Advertising
  • الفَجر
  • الشروق
  • الظهر
  • العصر
  • المغرب
  • العشاء

تابعونا على فيسبوك

من الدار البيضاء إلى ساو باولو: جسر يربط بين جنوبين...وأبعد

15:03
من الدار البيضاء إلى ساو باولو: جسر يربط بين جنوبين...وأبعد

بقلم: وهيبة الرابحي

ساو باولو_ يبدو المشهد الجوي مألوفا في مطار غواروليوس الدولي، أهم مطارات البرازيل وأمريكا الجنوبية، غير أن طائرة موشومة بألوان العلم المغربي الأحمر والأخضر تجذب الأنظار، فهي لا تقل ركابا فحسب، بل تبني جسرا بين قارتين وتفتح آفاقا لفرص جديدة.

عشرة أشهر بعد استئناف خطها الجوي بين الدار البيضاء وساو باولو، حققت الخطوط الملكية المغربية نتائج لافتة: أكثر من 50 ألف مسافر تم نقلهم ومعدل ملء تجاوز 80 في المائة.

واعتبارا من شهر دجنبر المقبل، يتوقع أن ترتفع وتيرة الربط من ثلاث رحلات إلى أربع أسبوعيا، مع هدف بلوغ ست رحلات على المدى المتوسط. وبحلول سنة 2037، تعتزم الشركة فتح خطوط جديدة نحو ريو دي جانيرو، بوينوس آيرس وليما، بما يرسخ طموح هذه الشركة الوطنية في أن تصبح فاعلا عالميا في النقل الجوي.

وتتطلع الخطوط الملكية المغربية، في أفق هذا الموعد، إلى أسطول يضم 200 طائرة و143 وجهة، بطاقة تقارب 39 مليون مقعد، وبرقم معاملات يقدر بـ94 مليار درهم. كما أن انضمامها إلى تحالف OneWorld واتفاقياتها لتقاسم الرموز، خصوصا مع شركة GOL البرازيلية، يتيحان بالفعل الربط بين الدار البيضاء وعدد كبير من المدن عبر تذكرة واحدة.

في خدمة استراتيجية مشتركة

أبعد من لغة الأرقام، يجسد هذا الربط محورا استراتيجيا تلتقي عنده السياحة بالأعمال، حيث أكد رئيس الوكالة البرازيلية لتنمية السياحة الدولية (Embratur)، مارسيلو فريشو، أن "الربط الجوي مع المغرب يمثل مرحلة حاسمة. ويتعلق الأمر اليوم بتحويل هذا الرابط إلى فرص جديدة للأعمال، والتعريف بوجهاتنا البرازيلية وجذب عدد متزايد من الزوار القادمين من إفريقيا".

وفي هذا الصدد، يقوم وفد من 12 ممثلا عن وسائل الإعلام المغربية خلال هذا الشهر بزيارة إلى ساو باولو في إطار برنامج تسريع السياحة الدولية، الذي أطلقته Embratur بشراكة مع الخطوط الملكية المغربية ومطار غواروليوس. وتتيح هذه البعثة، المقسمة على مجموعتين، تجربة غامرة في قلب المدينة البرازيلية وعلى سواحلها، متوجة بلقاءات مع فاعلين في مجالي السياحة والنقل الجوي.

وبالنسبة للمدير الجهوي للخطوط الملكية المغربية بأمريكا الجنوبية، عثمان بابا، فإن المغرب يشكل بالنسبة للبرازيليين منصة استراتيجية نحو أوروبا وإفريقيا وآسيا، بينما تشكل البرازيل للمغاربة وجهة مضيافة ونابضة بالحياة، حيث أكد في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن "معدل ملء رحلتنا يتجاوز 80 في المائة، وما يزال المجال مفتوحا أمام إمكانات نمو كبيرة".

أما مطار غواروليوس، القلب النابض لهذه الدينامية، فإنه يستقبل 45 مليون مسافر سنويا، بينهم 16 مليونا ضمن رحلات دولية، ما يعكس قوة ساو باولو الاقتصادية، التي تمثل وحدها 27 في المائة من الناتج الداخلي الخام للبرازيل. وتنشط بالمطار 37 شركة طيران. وهو يرتبط بـ115 وجهة، مع أكثر من 800 رحلة يوميا. كما يجري تنفيذ مشروع توسيع بقيمة 232 مليون دولار لتحديث بنيته التحتية بحلول سنة 2026.

البرازيل، سوق في أوج الانتعاش

وباعتبارها شركة الطيران الوحيدة الناشطة من شمال إفريقيا على هذا الخط، تستهدف الخطوط الملكية المغربية سوقا مصد را رئيسيا. فالبرازيل، التي يبلغ عدد سكانها 214 مليون نسمة، تسجل نحو 12,8 مليون رحلة دولية سنويا، معظمها نحو أوروبا وشمال إفريقيا وآسيا وأمريكا الشمالية، بإنفاق إجمالي يناهز 16 مليار دولار.

وتدعم المؤشرات الاقتصادية الكلية هذا الزخم، إذ يبلغ الناتج الداخلي الخام 2,18 تريليون دولار، يساهم فيها قطاع السياحة بنسبة 8 في المائة، مع تضخم دون 5 في المائة، وبطالة في حدود 6 في المائة سنة 2024، ونمو متوقع بنسبة 2,4 في المائة خلال السنة الجارية.

وعلى الجانب الآخر، استقبلت البرازيل أكثر من 7 ملايين زائر أجنبي بين يناير وشتنبر 2025، بزيادة قياسية بلغت 45 في المائة، مدفوعة بتحسن الربط الجوي (+30 في المائة في عدد الركاب الدوليين و+17 في المائة في طاقة المقاعد). ومع ذلك، لا يزال تزال الإمكانات السياحية لهذا البلد القاري غير مستغلة بشكل كامل.

وتراهن حملات مثل Feel Brasil والاستراتيجية الدولية Brasis 2025-2027 على إبراز "الروح البرازيلية" (brasilidade) بما تحمله من دفء إنساني وتنوع ثقافي وصدق التجربة.

فبعيدا عن الصور النمطية للكرنفال أو الأمازون، تقدم البرازيل نفسها كفسيفساء من التجارب السياحية، حيث تجتمع الرفاهية الهادئة، والسياحة الإفريقية الجذور، والشواطئ، والطبيعة وسياحة الرح ل.

وبحسب وكالة Embratur، فإن عودة الطائرات الكبرى إلى الخطوط الجنوبية، إلى جانب فتح خطوط جديدة نحو الشمال والشمال الشرقي باستخدام طائرات 737 MAX، سيوفران للخطوط الملكية المغربية آفاق نمو إضافية وفرصا لتثمين خطوطها.

ومن الواضح أن خط الدار البيضاء–ساو باولو يتجاوز مفهوم النقل الجوي التقليدي، فهو يشكل رافعة للنمو والتأثير والدبلوماسية، من خلال ربطه بين بلدين يدركان تماما حجم إمكاناتهما المشتركة، في أفق استحقاقات عالمية كبرى مثل مؤتمر COP30 الذي ستستضيفه البرازيل في مدينة بليم، وكأس العالم 2030 التي ستنظمه المملكة إلى جانب إسبانيا.



إقــــرأ المزيد

×

حمل تطبيق ولو