X

الشرقاوي ل"ولو": مايقع بـ"البام" أحد المظاهر السلبية للقيادة الجماعية


الأربعاء 11 - 11:14

جلال الطويل

أسالت الصراعات التي كانت خفية وأخرجها أبو الغالي صلاح الدين، عضو القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، إلى العلن مدادا كثيرا، وأطلقت العنان للتصريحات السياسية سواء من قبل "الباميين"، أو فرقاءهم، أو حتى المهتمين بالشأن الحزبي المغربي، إذ منهم من اعتبر أن تجميد عضوية أبو الغالي من القيادة الجماعية  "للجرار"، يمكن أن تؤدي إلى تصدعات في بنية الحزب وتؤثر على مساره، لاسيما خلال الاستحقاقات، بينما يرى فريق ثان أن هذا القرار التي اتخذه المكتب السياسي في حق أبو الغالي لن يكون له أي تأثير على مكانة الحزب داخل المجتمع.

وفي هذا الصدد، يرى عمر الشرقاوي، المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية، "أن مايقع بـ"البام" أحد المظاهر السلبية للقيادة الجماعية، لأنه من الطبيعي إذا كان الحزب يسيّر بثلاثة رؤوس فلابد أن تكون هناك توترات، لاسيما وأن الحزب لازال يعيش ارتدادات بسبب أزمة بعيوي والناصري، وبالتالي هناك نوع من الهشاشة التي تجعله يتخوف من أي قضية أو مشكل آخر".

وأضاف الشرقاوي، في تصريح لموقع "ولو" الالكتروني، "أنه يجب استحضار أن حزب الأصالة والمعاصرة داخل في رهانات ربما حكومية لا ندري ربما فيها تنافس بين الخلية الضيقة للتنظيم، حيث هناك بعض الأسماء المعنية بالتعديل الحكومي، ومنها أبو الغالي وسمير كودار"، مشيرا إلى أن هذا التنافس من المحتمل سيخلق توترات، مشددا في نفس الوقت على أن التعديل الحكومي يوجد دستوريا بيد الملك.

وتابع ذات المحلل السياسي، أنه " لايجب أن ننسى بأن الحزب سيدخل منذ السنة الجارية مسار تسخينات انتخابية، وبالتالي سيكون لذلك تأثير على الاصطفافات الداخلية"، ليتساءل بالقول :"لكن هل هذا سيؤدي إلى إنهاء حزب الأصالة والمعاصرة؟، لا أظن ذلك"، "لأنني أعتقد أنه لحدود الساعة أن الصراع أفقي وليس عموديا أي أنه على مستوى القيادة الجماعة للحزب". 

وأوضح الشرقاوي، أنه " لايمكن الحديث عن تصدع داخل حزب الأصالة والمعاصرة، ذلك لأنه منذ سنة 2008، ومع تأسيس حركة لكل الديمقراطيين وتحولها إلى حزب "البام"، كان يقال بأنه حزب يتصدع"، مردفا "ان الحزب مر بأزمة كبيرة مع حركة 20 فبراير التي طالبت برؤوس بعينها في قيادة الحزب، ومر كذلك بحروب شرسة سنة 2016 مع البيجيدي خلال الاستحقاقات، وكذلك الأزمات سنة 2017 بين تيار بنشماش ووهبي، وبعد ذلك جاءت قضية الناصري وبعيوي، واليوم نحن أمام قضية أبو الغالي دون معرفة خباياها الحقيقية". 

وأكد أستاذ العلوم السياسية، أنه لا يمكن لأحد من السياسيين أن يتنبأ أو يتحدث عن التعديل الحكومي، "لأن زمن التعديل الحكومي ومضمونه من اختصاص جلالة الملك، وذلك طبقا للفصل 47 من الدستور المغربي لسنة 2011"، موضحا أن الحديث عن التعديل الحكومي، بدأ منذ سنة 2022، حيث أفردت له العديد من الصحف والمواقع صفحات للحديث عنه، ولهذا لا يمكن أن نبني مثل هذا الخطاب السياسي على فكرة هشة".   

وجدير بالذكر أن حزب الاصالة والمعاصرة يعيش على وقع صفيح ساخن، بسبب تجميد عضوية صلاح الدين أبو الغالي من القيادة الجماعية للتنظيم، حيث قرر المكتب السياسي اتخاذ هذا القرار، الذي أكد أبو الغالي في بيان له بأنه تعسفي وااستبدادي اتخذته فاطمة الزهراء المنصوري منسقة القيادة الجماعية، لكي تفسح المجال لبعض القياديين المقربين منها لملء مكان أبو الغالي في ضرب لكل الأخلاقيات والأعراف الديمقراطية، حسب أبو الغالي.