- 23:31توقعات الطقس ليوم الاثنين.. برودة نسبية ورياح قوية في بعض المناطق
- 22:59الرجاء البيضاوي ..فرصة أخيرة للمدرب البرتغالي ريكاردو سا بينتو
- 22:47نادي وادي إيكم للفروسية يتوج بلقب كأس العرش 2024 للقفز على الحواجز
- 22:42أخنوش: "مغرب 2030" يتطلب إصلاحات جذرية وبرامج استثمارية كبرى
- 22:41مشروع "الهيدروجين الأخضر" في الداخلة: شراكة مغربية-إماراتية تعيد تشكيل مستقبل الطاقة
- 22:30بوتافوغو بطلا للدوري البرازيلي للمرة الثالثة في تاريخه
- 22:22لعنة الإصابات..ريال مدريد يخسر جهود ميندي لـ3 أسابيع
- 22:07"لارام" تطلق خطا جويا جديدا يربط الدار البيضاء بتورونتو
- 21:57طابع بريدي يخلد مراكش عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لعام 2024
تابعونا على فيسبوك
الجزائر و لعبة الأطفال
بقلم: د الفرفار العياشي
ونحن صغار
كنا نلعب كما يلعب الكبار ،
العابنا لا تشبه العاب أبناء المدينة.
كان وقت اللعب ضيقا.
هو الوقت المتبقي من وقت المدرسة ووقت الحقل؛
ألعابنا كانت بسيطة مثل واقعنا.
وكانت عادية و ملونة بلون تراب قريتنا البسيطة،
كل شئ يسير ببطء مثل أحلامنا.
كنا نحلم بكرة بلاستيكية بدرهين ونصف، كنا نلعب و نحن خائفين على أي اصطدام تكون الكرة ضحيته، نلعب بحذر الحفاظ على سلامة الكرة أهم من تسجيل الأهداف أو حتى تحقيق الفوز ، كرة بثلاث دراهم علمتنا دروسا أعمق أن نخاف على ما نملك، وأجمل ما نملك دولة حامية للحدود.
كنا نجلس نتفرج في أبناء الدوار الكبار يلعبون، كنا نتسابق فقط من أجل لمسها، تقبيلها، وارجاعها للملعب.
رحال ولد عمي و عمر الغابيري و الشلامين رحمه الله و عبد اللطيف الغابيري و عبد الرحمان العسري و غيرهم من أبناء بلادي الذين كانوا يلعبون، يفرحون، يتعانقون بعد نهاية كل مباراة.
كان الغبار يتطاير، و كأن الملعب حلبة سباق الخيول.
أبناء بلدي كانوا اصحاء اقوياء لكن طيبيين للغاية.
في المساء كنا نتحلق حول عبد الله الغابيري الذي مات مقتولا بمدينة تيفلت، و تلك حكاية حزينة يتذكرها كل سكان الدوار.
أتذكر ذهبت إلى هناك لإرجاع الجثة، ودفنه في مقبرتنا سيدي بمالك كان يوما عصيبا، حيت راقني في رحلة طويلة الموظف الجماعي الإنسان الخلوق سي عبد الله عبيد و الذي مازالت استحي منه كنا نساعد بعضنا البعض في سياقة سيارة الإسعاف الجماعية.
كان عبد الله رحمة الله يجيد فن الحكي، و كان شغوفا بالافلام الهندية.
كان عبد الله هو وسيط بيننا و بين المدينة، كنا نتخيل المدينة عبر حكاياته الجميلة حيت متعة الكلام، تشويق الحكايات و حبكة الأفلام النهاية و انتظار النهاية حيت ينتصر على الأشرار.
صوت الأذان يصل إلينا بطيئا هو ما يعني نهاية الحلقة حيت ضرورة العودة إلى المنزل لأن كل تأخير يعني أن الباب لن يفتح.
أما الأغاني التي كنا ترددها فحسب كل مناسبة، و من الأغاني الجميلة التي كنا ترددها بشغف، حين نعود من المدرسة و بعد ان نضع محافظنا، ونأخذ مطيشة و تقسيمها و وضع بعض الملح عليها لزيادة في لذة المذاق، و أخد كسرة خبز باليد الأخرى.
و نخرج لكي نغني و نردد :
مطيشة بلا ملحة الجزائر خاصتها دبحة.
مطيشة بلا ملحة
الجزائر خاصها دبحة
لما كبرت لم يتغير طعم الطماطم، و لم تتغير الجزائر في كرهها لشعب المغرب.
كبرنا و لم تكبر الجزائر .
و اليوم اجد فكرة الفيلسوف نتشه أن الحقيقة يملكها الاطفال حين تحدث عن مسارات تطورها : جمل - اسد و طفل كاعلى درجات القوة لان الجمل يتحمل و الاسد يفترك لكن الطفل يلهو بالاشياء فكانت قوتنا حين حولنا الجزائر إلى لعبة وأغنية.
اليوم درس نتشه مازال حاضرا لأننا كبرنا و الجزائر لم تتغير .
ومعه يصبح الأمل هو اسوأ الشرور لانه يطيل عمر معاناتنا مع جار حاقد .