X

تابعونا على فيسبوك

ذوبان الجليد يهدد سرعة دوران الأرض والتوقيت العالمي

السبت 30 مارس 2024 - 22:45
ذوبان الجليد يهدد سرعة دوران الأرض والتوقيت العالمي

كشفت دراسة حديثة أن ذوبان الجليد بسبب ظاهرة الاحترار المناخي قد يؤدي إلى تعديل أسرع مما كان متوقعا في سرعة دوران الأرض، مما قد يُؤثر على حساب التوقيت العالمي (UTC) الذي يعتمد عليه حسن سير الشبكات المعلوماتية.

ويحتسب التوقيت العالمي المنسق (UTC) منذ عام 1967، من خلال استخدام قياسات من ساعات ذرية فائقة الاستقرار، توفر الوقت في العالم وتتيح للبنية التحتية الرقمية والمعنية بالاتصالات كالملاحة عبر الأقمار الاصطناعية، العمل بدقة كبيرة.

ولكن لأسباب تاريخية، يبقى التوقيت العالمي المنسق مرتبطا بالتوقيت الفلكي، محتسبا مع سرعة دوران الأرض غير الثابتة. لذا تقرر عام 1972، إضافة ثانية كبيسة إلى التوقيت الذري ليتوافق مع التوقيت الفلكي.

وتضاف هذه الثانية بشكل غير منتظم، في كل مرة يقترب فيها الفارق بين التوقيتين من 0,9 ثانية. آخر إضافة تعود إلى عام 2016.

لكن تسارع دوران الأرض يعني أن الزمن الفلكي سيتجاوز الزمن الذري تدريجيا، مما يجبر البشرية على أن تعتمد خلال سنوات قليلة، ثانية… سلبية.

وتشكل هذه الخطوة قفزة إلى المجهول يخشاها علماء المقاييس الذين يتولون قياس الوقت، بسبب المشاكل “غير المسبوقة” التي قد تحدث “في عالم متصل بشكل متزايد”.

ويشير ديمتريوس ماتساكيس، عالم سابق في المرصد البحري الأميركي، إلى أن “على المرء أن يتفادى أن يكون موجودا في طائرة خلال تلك اللحظات”. فالبرامج المعلوماتية التي تدمج الثواني الكبيسة “تفترض أنها كلها إيجابية”.

وإجماع علماء المقاييس في مختلف أنحاء العالم هو إلغاء الثانية الكبيسة بحلول عام 2035. وبدءًا من تلك السنة، يُعتزَم السماح للفرق بين الوقت الذري ودوران الأرض بالوصول إلى دقيقة واحدة.

وتشير الدراسة إلى أن الاحترار المناخي قد يعطل البرنامج. ويعود سبب ذلك إلى تسارع ذوبان الجليد في غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية، وهو ما تمكن الباحث من قياسه بفضل ملاحظات وفرتها الأقمار الاصطناعية.

ويؤدي ذوبان الجليد منذ تسعينيات القرن العشرين إلى إبطاء دوران الأرض، على غرار التأثيرات التي أحدثها المد والجزر للقمر والشمس، مما أبطأ التسارع الطبيعي.

ويقول العالِم: “عندما يذوب الجليد، ينتشر الماء في المكان بأكمله.. مما يغير توزيع السوائل على السطح وداخل الأرض”.

ومن شأن التباطؤ أن يؤجل حتى عام 2029 التحول المحتمل إلى الثانية السلبية، بحسب توقعات العالم. ولولا التأثيرات الناجمة عن الاحترار المناخي، لكان من المؤكد أنها ستضاف سنة 2026.

ويرحب علماء المقاييس بهذا التأخير، إذ سيكون أمامهم “مزيد من الوقت ليقرروا ما إذا كانت سنة 2035 هي التاريخ الأنسب للتخلي عن الثانية الكبيسة، أو ما إذا كان ينبغي التخلي عنها قبل تلك السنة”.


تابعونا على فيسبوك