- 12:23الرصاص لإنقاذ مواطن من اعتداء وسرقة باستعمال كلب شرس
- 12:02إيطاليا تبسط إجراءات استقدام العمال المغاربة
- 11:50دفاع الناصري يصر على استدعاء "إسكوبار الصحراء"
- 11:46رسميا.. غوارديولا يجدد عقده مع مانشستر سيتي حتى 2027
- 11:29تعيينات جديدة في مناصب المسؤولية الأمنية
- 11:13رغم الانتقادات..اللحوم المستوردة على موائد المغاربة
- 11:06الخطوط الملكية المغربية وشركة الطيران "GOL Linhas Aéreas" تبرمان اتفاقية لتقاسم الرموز
- 11:03التشطيب على أمين نصرالله من المحاماة
- 10:51جلالة الملك يهنئ رئيس مجلس وزراء الجمهورية اللبنانية بمناسبة العيد الوطني لبلاده
تابعونا على فيسبوك
"التصوف".. بين جدل التسمية وحقيقة الكرامات
يعرف "التصوف" أو "الصوفية"، بأنه منهج أو طريق يسلكه العبد للوصول إلى الله، أي الوصول إلى معرفته والعلم به، وذلك عن طريق الإجتهاد في العبادات واجتناب المنهيات، وتربية النفس وتطهير القلب من الأخلاق السيئة، وتحليته بالأخلاق الحسنة، وهو يعتبر من العلوم الإسلامية التي كثر حولها النقاش، في أصله ومصدره، وتشعبت الآراء واختلفت وجهات النظر، بين منصف وجائر، وتجرأ البعض على الخوض فيه بدافع الطعن والتشكيك فيه.
"التصوف" في اللغة:
اختلف العلماء في أصل تسمية التصوف أو الصوفية، حيث يعيدها البعض إلى اسم "أهل الصفة" وهم مجموعة من المساكين الفقراء كانوا يقيمون في المسجد النبوي الشريف و يعطيهم رسول الله (ص) من الصدقات والزكاة طعامهم ولباسهم. لكن الرأي الأرجح يعيد التسمية ببساطة إلى "الصوف" الذي كان الزهاد يلبسونه تقشفا وزهدا بالحياة.
في حين أرجع بعض الباحثين والمؤرخين المختصين بعلوم الديانات القديمة من غير المتصوفة الكلمة إلى أصل يوناني وهي "صوفيا"، ومعناها "الحكمة". وأول من عرف بهذا الرأي، هو "البيروني" ووافقه الدكتور محمد جميل غازي، الذي قال: "الصوفية كما نعلم اسم يوناني قديم مأخوذ من الحكمة (صوفيا) وليس كما يقولون إنه مأخوذ من الصوف".
أما اصطلاحا:
فقد كثرت الأقوال أيضا في تعريف التصوف تعريفا اصطلاحيا على آراء متقاربة، كل منها يشير إلى جانب رئيسي في "التصوف"، ومنها أن "التصوف علم تعرف به أحوال تزكية النفوس، وتصفية الأخلاق وتعمير الظاهر والباطن لنيل السعادة الأبدية"، وهو كذلك "تدريب النفس على العبودية، وردها لأحكام الربوبية"...
نشأة وظهور "التصوف":
خرج "التصوف" للوجود كعلم في زمن كثرت فيه الفتن والمحن والفساد في الأرض، ومال الناس إلى زهرة الدنيا وتنافسوا فيها (المجون، اللهو والعصبية...)، وعم البلاد الإسلامية الضعف والوهن في حياتها الروحية، ووقعت بذلك قطيعة بين العهد الذهبي للأمة الإسلامية (العهد النبوي والصحابة وأتباعهم)، وبين العهد الذي يليه.
وبحسب ابن خلدون، أن "هذا العلم ـ يعني التصوف ـ من علوم الشريعة الحادثة في الملة؛ وأصله أن طريقة هؤلاء القوم لم تزل عند سلف الأمة وكبارها من الصحابة والتابعين ومن بعدهم طريقة الحق والهداية، وأصلها العكوف على العبادة والإنقطاع إلى الله تعالى، والإعراض عن زخرف الدنيا وزينتها، والزهد في ما يقبل عليه الجمهور من لذة ومال وجاه، والإنفراد عن الخلق، والخلوة للعبادة، وكان ذلك عاما في الصحابة والسلف. فلما فشا الإقبال على الدنيا في القرن الثاني وما بعده وجنح الناس إلى مخالطة الدنيا، اختص المقبلون على العبادة باسم الصوفية والمتصوفة".
غير أنه نتج عن ذلك دخول كثير من الجهلة وغير المتعلمين في طرق التصوف ما خلف ممارسات خاطئة عرضها في بداية القرن الماضي لهجوم باعتبارها ممثلة للثقافة الدينية التي تنشر الخرافات. ويجمع رجال التصوف على إثبات الكرامات للأولياء بل وصلوا إلى حد تسميتها ب"المعجزة"، مع العلم أن الأخيرة خص بها الله تعالى الأنبياء والمرسلين فقط دون غيرهم من البشر وانتهت بموتهم؛ ومنها المشي على الماء، وطي الأرض، وظهور الشيء في غير موضعه...