-
21:02
-
20:42
-
20:25
-
20:03
-
20:00
-
19:43
-
19:23
-
19:02
-
18:42
تابعونا على فيسبوك
شهادة تقلب الموازين في قضية “إسكوبار الصحراء”
تتواصل جلسات الاستماع المرتبطة بقضية “إسكوبار الصحراء”، تاجر المخدرات الدولي الحاج أحمد بن إبراهيم، وسط توالي المفاجآت والمواقف الصادمة داخل قاعة المحكمة، حيث مثلت شخصيات بارزة في السياسة والفن أمام القضاء في واحدة من أكثر القضايا إثارة للرأي العام المغربي. جلسة اليوم الخميس شهدت الاستماع المطوّل لشهادة توفيق زنطاط، أحد المقربين من المتهم الرئيسي، الذي قدم رواية محبوكة لتفاصيل مثيرة شملت علاقاته السابقة، ظروف اعتقاله، وحجم النفوذ الذي كان يتمتع به بنبراهيم حتى وهو داخل السجن.
زنطاط رسم صورة مثيرة للدهشة عن ظروف إقامة بنبراهيم خلال اعتقاله في سجن نواذيبو بموريتانيا، حيث وصف مكان تواجده بأنه "بهو فخم"، بعيد تماماً عن الزنازين المعهودة. وتحدث عن زيارات متعددة له هناك، ولقاءات جمعتهما بالداخل، أكد من خلالها أنه كان يعيش في راحة تامة، قبل أن يتلقى منه لاحقاً مكالمة هاتفية من داخل سجن الجديدة بالمغرب، أبلغه فيها بالحكم الصادر في حقه، والذي بلغ عشر سنوات سجناً نافذاً بتهمة الاتجار الدولي في المخدرات.
وأبرز ما جاء في الشهادة، كان ما كشفه زنطاط بخصوص أوامر تلقاها من الحاج للتواصل مع سعيد الناصري وعبد النبي بعيوي، مدعياً أنهما مدينان له بمبالغ مالية، غير أن زنطاط رفض تنفيذ الطلب بسبب أوضاعه المادية المتردية، ما دفع الحاج إلى إعادة الاتصال به ثلاث مرات لتكرار نفس الطلب، قبل أن تنقطع الاتصالات بينهما عقب استدعائه للتحقيق من طرف شرطة الدار البيضاء.
ومع تقدّم أطوار المحاكمة، تمت مواجهة سعيد الناصري بما جاء على لسان الشاهد، فأنكر بشدة كل الاتهامات، نافياً تلقيه لأي دعم مالي أو خدمات من بنبراهيم، ومعتبراً أن المزاعم حول إقامته بنفس الفيلا معه إلى غاية 2016 غير دقيقة، نظراً لكون الحاج كان مسجوناً حينها. في المقابل، نفى عبد النبي بعيوي بدوره أي علاقة بالحاج أحمد، مؤكداً عدم امتلاكه لأي ضيعة أو شقة يمكن أن يكون الأخير قد زارها، وطالب باللجوء إلى سجلات المكالمات الهاتفية لإثبات براءته.
وفي لحظة مفصلية من الجلسة، حضرت الفنانة المغربية لطيفة رأفت، بعد استدعائها كشاهدة في الملف، لتتحول المحاكمة من قضية اتجار بالمخدرات إلى مسرح تتقاطع فيه السياسة بالشهرة والحياة الخاصة. وتحدث الشاهد عن زواج رأفت من الحاج، مؤكداً أنها كانت امرأة خلوقة ومحافظة، رفضت أسلوب حياته الصاخب، وقامت بـ"تطهير" الفيلا من السهرات والخمر. وأضاف أن وجودها شكّل حاجزاً منيعاً حال دون التقاء بنبراهيم ببعض أصدقائه المقربين مثل الناصري وبعيوي.
لكن الحياة الهادئة لم تدم طويلاً، حيث روى زنطاط واقعة تعرّض الفنانة للعنف الجسدي من طرف زوجها السابق وهو في حالة سكر، مشيراً إلى أنها أطلعته بنفسها على آثار الضرب قبل أن تقرر مغادرة الفيلا نهائياً وطلب الطلاق. وكرد فعل صادم على هذا الطلاق، قال الشاهد إن الحاج نظم ما وصفه بـ"حفل نصر" حضره كل من الناصري وبعيوي، حيث رقصوا على أنغام أغنية "إنتِ باغيا واحد" للفنان سعد لمجرد، معتبراً أن غياب لطيفة مثّل نهاية زمن الانضباط وبداية عودة السهرات.
الاعترافات لم تتوقف عند الحياة الخاصة، بل امتدت لتشمل تفاصيل متعلقة بأنشطة مشبوهة، حيث كشف زنطاط أن الحاج طلب منه السفر إلى تاونات للبحث عن شخص يُدعى عبد الواحد، صاحب محطة وقود تبيّن لاحقاً من سكان المنطقة أنه من كبار تجار المخدرات هناك، كما تحدث عن شغف الحاج باقتناء السيارات الفاخرة التي كان يسجلها بأسماء مقربين منه، إضافة إلى صفقات مشبوهة، مثل بيع شاحنات لعبد النبي بعيوي، وعقود بيع شقة مع كريم عياد، الملقب بـ"السلاوي"، التي رفضت الموثقة تسليم نسخ منها.
ورغم كل هذه التفاصيل، شدد زنطاط في ختام شهادته على أنه لم يكن سوى ناقل لبعض الوثائق والمبالغ بطلب من الحاج، ولم يشارك في أي نشاط غير قانوني.