Advertising
  • الفَجر
  • الشروق
  • الظهر
  • العصر
  • المغرب
  • العشاء

تابعونا على فيسبوك

مودي يدعو بوتين إلى الهند وسط توتر متصاعد مع واشنطن

03:20
مودي يدعو بوتين إلى الهند وسط توتر متصاعد مع واشنطن
Zoom

في خطوة ذات أبعاد استراتيجية، وجّه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي دعوة رسمية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لزيارة الهند في وقت لاحق من العام الجاري، لحضور القمة السنوية بين البلدين. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين الزعيمين ناقشا فيه تطورات العلاقات الثنائية والوضع في أوكرانيا، وفقًا لبيان حكومي هندي.

وتأتي هذه الدعوة في ظل تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة، بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على صادرات الهند إلى السوق الأميركية، وهو ما اعتبرته نيودلهي “أمرًا مؤسفًا للغاية”، خاصة أن دولًا أخرى تستورد النفط الروسي دون إجراءات مماثلة.

واصطفّت هذه الخطوة مع تعثر المفاوضات التجارية بين الهند والولايات المتحدة، التي كانت تقترب من مراحلها النهائية، وترافق مع هجوم كلامي شنّه ترامب على الاقتصاد الهندي واصفًا إياه بـ"الميت" ومحاط بـ"حواجز تجارية فظيعة"، ما أثار صدمة في الأوساط الدبلوماسية الهندية.

وكشفت مصادر هندية مطلعة أن مودي أبلغ ترامب في اتصال هاتفي خلال يونيو أن وقف إطلاق النار مع باكستان تم عبر اتصالات مباشرة بين الطرفين، دون وساطة أميركية، ما مثل نقطة تحول في العلاقات بين البلدين.

ردّ الهند على التصريحات الأميركية لم يقتصر على الكلمات، بل تجسّد في تعزيز التقارب مع موسكو عبر توقيع اتفاقيات شراكة جديدة في مجالات التكنولوجيا والفضاء والمعادن النادرة والأسمدة والنقل، إضافة إلى لقاء بين مستشار الأمن القومي الهندي والرئيس بوتين على هامش اجتماع دول بريكس.

في سياق موازٍ، بحث مودي مع الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا فرض الرسوم الأميركية على صادرات البلدين، ما يعكس تنسيقًا بين القوتين الصاعدتين لمواجهة السياسات التجارية الأميركية.

ورغم محاولات واشنطن إظهار الحزم حيال النفط الروسي، يشير دبلوماسيون هنود إلى أن الهند لن تتخلى بسهولة عن شراكتها التاريخية مع موسكو التي كانت داعمة لها في مراحل حرجة، على عكس الولايات المتحدة التي كان تقاربها مع باكستان يشكل عقبة في العلاقة.

الأزمة الأخيرة دفعت مودي لإعادة تقييم مسار التقارب مع واشنطن، مع فتح قنوات جديدة مع الصين، حيث من المتوقع أن يقوم بزيارة رسمية هي الأولى منذ سبع سنوات، للقاء الرئيس شي جين بينغ خلال قمة أمنية إقليمية هذا الشهر.

في واشنطن، حاولت وزارة الخارجية التقليل من حجم التوتر، مؤكدة أن الهند تبقى شريكًا استراتيجيًا رغم الخلافات. لكن أصوات من داخل الإدارة الأميركية حذرت من أن السياسات الحالية قد تدفع الهند نحو تقارب أعمق مع روسيا والصين، مما قد يغير ميزان القوى الجيوسياسي على المدى الطويل.

وفيما تستمر اللقاءات التقنية لمحاولة إنقاذ الاتفاق التجاري، يرى مراقبون أن الثقة بين الهند والولايات المتحدة في أدنى مستوياتها، وأن المرحلة الراهنة قد تشكل انتكاسة لتقارب إستراتيجي استمر عقودًا، إذا لم تُعالج الخلافات بعقلانية توازن بين المصالح الاقتصادية والسياسية.



إقــــرأ المزيد

×

حمل تطبيق ولو