- 09:52قريبا..تقنين استعمال الهواتف المحمولة داخل المؤسسات التعليمية
- 09:43رسميا.. المايسترو مودريتش بميلان حتى يونيو القادم
- 09:32وكالة المياه والغابات تكشف خرائط المناطق المُهدّدة بالحرائق
- 09:11لقاء يجمع البحراوي ووفد برلماني أردني
- 08:43فيضانات قوية تغرق مدينة نيويورك بالولايات المتحدة
- 08:30ملاسنات لفظية تتحول إلى محاولة القـ.ـتل ضواحي القنيطرة
- 08:11ارتفاع المداخيل الجمركية إلى 47.4 مليار درهم
- 07:52جلالة الملك يُعزي رئيس نيجيريا
- 07:09حرارة مرتفعة في توقعات أحوال طقس اليوم الثلاثاء
تابعونا على فيسبوك
“صوفيا ونوفل وحكاية التحول الجندري”
الدكتور العياشي الفرفار- أستاذ جامعي ونائب برلماني
ازدحام الصور والفيديوهات لعملية انتقال جاندري من صوفيا الى نوفل!
مشاهد احتفالية باذخة ثم الاعداد لها بشكل جيد و بتكلفة مالية تبدو مكلفة، مشاهد فرح تبدو غير طبيعية، وحده العلم المغربي يبدو شديد الاحمرار، الخجل من سياقات لا تليق به.
حجم التفاعل مع الحدث كان رهيبا، هو امر متوقع في زمن سيطرة التفاهة على حد تعبير المفكر الكندي الان دونو، التخطيط الدقيق أمر مدروس، ثقافة الادسنس التي لا تعترف الا بعدد المشاهدات والتسابق على الارقام ومن يصنع الترندات!
لا يوجد قرار كامل الصواب وفق نظرية العقلانية المحدودة، لذا وقعت مفاجاة قللت من الاحتفالية بالانتقال الجندري، مفاجاة صنعها الياس المالكي ودوري الملوك كما يتداوله الاعلام و حجم المتابعة الاعلامية وتعطش فئات كبيرة للانتصارات في اطار بناء توازنات نفسية في سياق اجتماعي صعب.
مشهد استوقفني، شاب يقدم نفسه كداعية جديد وفقيه شاشة يتحدث عن “توبة عظيمة لمتحول جنسي” واعتبارها فتح من السماء! والكثير من عبارات المديح والتعظيم، يبدو ان الفقيه يجتهد لدخول عالم المنافسة في فضاءات الادسنس عبر توظيف رأسمال الخطاب الديني ورمزيته.
خطورة داعية الشاشة اكبر من خطورة حكاية صوفيا / نوفل، لان هذا الاخير تصرف فيما يملك، في جسده حسب السياقات والظروف والحاجة، ربما نوفل فهم ان الرجولة في المغرب غير منتجة وصعبة لذا قرر لتخلي عن الذكورة المكلفة نحو الانوثة المذرة للربح، وان الطريق الى المال يكون سهلا عبر الجسد وتغيير تضاريسه! اما فقيه الشاشة فقد استغل الجانب الديني من اجل هدف شخصي.
موضوع الحكاية تشكل لحظة لدراسة احدى مراسيم العبور من صوفيا الى نوفل، هي مراسيم اريد لها ان تكون احتفالية.
في مشهد الاحتفال رجل بدين مشهور ببداءاته اللفظية وبتحريك بطنه، يحتضن صوفيا بشغف ويدعو لنوفل بالهداية، اما حركات يده فتسري فيها رعشة ايروسية للالتهام.
مراسيم العبور ليس سهلة وليست فجائية، وانما هي نتيجة فعل مؤسسات، فالعبور الى عالم الرجال – عالم صعب وقاسي لا يدرك قيمته الا من يعمل بعرق جينينه تحت عتبة الحاجة والخصاص! والرجولة هنا ليس جنسا وانما موقف داخل المجتمع نتذكر حكاية الطفل الذي صاح في وجه ابيه دائم الجلوس بالمنزل: متى تصبح رجلا مثل امي ياأبي؟.
الموضوع ليس بسيطا، بقدر ما هو مؤشر مهم على حجم التحولات التي مست روابط وبنيات المجتمع المغربي في زمن العولمة والحدود المفتوحة.
قد نحتاح الى الاستعانة بخدمات سيمون دي بوفوار لاسيما كتابها “الجنس الثاني”، الذي حولت المبدأ الوجودي: الوجود يسبق الجوهر إلى شعار نسوي: “لا يولد الإنسان إمرأة، بل يصبح إمرأة” on ne naît pas femme, on le devient”). من اجل فهم سياقات الانتقال من الجنس الى الجندر.