- 18:05خبير إسباني: الدرونات التركية طفرة نوعية في قدرات المغرب العسكرية
- 17:37ميداوي يستغني عن مكاتب الدراسات ويعوضها بالجامعات
- 17:26الجماهير البيضاوية مستاءة من إجراء مباراة الديربي بدون جمهور
- 17:04السلطات الجزائري تعتقل الكاتب بوعلام صنصال
- 16:51بركة يُوضّح بشأن تقدم أشغال مستشفى سيدي يحيى الغرب
- 16:42مهرجان فاس لسينما المدينة يحتفي بالإبداع النسائي في دورته الـ28
- 16:32تقرير يشيد بالتحول الاقتصادي والبيئي الذي حققه المغرب
- 16:23القيادة العامة للجيش تفتح تحقيقا في وفاة ضابطين بعد تحطم طائرة ببنسليمان
- 16:11اتفاقية تعاون بين البريد بنك ومؤسسة محمد السادس للعلوم
تابعونا على فيسبوك
بتقنية الهولوغرام.. أم كلثوم تهدي عشاقها سهرة طربية من الزمن الجميل
كان الجمهور المغربي أمس الأحد على موعد مع حفل فني لا مثيل له، إذ وقفت كوكب الشرق أم كلثوم شامخة على خشبة مسرح محمد الخامس، باستخدام تقنية الهولوغرام، لتطرب جمهورا معظمه لم يعاصرها لكنها ظلت حاضرة في ذاكرته بأغانيها الخالدة.
وأقبلت كوكب الشرق أو "الست" كما يحلو للكثيرين تسميتها، على الحشود الجماهيرية الهائلة التي أقبلت يحدوها شغف كبير لمعانقة فنها الطربي الخالد، بإطلالة أنيقة، بهية ومتوهجة، مرتدية فستانا أبيضا بخطوط ذهبية، فاستُقبلت بتصفيقات حارة وهتافات جماهيرية لم تتوقف إلا بانطلاق عزف مقدمة موسيقية تقشعر لها الأبدان لرائعة "أنت عمري" التي أبدعتها سيدة الغناء العربي سنة 1964، ولحنها الموسيقار محمد عبدالوهاب.
وردد الحاضرون بإتقان مبهر كلمات هذه القطعة الفنية الخالدة، وكأن السيدة أم كلثوم حية ترزق وحفلها هذا حقيقي وواقعي لا افتراضي.
وبفستان أسود اللون تتخلله لمسات وردية أنيقة ومبهرة، كانت إطلالة "الست" الثانية على جمهور موازين، الذي ابتهج لدرجة بكاء الفرح والغبطة بتقديمها رائعة "سيرة الحب"، التي صدرت سنة 1964، ولحنها الموسيقار بليغ حمدي، فلاقت وما تزال شهرة واسعة في الوطن العربي وعبر العالم أيضا.
وتوالى، على امتداد ساعة ونصف الساعة من الزمن الجميل، تقديم باقة مميزة من الروائع الخالدة لكوكب الشرق، التي أتحفت الحضور بتقديم كل من روائع "ألف ليلة وليلة"، "الأطلال"، و"لسه فاكر"، بإطلالات متنوعة وجذابة قاسمها المشترك البهاء والتوهج والشموخ الفني لسيدة طالما شكلت وستظل عنوانا لمدرسة الفن الأصيل.
وتقنية الهولوغرام عبارة عن تقنية من تقنيات مجال التصوير ثلاثي الأبعاد المتطور، حيث تمكّن المشاهد من تجربة الصور بطريقة واقعية وكأنها حقيقية. وتعتبر هذه التقنية جزءا أساسيا من مستقبل الاتصالات والترفيه، وقد أثارت اهتمام الجماهير والمحترفين على حد السواء.
وقالت واحدة من الجمهور لرويترز، قدمت نفسها باسم صوفيا فقط، "عشنا عصرا سمعنا عنه بأنه كان جميلا، وتقنا إليه دون أن نحلم بأن نعود إليه"، مضيفة "لكن بفضل تقدم التكنولوجيا، أصبح المستحيل ممكنا..كان حفلا رائعا".
