائي

وقال أخنوش، إن المغرب الذي يواجه جفافا بنيويا، وبتوجيهات ملكية، تبني سياسات مبتكرة لمواجهة إشكالية الإجهاد المائي، من بينها: نقل المياه بين الأحواض المائية، وتحلية مياه البحر، وإعادة استخدام المياه المعالجة، وتشجيع أنظمة الري الفلاحي المقتصدة للماء، واستكمال بناء السدود.

موازاة مع ذلك، خطت المملكة خطوات هامة في مجال الانتقال الطاقي الطموح من خلال المراهنة على الطاقات المتجددة والقدرة على مقاومة التغيرات المناخية.

وهنا يؤكد المغرب على أهمية العمل المشترك لمواجهة هذه التحديات البيئية. فلا دولة، مهما بلغت قوتها، تملك الموارد أو القدرة على العمل منفردة في هذا المجال.

لذلك من اللازم اليوم أن نعمل على نطاق عالمي، من أجل تحقيق أهداف مشتركة وفعالة.

المملكة المغربية وتحديات الذكاء الاصطناعي

 ونبه إلى أن الذكاء الاصطناعي فرض نفسه كثورة تكنولوجية تعيد صياغة اقتصاداتنا وأنماط حياتنا، وإذ ندرك الفرص الهائلة التي يوفرها، فإننا نعي جيدا حجم التحديات التي يطرحها، فالذكاء الاصطناعي يؤكد أخنوش،  ينبغي ألا يتخذ مرادفا للإقصاء أو التفرقة، بل أن يكون رافعة للتقدم المشترك.

مردفا أن التطبيق الملموس للذكاء الاصطناعي يفرض نفسه اليوم في قطاعات عديدة، على غرار: الصحة، والتعليم، والفلاحة وغيره، ولذلك فإن الرهان عليه أصبح أمرا حاسما، وتجاهله يعني إهدار فرص اقتصادية واعدة.. إلا أن تبنيه يستدعي إعادة تشكيل سوق الشغل والتأقلم مع التحولات المتسارعة التي يفرضها.. مع ضرورة استخدامه على نحو أخلاقي ومسؤول.. وهذا ما تعمل عليه المملكة المغربية من خلال استراتيجية "المغرب الرقمي 2030".

الأمم المتحدة والنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية

شدد رئيس الحكومة، على أن المملكة المغربية تدعم بشكل كامل الأمين العام للأمم المتحدة وممثله الشخصي من أجل إيجاد حل نهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. ويعتبر الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية هو الحل الوحيد والواقعي والدائم، حيث يحظى بدعم متزايد على المستوى الدولي في إطار الدينامية التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، نصره الله.

وانطلاقا من هذه القناعة الراسخة أكد جلالته، في خطاب العرش الأخير على حرص المملكة على... " إيجاد حل توافقي، لا غالب فيه ولا مغلوب يحفظ ماء وجه جميع الأطراف".

إن العالم شاهد على أن قضية الصحراء المغربية دخلت منعطفا تاريخيا، فالمواقف التي عبرت عنها أغلبية ساحقة من الدول الأعضاء في المنظمة باتت ترسم خطا واضح المعالم مفاده أن الوقت قد حان لطي صفحة هذا النزاع المفتعل، في احترام تام لسيادة المملكة ووحدتها الترابية.

وأردف أن دائرة التوافق الدولي حول المبادرة المغربية للحكم الذاتي ما فتئت تتسع، ذلك أن نحو ثلثي أعضاء الأمم المتحدة يعتبرونها اليوم الأساس الوحيد والبراغماتي وذا المصداقية لتسوية النزاع.

وفي الميدان، لا تخطئ العين حقيقة مفادها أن الصحراء أصبحت أرضا زاخرة بالفرص. فبفضل النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية والمبادرات الملكية الأطلسية، أضحت هذه المنطقة منصة استراتيجية في خدمة السلام والأمن والتنمية المشتركة.



إقــــرأ المزيد

×

حمل تطبيق ولو