X

المرزوقي يصف سعيّد بـ"الجبان" أمام الجزائر بسبب المهاجرين

المرزوقي يصف سعيّد بـ"الجبان" أمام الجزائر بسبب المهاجرين
الأمس 13:22
Zoom

قال المنصف المرزوقي الرئيس التونسي الأسبق، إن مأساة اخوتنا الافارقة العالقين في تونس ليست الا الجزء الظاهر والكاشف عن جبل الجليد الذي هو مأساة البلاد حكما ودولة وشعبا أول مأساة فشل المنقلب المغتصب في الحفاظ على الحد الأدنى من الاستقلال وهو يخضع في كل المجالات لسلطات الجزائر التي ساقت الافارقة كالقطعان نحو حدودنا لعلمهم ان عميلهم لن يحتج.

وتابع بالقول: أضف لهذا خضوعه لمصالح الايطاليين الذين اوكلوا له مهمة حراسة حدودهم والاحتفاظ بالأفارقة مقابل بقشيش رخيص. عجز عن وقف التدفق لجبنه امام الجزائرين وعجز عن ترك الأفارقة يرحلون لجبنه أمام الايطالييين ويدعي أن هناك مؤامرة لتغيير التركيبة الديمغرافية للبلاد وهو أكبر مساهم فيها .انها ايضا مأساة دولة تقف عاجزة امام ظاهرة لا تعرف لها ابسط الحلول مثل فتح مخيمات تتوفر فيها ابسط شروط الحياة الكريمة من رعاية صحية خاصة للأطفال والنساء كما حصل ابان الثورة في مخيم شوشة بدل تركم يهيمون في بساتين المواطنين وذلك بانتظار حلول تفاوضية مع اوروبا لترحيلهم إما لبلدانهم أو لأوروبا.

وزاد المرزوقي، لهذا عجزها المشين عن ضمان الحرمة الجسدية لبشر مثلنا وهي تتجاهل اتهامات كثيرة من منظمات دولية بالاغتصاب والقتل من طرف بعض أعوان هذه الدولة الغائبة.انها مأساة جزء من شعبنا فضحت هذه الازمة ما فبه من عنصرية فجة . من يستطيع مستقبلا لوم الاوروبيين من اليمين المتطرف على موقفهم تجاه ابناؤنا الذين تقطعت بهم السبل ؟ عندما أقرأ ما يكتبه البعض شعور واحد : التقزّز .

وأردف، إنها مأساة بلاد أصبح في كل افريقيا موصوما بالعنصرية ، بلد ستغلق أمامه كل فرص التجارة والاستثمار وهو ما بدأته ابان رئاستي وأعطى سريعا أكله ، بلد لن يأتيه الطلبة والمرضى كما كان هدف الغاء التأشيرات على بعض الدول ، كل هذا في الوقت الذي تتسابق فيه اكبر الدول لخطب ودّ قارة فهم قبلنا اخوتنا المغاربة أين هو مستقبل صناعتهم واشعاعهم الثقافي والسياسي. كم محزن هذا السقوط المدوي لصورة تونس ، كم مهين هذا الانهيار الأخلاقي لجزء من شعبها ، كم مخيف هذا العجز المشين لدولتها، كم مضحك أن المنقلب المغتصب المسؤول عن كل هذه التبعية المشينة ، عن كل هذا العجز المفضوح ، عن كل هذه القدوة الأخلاقية السيئة ،عن كل هذا التحريض المقيت ضد ضعفاء ،نعم كم مضحك أنه هو وأنصاره من يوزعون اليوم شهادات النظافة والوطنية.

وأضاف، حقا انه زمن الرويبضة.لن أردّ على الاتهامات الرخيصة أنني سبب الظاهرة فقد فنّدها حتى خصومي السياسيين والحمد لله أن ما زال يوجد رجال سياسة شرفاء في هذه البلاد .سنة 2012 بعد بضعة أشهر من انتخابي من المجلس التأسيسي استقبلني في مكتبة في جنيف أنطونيو غوتيريش السكرتير العام للأمم المتحدة حاليا وكان يومها المسؤول الأول في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين .

واستطرد، وقال لي بالحرف الواحد أنه أبهر ا باستقبال التونسيين لمليوني لاجئ ليبي وأنه لم يرى في حياته شيئا كهذا. عندما ودعني في باب المبنى سمعت التصفيق يتصاعد من الشرفات وبالطبع لم يكن التصفيق لي وانما لتونس الثورة الديمقراطية السلمية ، لتونس التي فتحت قلبها وكل امكانياتها لمليوني انسان تقطعت بهم السبل. واليوم ؟ بعد أن كنا مفخرة شعوب الأمة أصبحنا معرة شعوب القارة .شرفنا جميعا لم يحافظ عليه إلا أقلية من مواطنين ومواطنات لم يفقدوا انسانيتهم فحموا وأعانوا اخوتنا الأفارقة بما استطاعوا . قبلة احترام ومحبة على جبينهم .

أضف تعليقك

300 / الأحرف المتبقية 300
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

تعليقات (0)

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي ولو.برس

إقــــرأ المزيد