X

صحيفة أمريكية: زيارة الرئيس الصيني تعكس موقع المغرب الإستراتيجي

صحيفة أمريكية: زيارة الرئيس الصيني تعكس موقع المغرب الإستراتيجي
17:40
Zoom

أكدت صحيفة "نيوزويك" الأمريكية، أن الزيارة الوجيزة التي قام بها الرئيس الصيني إلى المغرب في نونبر الماضي، في طريق عودته من جولة في أمريكا اللاتينية، تشير إلى الأهمية التي توليها الصين للعلاقات مع المملكة المغربية، موضحة أن اختيار شي جين بينغ للمغرب "لم يكن عشوائياً".

وأضافت "نيوزويك"، في تقرير نشرته الثلاثاء 10 دجنبر الجاري، أن هذا التوقف يعكس إدراك بكين لموقع المغرب الاستراتيجي كبوابة تجارية تربط بين أوروبا، وأمريكا الشمالية، وأفريقيا، وأن المغرب يمثل فرصة للصين لتوسيع نفوذها التجاري والسياسي في الأسواق العالمية، خصوصا في ظل التحديات الإقتصادية التي تواجهها بكين. مشيرة إلى أن المغرب أصبح وجهة للإستثمارات الصينية، حيث أعلنت شركات صينية عن استثمارات تزيد عن 4 مليارات دولار لبناء مصانع بطاريات المركبات الكهربائية في المغرب، على سبيل المثال، تخطط شركة "Gotion High-tech" لإنشاء مصنع بقيمة 1.3 مليار دولار في المغرب، من المتوقع أن يبدأ الإنتاج في 2026.

وأبرزت الصحيفة الأمريكية، أن هذا التوجه يُعدّ جزءاً من استراتيجية الصين للإستفادة من الوضع التجاري الخاص للمغرب، الذي يمتلك اتفاقيات تجارية مع الولايات المتحدة، الإتحاد الأوروبي، والدول الأفريقية، ويسمح هذا للمستثمرين الصينيين بتجاوز الرسوم الجمركية التي تفرضها الأسواق الغربية على المنتجات الصينية. وذكرت أن المغرب، بموقعه على مضيق جبل طارق وجنوب البحر الأبيض المتوسط، يُشكّل نقطة جيوسياسية مهمة في رؤية الصين لتعزيز نفوذها التجاري ضمن مبادرة الحزام والطريق، حيث أن هذا الموقع يمنح الرباط قدرة على التحكم في أحد أهم الممرات البحرية في العالم، وهو أمر يهم الصين بشكل خاص.

وأورد التقرير الأمريكي، أن أهمية المغرب بالنسبة للصين يرجع إلى المشاريع الهامة التي تُنجزها المملكة، مثل ميناء الداخلة الأطلسي بقيمة 1.2 مليار دولار، مما يضيف إلى جاذبية المملكة كشريك تجاري رئيسي للصين في غرب أفريقيا. وسجّل أن الصين ترى في المغرب نموذجاً مشابهاً لدور هونغ كونغ سابقا، كجسر للوصول إلى أسواق مقيدة بالاجراءات، وفي ظل تزايد العقوبات والقيود التجارية الغربية ضد الصين، تبدو الرباط شريكاً مثالياً لبكين لتوسيع نشاطها التجاري والإقتصادي.

وخلصت "نيوزويك"، إلى أن مستقبل العلاقات بين المغرب والصين يبقى مرهوناً بقدرة البلدين على تحقيق توازن بين المصالح الإقتصادية المشتركة والتحديات الجيوسياسية، مما يجعل الزيارة الوجيزة لـ"شي جين بينغ" في الدار البيضاء خطوة رمزية قد تمهد لمزيد من التعاون بين البلدين.

وكان ولي العهد الأمير مولاي الحسن، قد استقبل مساء يوم 21 نونبر الماضي بالدار البيضاء، رئيس جمهورية الصين الشعبية "شي جين بينغ"، وذلك بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس.


إقــــرأ المزيد