تابعونا على فيسبوك
منظمة الأمم المتحدة .. سباق لخلافة غوتيريش
تستعد منظمة الأمم المتحدة لمرحلة مفصلية مع اقتراب نهاية ولاية أمينها العام أنطونيو غوتيريش في دجنبر 2026، وسط ترقب دولي كبير لمسار اختيار خليفته. ويكتسي هذا الاستحقاق أهمية غير مسبوقة نظراً لتأثيره المنتظر على العديد من القضايا الدولية، وفي مقدمتها نزاع الصحراء المغربية الذي بات يحتل موقعاً مركزياً داخل أجندة المنظمة خلال السنوات الأخيرة.
شهدت فترة غوتيريش تحولات نوعية في تعاطي الأمم المتحدة مع الملف الصحراوي، من خلال توسيع نطاق الوساطة واعتماد مقاربة ترتكز على التنمية كمدخل لترسيخ الاستقرار. وقد أدى هذا النهج إلى حضور متزايد لقضية الصحراء في تقارير المنظمة، مع الحرص على تفادي أي تصعيد من شأنه تهديد الأمن الإقليمي، خاصة عقب أحداث معبر الكركرات التي شكلت محطة فارقة في مسار النزاع.
ويتنافس على خلافة غوتيريش عدد من الشخصيات الدولية البارزة، من بينها الرئيسة السابقة لتشيلي ميشيل باشليت، والكوستاريكية ريبيكا غرينسبان، إضافة إلى الأرجنتيني رافاييل غروسي. وسيكون مجلس الأمن، ولا سيما أعضاؤه الدائمين، صاحب الكلمة الفصل في تحديد هوية الأمين العام المقبل، وسط دعوات متصاعدة لاختيار أول امرأة تتولى هذا المنصب منذ تأسيس الأمم المتحدة قبل أكثر من ثمانية عقود.
وتزامن هذا السباق الأممي مع معطى سياسي لافت، يتعلق بصدور قرار مجلس الأمن 2797 لسنة 2025، الذي منح مبادرة الحكم الذاتي المغربية زخماً دولياً باعتبارها الحل الأكثر واقعية ومصداقية للنزاع. وقد اعتُبر القرار منعطفاً حاسماً يعيد تعريف الإطار القانوني والسياسي للقضية، عبر الانتقال من منطق الانفصال إلى نموذج تقرير المصير الداخلي ضمن السيادة المغربية.
ومع اقتراب موعد الحسم، تبدو المنظمة الدولية مقبلة على اختبار حقيقي يتعلق بقدرتها على مواكبة التحولات الجيوسياسية والتخفيف من حدة التوترات الإقليمية. ومن المرجح أن تتأثر مآلات ملف الصحراء المغربية بهوية الأمين العام المقبل، سواء من خلال استمرارية مقاربة غوتيريش أو اعتماد رؤية جديدة قد تعيد رسم معالم الحل السياسي المنتظر.