Advertising

تصنيف فرعي

  • الفَجر
  • الشروق
  • الظهر
  • العصر
  • المغرب
  • العشاء

تابعونا على فيسبوك

الغفولي لـ"ولو": جمهور المسرح يلتقط العمق لأنه يجتهد أكثر في الفهم

الأربعاء 10 - 20:32

اختار المخرج والسيناريست هشام الغفولي أن يقدم لجمهور المسرح المغربي عملا جديدا بعنوان "امتدادات"، مسرحية تنهل من الصراع الأزلي بين الخير والشر، لكن بمنظور مختلف يراه الغفولي صراعا داخليا يسكن أعماق الإنسان قبل أن يكون مواجهة خارجية. عمل فلسفي بطابع بصري وموسيقي متجدد، يمزج بين متعة الفرجة وعمق التفكير، في محاولة لإعادة المسرح إلى مكانته كفضاء حي 
لمساءلة الوجود.

في حديثه مع موقع "ولو"، أوضح السيناريست المغربي أن اختياره لهذا الموضوع ليس اعتباطيا، بل جاء انطلاقا من سؤال جوهري: من أين يأتي الشر؟ وكيف يواجهه الخير؟، غير أن طرحه هذه المرة لا يقوم على ثنائية الأطراف المتقابلة، بل على فكرة الامتداد داخل الإنسان نفسه، مؤكدا أن الرسالة التي يسعى إلى إيصالها هي أن الشر ليس قدرا محتوما، وإنما خيار يحمّل الفرد مسؤوليته الفردية والجماعية. وفي الوقت نفسه، يلامس النص قضايا اجتماعية راهنة كالفساد، والاستغلال، والهشاشة الإنسانية.

فنيا، تعامل الغفولي مع المسرحية كلوحة سمعية بصرية متكاملة، حيث اعتبر النص العمود الفقري، فيما جعل الموسيقى أداة لتوجيه الانفعال وتعميق الإحساس. أما السينوغرافيا فبنيت على الفراغ والسواد لتعكس صراعا داخليا وكونيا، تكملها الإضاءة وحركات الممثلين لتضع المشاهد داخل تجربة متكاملة لا أمام حكاية عابرة.

وعن أبرز التحديات التي واجهته على مستوى الإخراج، أشار الفنان المغربي إلى صعوبة الحفاظ على عنصر التشويق في عمل فلسفي عميق، موضحا أنه راهن على الإيقاع وبناء المواقف وتطور الصراع تدريجيا، حتى يبقى الجمهور مشدودا طيلة العرض.

وبخصوص قدرة الجمهور على استيعاب موضوع المسرحية، كشف المتحدث ذاته أنه اعتمد مقاربة مزدوجة تقوم على مستويين متكاملين: سطحية في الطرح وعمق في المضمون، مؤكدا أن القصة، رغم بعدها الفلسفي، ظلت محافظة على بناء سردي بسيط وواضح. وأضاف الغفولي أن جمهور المسرح يختلف عن جمهور التلفزيون، إذ يبذل جهدا أكبر في الفهم والتأمل، في حين يفضل جمهور الشاشة التلقي المباشر. 

أما عن الفرق بين اشتغاله على الخشبة وعمله في التلفزيون، فيعتبر ابن مدينة فاس أن المسرح فضاء مواجهة حية يمنح حرية تعبيرية وفلسفية أوسع، بينما يفرض التلفزيون إيقاعا سريعا وحكيا مباشرا تحكمه اعتبارات تقنية وتجارية.

وفي مساره رفقة فرقة "Stylo Prod"، يرى الغفولي أن "امتدادات" تمثل امتدادا طبيعيا لتجاربه السابقة، فبعد مسرحية "حياة المامون" التي رافقته لسنوات، و"من زاوية أخرى" التي عالج فيها معاناة مرافقي مرضى الزهايمر انطلاقا من تجربة شخصية، تأتي هذه المسرحية بعمق فلسفي أكبر لتؤكد هوية الفرقة القائمة على البحث في الأسئلة الكبرى دون التفريط في متعة الفرجة.

واعتبر التفاعل الذي حظي به العمل في عرضه الأول بالمضيق في 3 شتنبر الجاري، أعظم شهادة نجاح ودافعا لمواصلة الجولة التي ستقود "امتدادات" إلى عدد من المدن المغربية، على رأسها الدار البيضاء، فاس، تازة، القنيطرة وزاگورة. 

وفي ختام حديثه، شدد المخرج المغربي على أن المسرح في المغرب ما زال قادرا على استقطاب جمهوره كلما وجد أمامه أعمالا صادقة تعكس همومه وتطلعاته، رغم ما يعانيه من تقصير إعلامي ومؤسساتي. مشيرا إلى أن لكل مدينة فضولها وطريقة تفاعلها الخاصة، غير أن القاسم المشترك يظل هو ذلك الشغف العارم لدى المتفرجين، وتعطشهم المستمر إلى فرجة رفيعة ترتقي بالفكر وتمنح المتعة في آن واحد. 

ويُذكر أن هشام الغفولي راكم تجربة مهمة في الدراما والكوميديا التلفزيونية، ويعزز اليوم مشواره الفني بالسلسلة الدرامية "شكون كان يقول" لصالح القناة الأولى، إلى جانب عمل كوميدي جديد حمل توقيع المخرج ربيع شجيد، ومن المُرتقب عرضه خلال الموسم الرمضاني المقبل.



إقــــرأ المزيد

×

حمل تطبيق ولو

//