X

تابعونا على فيسبوك

الحلقة 13 (5): "من ثنايا الذاكرة: توجيهات وتوجهات المنظومة التعليمية" محمد يوسفي مالكي (الأيام الدراسية للتربية الوطنية 1977 ـ 1986)

السبت 14 يوليو 2018 - 09:09
الحلقة 13 (5):

بعدما ذكر الدكتور والباحث والمشرف التربوي محمد يوسفي مالكي، في عدد من حلقاته السابقة في السلسلة التي تحمل عنوان "الأيام الدراسية للتربية الوطنية"، تفاصيل عن أحداث ما قبل وما بعد المناظرة التربوية التي عقدها الوزير المرحوم عز الدين العراقي، بمدينة إفران والتي شهدت حينها حضور الملك الراحل الحسن الثاني، فقد أجاب في هذه الحلقة عن سؤال افتراضي ألا وهو "ماذا فعلت الوزارة بهذه المجهودات؟".

وللإجابة على هذا السؤال فقد كشف الباحث التربوي يوسفي، عن انجازات ومجهودات الوزير العراقي رحمه الله والذي مكث في الوزارة لمدة 8 سنوات، وهي أقصى مدة قضاها أي وزير بهذا المنصب.

وأوضح الباحث يوسفي أن الانجازات المحققة في عهد الوزير العراقي، بعضها صالح لفائدة المنظومة التربوية في نظر البعض وبعضها غير صالح، ومن ضمن تلك الانجازات تعريب المواد العلمية أي جعل تدريس هذه المواد باللغة العربية، ومن ضمن تلك المواد التي شملها التعريب نجد مادة الرياضيات والطبيعيات والفيزياء وغيرها.

قبل أن يضيف المتحدث ذاته أيضا، أن الوزير العراقي اهتم كثيرا بتكوين الأطر، ومن أجل ذلك أحدث الوزير مدارس عليا وإدارات خاصة بتكوين الأطر والمعلمين والأساتذة والمفتشين، قبل أن يشير الدكتور يوسفي إلى أن الوزير العراقي كان يهتم أيضا بمراجعة البرامج والمناهج، بجانب اهتمامه بإعادة النظر في الكتب المدرسية، بالإضافة إلى اتخاذه القرارات المتعلقة بامتحانات البكالوريا، التي كانت في السابق تقام من طرف قسم واحد خاص بالمملكة المغربية ككل، قبل أن يجري الوزير عدة تغييرات على امتحانات البكالوريا، منها تقسيم قسم الامتحانات إلى أربعة مراكز بكل من الرباط وفاس والدار البيضاء ومراكش، كما عين على رأس كل من هذه المراكز، مفتش عام والذي يقوم بجميع مهام امتحانات البكالوريا.

وحول تفاصيل النظام الذي وضعه الوزير العراقي لاجتياز امتحانات البكالوريا، أضاف الدكتور يوسفي أن هذه الامتحانات أصبحت تجرى في أول شهر يوليوز على أن يتم إعلان النتائج عقب ذلك لتضم الناجحين بصفة نهائية والراسبين الذين لهم الحق في اجتياز الامتحانات الاستدراكية في بعض المواد حيث كانت تقام هذه الامتحانات بعد شهر واحد من امتحانات الدورة الأولى أي في شهر غشت.

وفيما يخص الامتحانات أيضا أشار الباحث يوسفي، أن الوزير العراقي استدعى شركتين مغربيتين من أجل ترتيب المتخرجين حسب النقط الحاصلين عليها بصفة عامة والمواد العلمية بصفة خاصة، كما طلب العراقي خلال فترة توليه الوزارة من أعوانه مراقبة هذا الموضوع بجدية وبتقنية وتفكير لكي تكون نتائج هذه الامتحانات مرورية.

وبالعودة إلى مجهودات وانجازات الوزير العراقي أيضا، فقد ذكر الدكتور يوسفي أن الوزير المذكور قام بإغلاق شعبة الفلسفة، كما أعاد النظر في برامجها وكتبها التي كانت بثلاث لغات العربية والفرنسية والانجليزية.

ووصف الدكتور يوسفي في حديثه، الوزير العراقي بأنه كان رجلا مزدوجا نظرا لمعرفته الكبيرة بالعربية، بجانب معرفته اللغة الفرنسية بإتقان نظرا لقرائته في المرحلة الابتدائية بمدرسة خصوصية تعمل على تهيئ طلابها باللغتين العربية والفرنسية، والتي كان يديرها في السابق الفقيه العلامة بنعبد الله رحمه الله، الذي كان يقول إن إخراج العدو لا يمكن بالسلاح فقط بل لابد أن يكون بالعلم كذلك، مشددا على ضرورة العلم الذي يعتبر سبيل علو كل بلد.

وأشار الدكتور يوسفي إلى النظام الذي أعلن عنه الملك الراحل الحسن الثاني، والذي يتمثل في حل البرلمان وتكوين حكومة جديدة وتعيين وزيرين غير منتسبين لأي هيئة سياسية أخرى، قبل أن يؤكد أن الملك الحسن الثاني رحمه الله، ناصر الوزير العراقي حينما وقف في وجه كل من قال أن التكوين يجب أن يكون في الجامعة.

وفي يوم 29 من شهر شتنبر من عام 1988 يضيف المتحدث ذاته، أن عز الدين العراقي ارتفع شأنه حيث تم اختياره لشغل منصب نائب الوزير الأول، قبل أن يشغل عقب ذلك منصب الوزير الأول وهو ما جعله ينصب كل اهتمامه حينها على التعليم بالتعاون مع كوادر التعليم التي يثق بهم حينها نظرا لكفاءتهم.


إقــــرأ المزيد