وكانت سيدة الغناء العربي قد أطلّت على الجمهور المغربي لأول مرة على نفس الخشبة قبل حوالي 56 سنة، وتحديدا بتاريخ 12 مارس/آذار 1968، وسجل حفلها آنذاك إقبالا جماهيريا قياسيا.
ويحظى حفل أم كلثوم في موازين 2024 بنفس الحضور القياسي وربما أكثر، لا لشيء إلا لارتباطه بفنانة راقية، أصيلة ومبدعة، غادرت الدنيا قبل 49 عاما وظل فنها الكلاسيكي العظيم حيّا يتنسمه العشاق على اختلاف أجيالهم.
وأفاد عبدالرحيم الإدريسي (72عاما)، الذي حضر حفلا حقيقيا لأم كلثوم منذ 56 عاما على نفس المسرح، مسرح محمد الخامس، مع والده الراحل "كان عمري 16 عاما لما حضرت آخر حفل لأم كلثوم في المغرب في العام 1968، أتذكر كل التفاصيل وكل الصخب والانبهار الذي صاحب حفلها آنذاك وأقارنه بهذا الحفل فلا أجد الاختلاف كبيرا.. وكأن الزمن توقف بي".
وتابع "إنها تجربة ممتازة فريدة من نوعها، أتمنى أن تتوسع لتشمل فنانين آخرين رحلوا عنا".
وقد أجمعت مختلف التصريحات التي استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء من الجمهور الحاضر على تميز حفل السيدة أم كلثوم بتقنية الهولوغرام، وذلك باعتبار خروجه عن المألوف وتجديده للعهد بين المستمع الذواق ورواد الأغنية الطربية الكلاسيكية.
وأكدت كوثر "لم يكن من الوارد أن أغيب عن هذا الحفل الاستثنائي لفنانة عظيمة من الزمن الجميل التي تذكرني أغانيها الخالدة بنشأتي وطفولتي"، مسجلة "أعشق كل أغاني السيدة أم كلثوم، خاصة منها 'بعيد عنك'، و'سيرة الحب'، و'فات الميعاد'".
وفي تصريح مماثل، قالت كلثوم إن سيدة الغناء العربي تعتبر فنانة عظيمة على مر التاريخ، مبرزة "أعشق كل أعمال كوكب الشرق الغنائية مثل رائعتي 'أغدا ألقاك' و'الحب كله'".
وأعرب سعيد عن ابتهاجه ببرمجة حفل أم كلثوم ضمن فعاليات مهرجان موازين لهذه السنة في فضاء المسرح الوطني محمد الخامس "الذي يعتبر فضاء للذاكرة أحيا فيه مشاهير العالم حفلات وسهرات خالدة لا تنسى، مثل سيدة الغناء العربي أم كلثوم".
وبيعت كل تذاكر الحفل الذي أقيم في إطار الدورة التاسعة عشرة لمهرجان موازين إيقاعات العالم التي بدأت في الحادي والعشرين من يونيو/حزيران الحالي وتنتهي في 29 منه، وفق المنظمين، ولذلك قرروا إقامة حفل آخر يوم الثلاثاء المقبل.
ويعد موازين من أكبر المهرجانات الموسيقية في المغرب وشمال أفريقيا، وذكر المنظمون أن آخر دورة أقيمت في 2019 جذبت أكثر من مليوني زائر.
وتقترح دورة هذه السنة برنامجا غنيا يلبي كافة الأذواق ويجمع أكبر نجوم العرب والعالم، ما يجعل مدينتي الرباط وسلا مسرحا للقاءات استثنائية بين الجمهور ومشاهير الفنانين.
ويستمر المهرجان ببرنامج يضم مجموعة من نجوم الفن العرب والغربيين والمغاربة من بينهم اللبنانية هيفاء وهبي والمصري محمد رمضان واليمنية بلقيس والمغربية سميرة سعيد والأميركية كاميلا كابيو.