- 21:08أستراليا تمنع وزيرة إسرائيلية سابقة من دخول أراضيها
- 21:03بتعليمات سامية من جلالة الملك ولي العهد مولاي الحسن يستقبل الرئيس الصيني بالدار البيضاء
- 20:45حكم جديد...ثلاثة أشهر حبسا نافذا إضافية في حق إلياس المالكي
- 20:16فيينا تودع التاكسي الذي يعمل بالبنزين في يناير المقبل
- 19:20صبري حكما للديربي البيضاوي بين الرجاء والوداد
- 18:05خبير إسباني: الدرونات التركية طفرة نوعية في قدرات المغرب العسكرية
- 17:37ميداوي يستغني عن مكاتب الدراسات ويعوضها بالجامعات
- 17:26الجماهير البيضاوية مستاءة من إجراء مباراة الديربي بدون جمهور
- 17:04السلطات الجزائري تعتقل الكاتب بوعلام صنصال
تابعونا على فيسبوك
أمينة رشيد.. مسار أيقونة وهبت حياتها للسينما والتلفزة
أمين حاجي
رحلت عن عالمنا الفنانة المغربية الكبيرة، "أمينة رشيد"، عن عمر يناهز الـ83 عاما ليلة الاثنين بعد معاناة شديدة مع المرض، تاركة خلفها إرثا فنيا خالدا، ومسيرة حياة لا تشبه أي حياة.
وتعد أمينة رشيد، واسمها الحقيقي، جميلة بنعمر، المغربية الأولى التي تشتهر في مجال التمثيل، في وقت كانت فيه مهنة التمثيل "حكرا" على الذكور فقط، الذين كانوا أيضا يقومون بأداء "أدوار نسائية".
وبرحيل أمينة رشيد، زوجة ورفيق درب الفنان الرمز الراحل عبد الله شقرون، والتي تنتمي إلى الرعيل الأول من مؤسسي التمثيل والمسرح والسينما بالمغرب، بعد عقود من العطاء الفني الوازن في مسار حافل تؤطره الثقافة ويطبعه العلم وتعليه الموهبة، تسقط ورقة أخرى من شجرة الفن الهادف بالمملكة.
الوالي يكشف تفاصيلها الأخيرة
أكد الفنان هشام الوالي، أن أمينة رشيد توفيت بعد صلاة العشاء، بمدينة الدار البيضاء، مساء الاثنين 26 غشت 2019، عن عمر يناهز 83.
وصرح الوالي أن الراحلة كانت رفقة عائلتها بمدينة تطوان وأحست بتدهور صحتها وعياء شديد، ليتم نقلها على وجه السرعة إلى البيضاء، حيث أسلمت الروح إلى بارئها.
تكريم وتوشيح أمينة رشيد
تعتبر الفنانة الراحلة، التي تم تكريمها في 23 يوليوز 2019، خلال فعاليات النسخة الرابعة من مهرجان سينما الشاطئ "سيني بلاج"، وفي 19 غشت 2015 ضمن فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان أكادير للضحك، وفي سنة 2010 بمناسبة الدورة الـ11 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، والمهرجان الدولي الثالث للفيلم بمراكش سنة 2003 والمهرجان الوطني للسينما بالمغرب سنة 2001، أحد أهرامات السينما المغربية والعربية، نجحت في كسر "حواجز الصمت" وتحرير المرأة المغربية في فترة كان من المستحيل بالنسبة لها الانفتاح على عدد من المجالات.
أمينة رشيد، التي وشحها الملك محمد السادس، في يوليوز 2006، بوسام العرش من درجة فارس، وجه نسائي رائد أسس لحضور المرأة في عالم الدراما، وواحدة من الممثلات المغربيات اللواتي سطرن حضورا مشعا متناميا لم يزده التقدم في السن إلا نضجا وتألقا، بصمت على مسار متفرد على مدى عقود في ثوب شخصية مغربية أصيلة في المسرح والإذاعة والتلفزيون والسينما.
مسيرة فنية طويلة امتدت لعقود لم يفتر خلالها نشاط الراحلة أمينة رشيد ولا ديناميتها، وجعلتها تحظى بمحبة الجمهور الذي أدمن على متابعة أعمالها على خشبة المسرح وفي السينما والتلفزيون وعبر الأثير.
