خبير جيو-سياسي يبرز أهمية افتتاح قنصلية للإمارات في الصحراء المغربية
أفاد "جيرار فيسبير"، مدير البحث في مؤسسة الدراسات حول الشرق الأوسط ورئيس المجلس الإستراتيجي، في تحليل نشر يومه الثلاثاء 26 يناير الجاري، في صحيفة "لاتريبون" الفرنسية، بأن فتح الإمارات العربية المتحدة في أكتوبر الماضي لقنصلية عامة في الصحراء المغربية من المتوقع أن يتلوه فتح قنصليات دول خليجية أخرى.
وأبرز الباحث والمحاضر في الشأن الجيوسياسي، أن قرار الإمارات افتتاح قنصلية في العيون، الذي جاء قبل بضعة أسابيع من اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على صحرائه، يمثل "بادرة دبلوماسية قوية"، مضيفا أن الإمارات عبر هذا الإفتتاح "تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء". مسجلا أنه فضلا عن الريادة، يشكل هذا القرار بالنسبة لولي العهد محمد بن زايد "حدثا خاصا جدا"، مذكرا بمشاركة هذا الأخير، وهو شاب، في "المسيرة الخضراء" التي كان الهدف منها، من الناحيتين الدبلوماسية والرمزية، إبراز السيادة المغربية على الصحراء.
وأكد الخبير الجيو-سياسي، أن "حضوره كشاب خلال المسيرة الخضراء في عام 1975 يترجم بشكل كامل استمرارية العلاقات الثنائية والإلتزام الإماراتي إزاء المملكة المغربية". مشيرا إلى العلاقات الإقتصادية بين البلدين "التي تتطور بشكل منتظم بالموازاة مع العلاقات السياسية"، مذكرا على الخصوص بتشكيل لجنة مشتركة منذ سنة 1985.
وزاد أن التعاون الإقتصادي يشمل جوانب أخرى في المجالات الصناعية والمالية، لافتا إلى وجود تدفق "كبير" للإستثمارات الإماراتية على المملكة، فضلا عن عمليات صناعية مباشرة، واستثمارات في مجال البنيات التحتية الصحية. مشددا على مواضيع أخرى، من قبيل القضايا الأمنية التي تكتسي "أهمية كبيرة" بالنسبة للبلدين، مسجلا أن "محاربة الإرهاب وتنظيم الدولة الإسلامية تفرض ضرورة التبادل والتعاون".
وتعد دولة الإمارات العربية المتحدة، أول دولة عربية تفتتح قنصلية لها بمدينة العيون، تلتها مملكة البحرين بخطوة مماثلة في كبرى مدن الصحراء المغربية.