Advertising

أباطرة العشوائي بالبيضاء يتمردون على قرارات امهيدية

أباطرة العشوائي بالبيضاء يتمردون على قرارات امهيدية
14:44 بقلم: Nil Yassine
Zoom

في خطوة أثارت الكثير من الجدل، شرعت السلطات المحلية بدار بوعزة، ضواحي الدار البيضاء، خلال الأيام الأخيرة، في تنفيذ قرارات هدم طالت عددا من المقاهي والبنايات العشوائية المشيدة دون ترخيص قانوني. 

هذه الحملة، التي تأتي في إطار توجه عام لفرض سلطة القانون وإعادة هيبة التعمير، لم تمر مرور الكرام، بل واجهتها مقاومة من طرف بعض أصحاب المحلات، وصلت حد التمرد العلني على قرارات الهدم.

الواقعة فتحت من جديد ملف "أباطرة العشوائي" الذين راكموا ثروات ضخمة في مناطق مختلفة من العاصمة الاقتصادية، من خلال شبكات مترابطة تجمع بين المضاربين العقاريين، وأحياناً بعض المتواطئين داخل الإدارات، ما سمح بتوسع عمراني غير مراقب.

حملة تطهير واسعة

مصدر من داخل عمالة النواصر، أكد أن "عمليات الهدم التي طالت أزيد من 25 مقهى ومحلاً عشوائياً بدار بوعزة تدخل في إطار حملة تطهير واسعة تشمل الملك العمومي البحري، بعد تفشي البناء غير القانوني بشكل غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة".

من جهتهم، عبر عدد من المتضررين عن استغرابهم من هذه الخطوة، حيث قال أحد أصحاب المقاهي المهدومة "خدمنا فهاد المحلات لسنين، والسلطات كانت كتشوف وساكتة، واليوم جاو كيهدمو بلا سابق إنذار، هادشي فيه حيف كبير".

استفحال ظاهرة العشوائي

وحسب معطيات غير رسمية، فإن عدد البنايات العشوائية المشيدة على امتداد شريط دار بوعزة الساحلي ارتفع بنسبة تقارب 40% خلال الخمس سنوات الأخيرة، مستفيداً من التراخي في المراقبة، خصوصاً خلال جائحة كورونا، حيث استغل عدد من المستثمرين الفوضى العمرانية لفرض مشاريعهم خارج القانون.
وتشير مصادر من المجلس الجماعي إلى أن ما يفوق 200 بناية بين مقاهي، مطاعم، وسكن فردي، تم تشييدها خلال السنوات الأخيرة دون احترام دفتر التحملات الخاص بالتعمير، خاصة في مناطق مثل طماريس، ودوار الهنا، وبلوك الساحل.

جرافات امهيدية في مواجهة العشوائي

تندرج هذه الحملة في سياق المقاربة الصارمة التي يقودها والي جهة الدار البيضاء – سطات، محمد امهيدية، منذ تعيينه، والتي تقوم على استرجاع هيبة الإدارة وفرض الانضباط في التعمير. وقد سبق أن أطلق حملات مماثلة في مناطق مثل سباتة، الحي الحسني، وسيدي مومن، حيث جرى هدم مئات البنايات التي تم تشييدها خلسة أو خارج القانون.

يبدو أن جرافات امهيدية توحي إلى مرحلة جديدة في تعاطي السلطات مع ملف البناء العشوائي، وهي مرحلة تتسم بالصدام مع مصالح متجدرة تستفيد من الوضع القائم، ورغم أن الطريق يبدو معقدا، فإن تطبيق القانون ووضوح الرؤية قد يشكلان مدخلاً لإعادة الاعتبار لجهة الدار البيضاء السطات، في مواجهة "أباطرة" اعتادوا اللعب خارج قواعد الدولة.

أضف تعليقك

300 / الأحرف المتبقية 300
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

تعليقات (0)

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي ولو.برس

إقــــرأ المزيد