أعمالها الفنية
قدمت أمينة رشيد للمسرح ما يزيد عن 60 عملا مسرحيا ضخما، وشاركت في العديد من الأعمال التلفزيونية منذ العام 1962، لتصبح أكثر وأحب الممثلات المغربيات للجمهور المحلي، كما مارست العمل في الإذاعة المغربية كممثلة لسنوات طويلة، لتقدم عبر مسيرتها الفنية الحافلة حوالي 3500 تمثيلية وسهرة ومسلسل إذاعي، ثم تألقت في العمل السينمائي، وشاركت في عدة أفلام شهيرة كان آخرها: عايدة 2015، أياد خشنة 2012، غزل الوقت 2008، رحيمو 2007.
ومن أشهر أدوارها السينمائية "للا حبي" في فيلم "البحث عن زوج امرأتي"، ودور "الحاجة" في فيلم "فيها الملح والسكر وما بغاتش تموت"، وهما الفيلمان اللذان حققا نجاحا واسع النطاق في المشهد السينمائي المغربي.
وتزوجت أمينة رشيد من الكاتب الراحل، "عبدالله شقرون"، الذي ألف كتابا عن مسيرتها الفنية بعنوان "أمينة رشيد ممثلة في الإذاعة والمسرح والتلفزيون والسينما"، وكان آخر ظهور للفنانة في 23 يوليوز الماضي خلال حفل تكريمها في مهرجان سينما الشاطئ بمدينة الهرهورة المغربية.
وكانت الراحلة قد قدمت للمسرح ما يزيد عن 60 عملا ضخما، كما شاركت في العديد من الأعمال التلفزيونية منذ سنة 1962 حتى الآن.
مارست الراحلة أيضا العمل في الإذاعة المغربية كممثلة سنوات طويلة، وقدمت حوالي 3500 تمثيلية وسهرة ومسلسل إذاعي، كما تألقت في مجال العمل السينمائي وشاركت في عدة أفلام شهيرة.
فنانون وسياسيون ومسؤولون يودعون "لالة حبي"
تحول بيت ابن الفنانة الراحلة أمينة رشيد، لقبلة لفنانين وشخصيات سياسة ومسؤولون حكوميون، منتخبون كبار بالدار البيضاء، برلمانيون وغيرهم، كانوا في الصفوف الأولى لوداع الفنانة جميلة بنعمر المعروفة بأمينة رشيد. قصدته من أجل تقديم واجب العزاء في الأيقونة الفنية التي أسلمت الروح لبارئها.
وحضر أصدقاء ومعارف وأفراد عائلة الراحلة أمينة رشيد، ببيت ابنها وزوجته سيدة الأعمال الشهيرة، مريم بنصالح.
ومن بين الشخصيات المعروفة التي حرصت على تقديم واجب العزاء، في أمينة رشيد، الفنان محمد الجم، والفنانة منى فتو، والسياسي صلاح الدين مزوار، والفنان رشيد الوالي وشقيقه الفنان هشام الوالي، والفنانة ثريا جبران..
قبيل صلاة العصر انطلق موكب رسمي من منزل الراحلة صوب مقبرة الرحمة، وسط حزن عميق ودموع منهمرة من أفراد أسرتها وأصدقائها الفنانين، ممن عاشوا معها لحظات فنية سنوات طويلة.
داخل مقبرة الرحمة كان المئات من المواطنين والفنانين والمنتخبين والمسؤولين الحكوميين يودعون الراحلة أمينة رشيد، حيث أدوا صلاة الجنازة عليها بالمسجد الموجود بالمقبرة، قبل أن يتم نقلها صوب مثواها الأخير.
وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش، الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، رئيس جهة الدار البيضاء سطات مصطفى البكوري، برلمانيون من العاصمة الاقتصادية، منتخبون بعدد من المقاطعات، رجال أعمال بقيادة رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب صلاح الدين مزوار والمدير العام لشركة "الضحى" العقارية أنس الصفريوي.. كلهم حضروا لوداع "لالة حبي".
واعتبر صلاح الدين مزوار، رئيس "الباطرونا"، أن وفاة هذا الهرم الفني المغربي "هو فرصة للتأكيد على أن هذه الطاقات التي تتوفر عليها بلادنا يجب أن يتم منحها الاهتمام لأن عطاءها هو انفتاح للمجتمع".
مسيرة فنية مليئة بالعطاء
بدأت الفنانة الراحلة مسيرتها الفنية بالمسرح والإذاعة الوطنية في أوائل عقد الخمسينيات من القرن الماضي، وتجسدت انطلاقتها الفنية الأولى من خلال عمل إذاعي بعنوان "خليهم في قهوتهم" وفي برنامج "مشاكل وحلول" لتتلوها أعمال متنوعة وغزيرة.
