- 14:10بتعليمات ملكية.. انطلاق عملية رعاية للمناطق المعرضة لآثار موجات البرد
- 14:02الحرب ضد الفريز المغربي تنعكس سلباً على مبيعات المنتوج الإسباني
- 14:02أكادير تستضيف النسخة الدولية لكأس محمد السادس للجيت سكي
- 13:53المغرب يحتضن الدورة الـ16 لكأس إفريقيا للغولف للسيدات
- 13:45إعلام اسباني يؤكد قرب نقل إدارة المجال الجوي للصحراء إلى المغرب
- 13:43دوري الأمم الأوروبية مواجهات قوية أسفرت عليها القرعة
- 13:33ميداوي مستمر في إلغاء قرارات ميراوي
- 13:23أنوار صبري يُطالب بتعزيز البنية التحتية والنهوض بالرياضة بإقليم سيدي سليمان
- 13:02صراع إغراء اللاعبين بالمنح المالية يشعل ديربي الرجاء والوداد
تابعونا على فيسبوك
جلالة الملك: أفريقيا في حاجة إلى صناعة استثمارية حقيقية
وجه جلالة الملك محمد السادس، يومه الإثنين 20 يونيو 2022، رسالة إلى المشاركين في مؤتمر إطلاق المنتدى الأفريقي للمستثمرين السياديين الذي تحتضن أشغاله مدينة الرباط، تلاها الوزير المنتدب لدى وزيرة الإقتصاد والمالية، المكلف بالميزانية "فوزي لقجع".
وأكد جلالة الملك، أنه لمن دواعي سرورنا أن نخاطب المشاركين في مؤتمر إطلاق المنتدى الأفريقي للمستثمرين السياديين. وبهذه المناسبة، يطيب لنا أن نهنئ الصناديق السيادية والإستراتيجية الأفريقية الملتئمة اليوم بالرباط على هذه المبادرة الجديرة بالثناء، التي لا يمكن إلا أن تساهم في دعم التنمية وإنجاح المشاريع المهيكلة ذات الأثر الإيجابي الكبير على مساعي التكامل والإندماج في قارتنا، والتي لا يسعنا إلا أن نرحب بها وندعمها. فمن واجبنا جميعا، نحن الدول الأفريقية، أن نأخذ زمام مصيرنا بأيدينا ونعمل، فرادى ومجتمعين، من أجل تحويل مواردنا وطاقاتنا إلى إنجازات واعدة بالنفع لمواطنينا وأجيالنا القادمة.
وكما تتوافر لأفريقيا فرص غير مسبوقة، لاسيما في ميادين الإقتصاد الأخضر، والإقتصاد الأزرق، والتكنولوجيا الرقمية، فهي أيضا ملزمة، بموازاة ذلك، بمواصلة جهودها لرفع مختلف التحديات المرتبطة بسيادتها الغذائية والصحية، واحتياجاتها من البنيات التحتية، وتثمين مواردها الطبيعية وثرواتها. إن قارتنا الأفريقية في حاجة إلى صناعة استثمارية أفريقية حقيقية قادرة على ضمان التعبئة الكافية والمستدامة لرؤوس الأموال وتحقيق الإندماج الفعلي في الأسواق المالية.
وأبرز جلالته، أن الصناديق الإستثمارية السيادية والإستراتيجية تشكل أدوات فعالة لرصد الفرص، وتساهم في زيادة تدفق رؤوس الأموال نحو القطاعات المنتجة للقيمة الإقتصادية وذات الأثر الإجتماعي الكبير. ومع ذلك، فلا بد من الإقرار بأن فرص الولوج إلى رؤوس الأموال ما زالت دون المستوى المأمول، في ظل هيمنة تمويلات وكالات وبنوك التنمية، وذلك على الرغم من الجهود المبذولة في القارة الأفريقية على مستوى الإصلاحات المعتمدة في العديد من بلدانها.
لقد آن الأوان اليوم كي تقول إفريقيا كلمتها وتأخذ زمام مصيرها بيدها، وتتبوأ المكانة اللائقة بها. كما يجب أن تتغير نظرة بقية العالم إلى أفريقيا بصفة كلية. إن تحقيق طموح كهذا يستوجب بالأساس تسريع وتيرة الإستثمار العمومي وترشيده قصد تحفيز الرأسمال الخاص، بما ينعكس إيجابا على القطاعات الإستراتيجية والمنتجة. وتحقيقا لهذه الغاية، فأنتم مدعوون، بصفتكم صناديق استثمارية سيادية، للتحلي بالحنكة والصبر اللذين يتطلبهما دوركم كحلقة وصل بين الأولويات الوطنية على المدى الطويل والمستثمرين الخواص، في إطار مقاربة تشاركية تروم تحقيق التنمية المستدامة.
لقد ظل المغرب وما يزال يدافع عن مصالح قارتنا ويعمل من أجل إقلاعها الإقتصادي. ومن هذا المنطلق، حرصنا دوما على توطيد وشائج الأخوة والتضامن بين شعوبنا، جاعلين التعاون الإقتصادي من أولويات المغرب، كما تشهد على ذلك الزيارات العديدة التي قمنا بها إلى عدد من الدول الأفريقية الشقيقة. نعم، إن أفريقيا اختيار وجداني وعقلي في الآن نفسه. إنه اختيار واضح وإرادي يجسده التزامنا من خلال العديد من المبادرات الرامية إلى تعزيز ودعم التعاون والتنمية الاقتصادية في أفريقيا. وهو اختيار أردنا من خلاله اليوم أن نجعل من الإستثمار محركا للتنمية الإقتصادية والإجتماعية والتكامل الإقليمي والقاري في أفريقيا.
وختمت الرسالة الملكية، وفي ظل ما نواجهه اليوم من رهانات وتحديات جسام، يتعين علينا بذل قصارى الجهود لتسريع التدابير الإستباقية والمنسقة في مجال الإستثمار، استجابة للتطلعات المشروعة لشعوبنا على نحو مستدام. وإجمالا، فإننا نتطلع إلى قارة أفريقية تشق طريقها بواسطة أبنائها ومن أجل أبنائها. ونجدد الترحيب بكم على أرض المغرب، راجين أن تتكلل أشغالكم بكامل التوفيق والسداد.