Advertising
  • الفَجر
  • الشروق
  • الظهر
  • العصر
  • المغرب
  • العشاء

تابعونا على فيسبوك

جيل z والراكبون على الأمواج

15:04
جيل z والراكبون على الأمواج

خرج الشباب إلى الشوارع للتعبير عن احتجاجاتهم ضد الفساد، مطالبين بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، مما يدل بوضوح على رفضهم لأي نوع من الاستغلال الحزبي. فهذا الموقف، رغم قسوته، يعتبر مفهوماً ومنطقياً في ظل الظروف الحالية.

إن هذا الجيل لم يتربَّ في أحضان الشبيبات الحزبية، ولم يعايش تجارب حزبيةٍ محترمة وجماهيرية. بل وُجد في زمنٍ سيطرت فيه أحزاب ومنتخبين باتت تمثل ممارسات الريع والتلون حسب كل ظرفية.

حزب العدالة والتنمية على وجه الخصوص، كان له أثرٌ بالغ في فقدان ثقة الشباب المغربي في الأحزاب، حيث استفاد بشكلٍ واضح من حركة 20 فبراير، ودخل الحكومة بدعمٍ من الدستور الذي ناضلت من أجله الحركة. ورغم الآمال العريضة التي علّقها المنتخبين على هذا الحزب، إلا أنه سرعان ما تحول إلى مجرد صنم، أو بالأحرى إلى خادمٍ لا يضيف شيئا في المعادلة السياسية. فهو لم يتوانَ عن تمرير سياسات غير مجدية للمغاربة، بل وصل به الأمر إلى اتهام أبناء الريف بالخيانة والعمالة، مما سيلحق به عارا لن يُمحى.

وبالحديث عن أحزاب اليسار، فلا يسعنا إلا أن نشير إلى حالتها الحرجة التي لا تخفى على أحد. عددٌ قليل من الأفراد يتحركون بشكلٍ متقطع، مما يترك انطباعاً عن عدم القدرة على تقديم بديل فعال.

إن الشباب اليوم يرفض إعادة تجربة فاشلة لهاته الأحزاب، ويبحث عن آفاق جديدة تجمع بين المطالب الشعبية ورغبتهم في التغيير الجذري.

وإن كانت من ملاحظة تسجل على التعامل مع هاته الاحتجاجات فهي القطاعات المعنية بفورة الاحتجاجات والتي لا تتوفر على فاعل سياسي يمكنه التواصل أولا مع الشباب بنظرة استباقية لأن ما وقع بأكادير كان بمثابة الشرارة الأولى أو كرة الثلج التي تكبر شيئا فشيئا. القطاعات المعنية بالاحتجاجات يلزمها متحدث جيد أو سياسي محنك ملم بأمور السياسة ومايمكن أن يحدث في حال تطور الاحتجاجات.

جيل z بدعوته للتظاهر في الساحات العمومية من جديد، يراهن على امتلاك الفضاء العام للتعبير عن رأيه، متجاوزًا القنوات التقليدية كالأحزاب والنقابات والبرلمان والجمعيات وهذا يطرح أكثر من سؤال خاصة بعد ان خرج المتظاهرون عن المشروع وأوقفو طريقا سيارا بأكمله بالبيضاء أمس.

ما يجري من احتجاجات جيل Z يؤكد أن هناك هوة شاسعة بين الهيئات السياسية والنقابية، وفئة عمرية  احتجاجية ناشئة وسط العالم الرقمي، لا يهمها العمل الحزبي لكنها مهتمة بالعمل السياسي، لا يهمها التنشئة الحزبية، لكنها مرتبطة بخوارزميات التواصل الاجتماعي.



إقــــرأ المزيد

×

حمل تطبيق ولو