X

بالتفاصيل..كل ماترغبون في معرفته عن فيلم "غزية "لنبيل عيوش

بالتفاصيل..كل ماترغبون في معرفته عن فيلم "غزية "لنبيل عيوش
الجمعة 02 فبراير 2018 - 20:03
Zoom

 

كوثر بن العيفر

اختار المخرج المثير للجدل نبيل عيوش العودة في فيلمه الجديد "غزية" الذي سيعرض بالقاعات السينمائية المغربية ابتداء من 14 فبراير المقبل النبش في عمق القضايا الاجتماعية التي تمس الواقع المعيشي في حياة المغاربة، ليطرح بذلك مجموعة من التساؤلات الكبرى حول مشاكل التعليم والهجرة من البادية إلى القرية بالإضافة إلى عرض جانب من حياة الجالية اليهودية بالمغرب وطبيعة العلاقة التي ربطت اليهود بالمغاربة خلال فترة الثمانينيات، كما أنه تطرق من جديد للقضايا التي تهم المرأة المغربية.

غموض العنوان

قد يجد المشاهد أو المتلقي بصفة عامة صعوبة في فهم عنوان الفيلم "غزية" الذي اقتبسه المخرج عيوش من الكلمة العربية غزوة، والتي تحمل رمزية كبرى إلى أن من يربح في الحرب فإنه يظفر بكل شيء، ويصبح بإمكانه الحصول على كل ما بحوزة الخاسر في تلك الحرب.

إن الربط بين هذه الكلمة ومضمون الفيلم يكمن في أن من يربح في تلك المعركة الكبرى التي يتقاسم هاجسها كل شخصيات الفيلم هو البحث عن الحرية، وبالتالي فإن الرابح في تلك الغزوة هو من يستطيع الحصول على تلك الحرية وامتلاكها، والإفلات من الضغط الكبير الذي يحول دون ذلك.

أحداث الفيلم

تدور أحداث الفيلم "غزية" حول خمس شخصيات، وهي سليمة، وعبد الله، وجو،  وحكيم وإيناس تجمع بينهم خيوط السرد فتتشابك مساراتهم دون علمهم بذلك، ويعيشون مجموعة من الصراعات التي تختلف من شخص لآخر بيد أن القاسم المشترك بينهم هو البحث عن الحرية، باعتبارها كنز كبير مفقود ويلهث الجميع وراء امتلاكه.

ويستهل عيوش فيلمه بطرح لمشكل التعليم في المغرب في فترة الثمانينات، حيث تم إطلاق برنامج من أجل التدريس باللغة العربية الفصحى، وهو الأمر الذي لم يكن سهلا بالنسبة لساكنة المناطق النائية التي تتحدث باللغة الأمازيغية، حيث حدث شرخ كبير بين اللغة التي أصبحوا مطالبين بالتعلم بها واللغة التي كانوا يتعلمون بها، ويجسد هذا التحول الكبير من خلال نموذج لمعلم بأحد القرى النائية، الذي يجسد دوره الممثل أمين الناجي والذي يحاول جاهدا التأقلم مع الوضع المفروض عليه بيد أنه لا يستطيع ذلك، فيكون مصيره الرحيل عن تلك القرية والعودة إلى مدينة الدار البيضاء.

وبدقة كبيرة في المعالجة، يتطرق نبيل عيوش للإكراهات التي تعيشها المرأة المغربية التي ترغب في أن تعيش حريتها وتحقق ذاتها في مجتمع يحاول وضعها في قالب محافظ ويحاول إلزامها بضوابط تدفعها للتحرر، فشخصية سليمة في "غزية" والتي تؤديها زوجة المخرج مريم التوزاني، تحمل المتلقي إلى أبعاد الضغط الممارس على المرأة المغربية، خاصة وأنها شخصية تقف في مفترق الطرق بين القدرة على للانصياع لتلك الضوابط والرضوخ لما يفرضه عليها المجتمع بأن تكون ربة بيت تلبي رغبات زوجها فقط وبين أن تحقق ذاتها وتقوم بالأشياء التي ترغب بها هي بعيدا عن القيود، من خلال المتنفس الذي وجدته لدى إحدى السيدات والتي تقطن بأحد أحياء المدينة القديمة وكانت تزورها لأنها تجد بأنها رمز لذلك التحرر الذي تبحث عنه، سيما وأنها بدورها رفضت قيود القرية المحافظة التي كانت تعيش فيها وتوجهت إلى مدينة الدار البيضاء، كما أنها ساعدتها على محاولة التخلص من الجنين الذي لم تكن ترعب في أن يولد في مجتمع يعاني من كل هذه التناقضات.

شخصيات الفيلم

إلى جانب أمين الناجي الذي يجسد دور المعلم الذي يدرس بأحد المدارس بقرية بجبال الأطلس في سنة 1982، هناك الدور القوي الذي أسند إلى الممثلة السعدية لاديب التي تجسد دور امرأة ستنتفض ضد الواقع المفروض عليها، وتهاجر من قرية صغيرة بجيال الأطلس نحو مدينة  الدار البيضاء لتنقلب حياتها رأسا على عقب، كما أن الفيلم يتطرق إلى التناقضات الكبرى التي يعيشها الشباب، من خلال قصة شاب يحلم بأن يصبح مغنيا مشهورا، بيد أن الأقدار تنهي ذلك الحلم بتحوله رغما عنه إلى مجرم عنيف. 

بعيدا عن "الزين اللي فيك"

يلاحظ المشاهد لفيلم "غزية" أن المخرج نبيل عيوش قد ابتعد كثيرا عن الجرأة الكبيرة التي عالج من خلالها ظاهرة الدعارة في فيلمه السابق "الزين اللي فيك"، على الرغم من أنه لم يبد أي تراجع عن موقفه من الزاوية التي عالج بها قضية الدعارة، معتبرا فقط أن المغاربة الذين يشاطرهم الكثير من الحب والاحترام والتقدير لم يفهموا فقط الصدق الذي حمله الفيلم، مشيرا أيضا إلى أن الظرفية التي عرض فيها الفيلم كانت غير مواتية وأن البعض حاول الركوب على الفيلم من أجل تحقيق مآرب سياسية بعيدة كل البعد عن السينما والفن.

 

 

 

 


إقــــرأ المزيد