وكانت انطلاقة مسيرة أمينة رشيد السينمائية عام 1955 بفيلم "طبيب بالعافية" من إخراج الفرنسي هنري جاك، عن نص مسرحي لموليير، وهو إنتاج فرنسي مصري مغربي مشترك صور بحدائق الوداية ودار السلام بالرباط، وشارك فيه عدد من الممثلين المصريين منهم كمال الشناوي وأميرة أمير ومحمد التابعي والمغاربة حمادي عمور والبشير لعلج وعبد الرزاق حكم والعربي الدغمي والطيب الصديقي ومحمد سعيد عفيفي وحمادي التونسي وغيرهم.
وجمعت الفنانة الراحلة أمينة رشيد بين العمل في مجالي التمثيل الإذاعي والتمثيل المسرحي من خلال مشاركتها في الإعداد المسرحي لجولات شملت عدة مدن مغربية.
وعلى الرغم من أن أغلب المخرجين أسندوا إليها دور "الحماة" في أعمال تلفزيونية عديدة، والتي اشتهرت بأدائها، إلا أنها حاولت أن تضفي على كل شخصية طابعا خاصا، حتى لا تجعل أداءها متكررا، كما كانت تؤكد ذلك.
وشاركت الفنانة أمينة رشيد في فيلم المخرج المغربي عبد الله المصباحي "مغاربة بالقدس"، إلى جانب الفنانة السورية رغدة، وفي فيلم "جوهرة بنت الحبس" للمخرج سعد الشرايبي، وفيلم "زينب .. زهرة أغمات" للمخرجة فريدة بورقية، وفيلم "ابراهيم ياش ؟" لنبيل لحلو، إضافة إلى مشاركتها في العديد من الأفلام من بينها "السيدة الحرة" و"كيد النسا" و"العوني" و"أبواب الجنة" و"غدا لن تتبدل الأرض" لعبد الله المصباحي، و"البحث عن زوج امراتي" لمحمد عبد الرحمان التازي و"للا حبي" لنفس المخرج و"مصير امرأة" لحكيم نوري و"زنقة القاهرة" لمحمد عبد الكريم الدرقاوي و"قصة وردة" لمجيد الرشيش و "ملائكة الشيطان" لأحمد بولان و"القلوب المحترقة" لأحمد المعنوني وغيرها.
بإخلاصها وتفانيها في حب عملها، خطت أمينة رشيد اسمها في سجل الخالدين من فناني هذا البلد .. رحلت وهي مؤمنة بأن "قيمة الفنان والإنسان تكمن، بشكل عام، في أخلاقه وتفانيه في العمل ولا تقاس بما يملكه من أموال أو ثروة ورثها أو انتمائه الأسري"، وبأنه "لا قيمة للشهرة إن لم تكن أخلاقا وسلوكا ومعاملة وتربية وتصرفات إنسانية ترضي بها خالقك وتكسبك محبة الغير"، وستبقى أعمالها شاهدة على أن أمينة رشيد واحدة من فنانات الزمن الجميل.
بيوغرافيا
بدأت الراحلة المزدادة بالرباط يوم 11 أبريل 1936، مسيرتها الفنية بالمسرح والإذاعة الوطنية في أوائل الستينيات، وتجسدت انطلاقتها الفنية الأولى من خلال عمل إذاعي بعنوان "خليهم في قهوتهم" وفي برنامج "مشاكل وحلول" لتتلوها أعمال متنوعة وغزيرة.
الراحلة وافتها المنية عن عمر يناهز 83 سنة، بعد صراع طويل مع المرض، الذي غيبها في السنوات الأخيرة عن الساحة الفنية والسينمائية، بعد مسار طويل من العطاء، سواء على خشبة المسرح أو في السينما.
وكان صاحب جلالة الملك محمد السادس قد بعث برقية تعزية ومواساة إلى أسرة الفنانة الراحلة أمينة رشيد، إذ أعرب في هذه البرقية لكافة أهل وذوي الراحلة، ولجميع أفراد عائلتي بنشقرون وبنصالح، ومن خلالهم للأسرة الفنية الوطنية، ولكافة أصدقاء الفقيدة المبرورة ومحبيها، عن أحر تعازيه وأصدق مشاعر مواساته في هذا المصاب الجلل، سائلا الله تعالى أن يلهمهم جميل الصبر وحسن العزاء.