- 21:03المنتدى الافريقي للتسويق يناقش "سبل التسويق المجالي لمدينة الدار البيضاء"
- 20:22إيداع اليوتيوبر "رضا ولد الشينوية" سجن عكاشة بتهم خطيرة
- 19:30رئيس الحكومة يترأس الاجتماع الأول لمجلس إدارة الوكالة الوطنية للدعم الاجتماعي
- 19:16أربع أسود يزينون التشكيل المثالي لتصفيات أمم أفريقيا المغرب 2025
- 18:47ريال مدريد يرد على عرض ميلان... ابراهيم ليس للبيع
- 18:12الـ"PPS": قانون المالية لا يشكِّل جواباً شافيا على المعضلات الاجتماعية
- 17:25تنديد نقابي بالأحكام القضائية في حق الأساتذة
- 17:04النيجر ترغب في الإستفادة من الخبرة المغربية في مجال تدبير المياه
- 16:47مؤسسة الحسن الثاني تتضامن مع ضحايا فيضانات فالنسيا
تابعونا على فيسبوك
الجزائر و لعبة الأطفال
بقلم: د الفرفار العياشي
ونحن صغار
كنا نلعب كما يلعب الكبار ،
العابنا لا تشبه العاب أبناء المدينة.
كان وقت اللعب ضيقا.
هو الوقت المتبقي من وقت المدرسة ووقت الحقل؛
ألعابنا كانت بسيطة مثل واقعنا.
وكانت عادية و ملونة بلون تراب قريتنا البسيطة،
كل شئ يسير ببطء مثل أحلامنا.
كنا نحلم بكرة بلاستيكية بدرهين ونصف، كنا نلعب و نحن خائفين على أي اصطدام تكون الكرة ضحيته، نلعب بحذر الحفاظ على سلامة الكرة أهم من تسجيل الأهداف أو حتى تحقيق الفوز ، كرة بثلاث دراهم علمتنا دروسا أعمق أن نخاف على ما نملك، وأجمل ما نملك دولة حامية للحدود.
كنا نجلس نتفرج في أبناء الدوار الكبار يلعبون، كنا نتسابق فقط من أجل لمسها، تقبيلها، وارجاعها للملعب.
رحال ولد عمي و عمر الغابيري و الشلامين رحمه الله و عبد اللطيف الغابيري و عبد الرحمان العسري و غيرهم من أبناء بلادي الذين كانوا يلعبون، يفرحون، يتعانقون بعد نهاية كل مباراة.
كان الغبار يتطاير، و كأن الملعب حلبة سباق الخيول.
أبناء بلدي كانوا اصحاء اقوياء لكن طيبيين للغاية.
في المساء كنا نتحلق حول عبد الله الغابيري الذي مات مقتولا بمدينة تيفلت، و تلك حكاية حزينة يتذكرها كل سكان الدوار.
أتذكر ذهبت إلى هناك لإرجاع الجثة، ودفنه في مقبرتنا سيدي بمالك كان يوما عصيبا، حيت راقني في رحلة طويلة الموظف الجماعي الإنسان الخلوق سي عبد الله عبيد و الذي مازالت استحي منه كنا نساعد بعضنا البعض في سياقة سيارة الإسعاف الجماعية.
كان عبد الله رحمة الله يجيد فن الحكي، و كان شغوفا بالافلام الهندية.
كان عبد الله هو وسيط بيننا و بين المدينة، كنا نتخيل المدينة عبر حكاياته الجميلة حيت متعة الكلام، تشويق الحكايات و حبكة الأفلام النهاية و انتظار النهاية حيت ينتصر على الأشرار.
صوت الأذان يصل إلينا بطيئا هو ما يعني نهاية الحلقة حيت ضرورة العودة إلى المنزل لأن كل تأخير يعني أن الباب لن يفتح.
أما الأغاني التي كنا ترددها فحسب كل مناسبة، و من الأغاني الجميلة التي كنا ترددها بشغف، حين نعود من المدرسة و بعد ان نضع محافظنا، ونأخذ مطيشة و تقسيمها و وضع بعض الملح عليها لزيادة في لذة المذاق، و أخد كسرة خبز باليد الأخرى.
و نخرج لكي نغني و نردد :
مطيشة بلا ملحة الجزائر خاصتها دبحة.
مطيشة بلا ملحة
الجزائر خاصها دبحة
لما كبرت لم يتغير طعم الطماطم، و لم تتغير الجزائر في كرهها لشعب المغرب.
كبرنا و لم تكبر الجزائر .
و اليوم اجد فكرة الفيلسوف نتشه أن الحقيقة يملكها الاطفال حين تحدث عن مسارات تطورها : جمل - اسد و طفل كاعلى درجات القوة لان الجمل يتحمل و الاسد يفترك لكن الطفل يلهو بالاشياء فكانت قوتنا حين حولنا الجزائر إلى لعبة وأغنية.
اليوم درس نتشه مازال حاضرا لأننا كبرنا و الجزائر لم تتغير .
ومعه يصبح الأمل هو اسوأ الشرور لانه يطيل عمر معاناتنا مع جار حاقد .