X

هل تمنح سويسرا مواطنيها أموالا مجانية لهذا السبب؟

هل تمنح سويسرا مواطنيها أموالا مجانية لهذا السبب؟
الأحد 08 شتنبر 2019 - 18:00
Zoom

تحدث رئيس البنك المركزي السويسري،  توماس جوردان، عن حقيقة الأنباء التي كانت انتشرت حول قيام بلاده بتوزيع الأموال على المواطنين كـ"إعانة" مجانية من الدولة.

قال "جوردان"، في منتدى بجامعة زوريخ السويسرية، يوم الجمعة الماضي، إن إعطاء كل مواطن سويسري 500 فرنك سويسري (506 دولار) هو شيء "غير منطقي" ويتعارض مع دستور البلاد".

وأضاف "جوردان"، "أن منح أموال مجانية هو في الواقع قرار سياسي وليس ينبغي أن يتخذه بنك مركزي"، وفقا لشبكة "سي إن بي سي".

وأوضح رئيس البنك المركزي، أن الاقتصاد السويسري ما زال ينمو لكن بوتيرة أبطأ، ويجب الأخذ في الاعتبار أن التضخم منخفض جدًا.

وكان توماس جوردان، قد أكد في تصريحات صحفية سابقة أن هناك حاجة للإبقاء على أسعار الفائدة السلبية في الوقت الحاضر، مؤكداً على أن فوارق أسعار الفائدة مهمة لأسواق العملات.

وقال جوردان في مؤتمر اقتصادي "أسعار الفائدة السلبية مهمة لتنفيذ السياسة النقدية في سويسرا في الوقت الحاضر"، مضيفاً أنه لا يستطيع أن يتنبأ بالفترة الزمنية اللازمة لبقائها سلبية، لكنه يفترض أنه سيحدث تطبيع لأسعار الفائدة في مرحلة ما في المستقبل.

يشار إلى أن، البنك الوطني السويسري (Schweizerische Nationalbank) هو المسؤول عن السياسة النقدية السويسرية وإصدار الأوراق النقدية من الفرنك السويسري.

وسويسرا ورسميا الاتحَاد السويسرِي هي جمهورية فيدرالية تتكون من 26 كانتون، مع برن كمقر للسلطات الاتحادية. تقع سويسرا في غرب أوروبا، حيث تحدها ألمانيا من الشمال، فرنسا من الغرب، إيطاليا من الجنوب، والنمسا وليختنشتاين من الشرق. تشكلت الكونفدرالية السويسرية على مدى عدة قرون، لكنها تميّـزت منذ نهاية القرن الثالث عشر بحرصها على الحياد، وابتعادها عن الدخول في حروب مع جيرانها. ومع أنها تقع في قلب القارة الأوروبية، إلا أنها تمتاز عن معظم الدول المجاورة لها بتنوّعها الديني واللغوي وتمسكها بممارسة الديمقراطية المباشرة.سويسرا هي أيضاً مهد للصليب الأحمر؛ وموطن لعدد كبير من المنظمات الدولية؛ بما في ذلك ثاني أكبر مكتب للأمم المتحدة. وعلى المستوى الأوروبي فهي عضو مؤسس في الرابطة الأوروبية للتجارة الحرة؛ وجزء من منطقة شنغن، وعلى الرغم من أنها ليست عضواً في الاتحاد الأوروبي ولا في المنطقة الاقتصادية الأوروبية إلا أن سويسرا هي واحدة من أغنى البلدان في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي للفرد، وتحتوي على أعلى ثروة للشخص البالغ (الأصول المالية وغير المالية) من أي بلد في العالم. وقد تم تصنيف زيوريخ وجنيف المدينتين الثانية والثامنة من بين الأعلى في جودة المعيشة في الحياة في العالم.

وهي الدولة التاسعة عشر كأكبر اقتصاد في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي الاسمي ورقم 36 في تعادل القوة الشرائية.

سويسرا بلد قام على أساس احترام الأقليات وعلى الديمقراطية المباشرة؛ التي أدّت في نهاية المطاف إلى نظام فدرالي يضم 26 إقليمٍ أو كما تُعرف بكانتون، تلتقي على التواؤم والتضامن فيما بينها. ورغم أنها تختلف فيما بينها بالهوية إلا أن المصلحة المشتركة تجمعها. وجدير بالذكر أنه ليس أمام الاتحاد الأوروبي إذا أراد النجاح إلا أن يعتمد التجربة السويسرية. فثمة تماثل بين الفدرالية السويسرية والاتحاد الأوروبي فيما عدا الشأن المالي والدِّفاع والسياسة الخارجية، رغم أن سويسرا الحديثة تشكّلت عام 1848. في سويسرا، لا توجد لغة رسمية واحدة، بل هناك أربع لغات، ولا توجد ثقافة واحدة، بل هناك عدة ثقافات متنوعة وغنية ومتناقضة فيما بينها. فبعض المواطنين لغتهم الأم الفرنسية، ويعيشون ويعملون في مدينة منفتحة مثل جنيف، يوجد فيها أكثر من 200 منظمة دولية. والبعض من سكان الريف، يعيشون في قرى جبلية تقع في كانتون أوري، ويتحدّثون بلهجة ألمانية، وليس بينهم إلا كما بين اليابانيين والبرازيليين، إلا أنهما يرتبطان سويا بتاريخ من النجاحات التي حقّقها وما زال يحقِّـقها هذا البلد، وبديمقراطية يعود تاريخها إلى أكثر من 700 عام.
 


إقــــرأ المزيد