- 20:12الباسكيط.. مباراة الماص والوداد تتحول إلى حلبة المصارعة
- 19:43اليماني: الغازوال لا يجب أن يتجاوز 9.77 درهما
- 18:02بعد توالي حوادث الغرق.. السلطات تمنع السباحة في الأودية
- 18:005سنوات سجنا نافذا لبودريقة ومنع من إصدار الشيكات
- 17:25بعد تدخل طائرتي "كنادير".. السيطرة على حريق غابة آيت إصحى
- 17:00زيادة جديدة في تسعيرة "الطاكسيات"بطنجة
- 16:55بركان.. وفاة سيدة خلال تدخل أمني لإيقاف مبحوث عنه وطنيا
- 16:40السرقة بالخطف تقود عشرينيا للاعتقال بالرباط
- 16:30الأرصاد الجوية ترد على مزاعم بلوغ الحرارة 52 درجة بالمغرب
تابعونا على فيسبوك
"لا تدع أبدا أزمة سانحة تذهب سدى !"
قضية وحدتنا الترابية ليست مجرد ملف دبلوماسي تتبناه المؤسسات الرسمية في المحافل الدولية، بل هي معركة يومية يخوضها المغرب بكل مكوناته.
ليست فقط مسؤولية الدولة، بل مسؤولية كل مغربي ومغربية. فمهما بدت هذه القضية أحيانا بعيدة عن اهتمامات فئات عريضة من المجتمع، فإن وسائل التواصل الاجتماعي، بما تضج به من حملات مضللة وأكاذيب مختلقة، تعيدها دائما إلى الواجهة، مما يذكرنا بأنها قضية حية، تتطلب يقظة مستمرة وعملا متواصلا. ومن تم، فالمعركة ليست سياسية أو دبلوماسية فقط، بل هي معركة استراتيجية، تاريخية، واقتصادية لكل المغاربة.
خلال مشاركتي في دورة تكوينية بمدينة الداخلة حول آليات الترافع عن القضية الوطنية، ومن خلال النقاشات التي عرفتها أطوار الدورة، كان من الواضح أن كل تحد أو هجوم على سيادتنا، وكل خطاب أو حملة دعائية مضادة، لا ينبغي أن ينظر إليهم كعائق، بل كفرصة سانحة. فرصة لتعزيز خطابنا، ولتحسين آليات التواصل لدينا، بل وتوسيع دائرة دعمنا دوليا، وتثبيت شرعية ترافعنا على أسس أقوى ووضوح أكبر.
وهنا تحضرني مقولة عميقة ! ففي فبراير 1945، بينما كانت الحرب العالمية الثانية لا تزال مشتعلة، اجتمع ونستون تشرشل وفرانكلين روزفلت وجوزيف ستالين في مؤتمر يالطا لوضع أسس النظام العالمي الجديد. وبينما كان العالم غارقا في الدمار، إذ خلفت الحرب ملايين القتلى؛ مع كل ذلك، ووسط الدمار الشامل، قال تشرشل جملة أصبحت شهيرة: لا تدع أبدا أزمة سانحة تذهب سدى!
كانت رسالته واضحة: في كل أزمة، مهما كانت شدتها، هناك فرصة يجب اغتنامها. فرصة لإعادة البناء، وإعادة التفكير، وخلق حلول جديدة. شهرا واحدا فقط بعد تلك المقولة، تم إحداث هيئة الأمم المتحدة، والغاية منع تكرار تلك النزاعات.
ظلت هذه الفلسفة حاضرة في ذهني طيلة الدورة التكوينية التي عشتها في الداخلة. في كل جلسة نقاش، في كل تمرين عملي، كان هذا المبدأ بمثابة خيط ناظم لفهم كيف يمكننا، نحن المغاربة، أن نحول كل تشكيك في قضيتنا إلى فرصة لترسيخ قناعاتنا وإيصال رسالتنا بقوة وتأثير أكبر.
على مدى الدورة، قمنا بتحليل أكثر الأساليب فعالية لبناء ترافع قوي ومؤثر. ولم يكن الهدف الاكتفاء بالتدريب على كيفية دحض الادعاءات المغرضة، بل كان الأهم هو صياغة خطاب استباقي، مبادر ومنهجي، يستند على الأدلة التاريخية القاطعة، والأسس القانونية المتينة. كما عملنا على تطوير استراتيجيات ترافع تتماشى مع المنصات الدولية، وعلى أهمية إيصال الرسالة المغربية بوضوح وقوة، وتحويل أي أزمة إلى فرصة لتعزيز موقفنا الوطني.
مع انتهاء الدورة ومغادرتي الداخلة، ترسّخ لدي يقين متين مفاده أن الدفاع عن القضية الوطنية لا يجب أن يكتف بمبادرات رد الفعل، بل هو عمل استراتيجي متواصل. كل هجوم على وحدتنا الترابية يصبح فرصة لإثبات قوة موقفنا. وكل حملة مغرضة تصبح منبرا لإبراز مشروعيتنا والدفاع عنها. لأن كل أزمة هي مساحة لإعادة تأكيد التزامنا بحقوقنا، ليس فقط في أعيننا، بل أمام العالم بأسره.
كما أدرك تشرشل في سنة 1945، بأن الأزمات ليست نهايات أو قدرا محتوما، بل محطات تحول. لدينا اليوم ببلادنا الأدوات، والآليات والحجج، والقدرة والإرادة لتحويل أي تهديد لقضيتنا إلى فرصة جديدة لتعزيز موقعنا على الساحة الدولية. لكن هذا لا يعني الارتجال، بل على العكس، يتطلب الأمر رؤية استراتيجية متكاملة، وخطة تواصلية دقيقة، ونهجا قائما على الفعل المدروس لا على رد الفعل العاطفي.
تعليقات (0)