Advertising

تصعيد مرتقب في غرب إفريقيا ضد الجزائر

تصعيد مرتقب في غرب إفريقيا ضد الجزائر
08:42
Zoom

أثار المحلل السياسي البارز محمد الأمين سوادغو من بوركينا فاسو موجة من الجدل في الأوساط السياسية والإعلامية الإفريقية، بعد تغريدة نشرها على حسابه الرسمي على موقع "إكس"، أشار فيها إلى تصعيد دبلوماسي مرتقب من دول غرب إفريقيا ضد الجزائر لم يذكر اسمها مباشرة، ولكنها متهمة بدعم جماعات مسلحة تهدد استقرار المنطقة. ووصف سوادغو هذا التحرك بـ "الرد الجيوسياسي الطبيعي".

في تغريدته التي أثارت الكثير من الجدل، قال سوادغو: "هناك دولة جارة سيتم طرد سفرائها من بعض دول غرب إفريقيا قريبا، بسبب سياستها مع الجماعات المسلحة التي تهدد استقرار وأمن المنطقة. وسندعو إلى إلغاء الاعتراف بجبهة البوليساريو المدعومة من دولة تعادي بلداننا لصالح فرنسا. سيكون هذا تصرفا طبيعيا وجيوسياسيا واستراتيجيا... ترقبوا قريبا."

رغم أن سوادغو لم يذكر اسم الدولة المستهدفة، فإن الإشارة إلى جبهة البوليساريو والدعم الخارجي الذي تتلقاه تضع الأنظار مباشرة على الجزائر. الجزائر تعتبر الداعم الرئيس لجبهة البوليساريو، وقد وُجهت إليها اتهامات متعددة من قبل مراقبين دوليين وإقليميين بتغذية التوترات في منطقة الساحل والصحراء من خلال دعمها السياسي واللوجستي لتنظيمات مسلحة، ما يلتقي مع مصالح قوى دولية، أبرزها فرنسا.

إذا تم تنفيذ هذا التحرك المنتظر، فستكون تداعياته كبيرة على الساحة الدبلوماسية. من المتوقع أن يشكل ضغوطا كبيرة على الجزائر، وقد يشكل خطوة قوية لصالح المملكة المغربية في ملف وحدتها الترابية، خاصة إذا قررت دول غرب إفريقيا سحب اعترافها بـ "الجمهورية الوهمية" التي تدعمها الجزائر.

هذا التوجه قد يمثل نقطة تحول في موازين القوى داخل الاتحاد الإفريقي، في وقت يتزايد فيه دعم الدول الإفريقية لمقترح الحكم الذاتي المغربي كحل واقعي للنزاع حول الصحراء. كما أن هذه التطورات تأتي في سياق إقليمي يشهد تمددا مغربيا ملحوظا في غرب إفريقيا، حيث سعت الرباط خلال السنوات الأخيرة إلى تعزيز حضورها الاستراتيجي من خلال مشاريع تنموية، تعاون أمني، وبرامج دينية وثقافية.

يشهد اليوم الساحل الإفريقي تحولات جيوسياسية، حيث يتزايد تأثير الدول في المنطقة على حساب القوى التقليدية مثل فرنسا. وهذا التغيير يخلق بيئة ملائمة لإعادة النظر في تحالفات ومواقف سابقة، خاصة فيما يتعلق بالنزاع حول الصحراء المغربية، الذي يراه عدد متزايد من العواصم الإفريقية "قضية مفتعلة" تخدم مصالح قوى خارجية أكثر مما تخدم شعوب القارة.

مع تصاعد الديناميكيات الجيوسياسية في إفريقيا، يبدو أن القارة مقبلة على مرحلة جديدة في إعادة تشكيل تحالفاتها. يبرز في هذه المرحلة التركيز على تعزيز السيادة الوطنية والتخلص من بقايا النفوذ الكولونيالي، بالإضافة إلى الدفع نحو مشاريع وحدوية حقيقية تخدم التنمية والاستقرار.

وفي هذا السياق، قد تكون مراجعة الاعتراف بجبهة البوليساريو بداية لسلسلة من القرارات العميقة التي قد تؤدي إلى إعادة رسم خريطة التأثير في القارة، وتعزز من مكانة المغرب كقوة إقليمية معتدلة تحظى باحترام متزايد من حلفائها.

أضف تعليقك

300 / الأحرف المتبقية 300
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

تعليقات (0)

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي ولو.برس

إقــــرأ المزيد