-
10:03
-
09:10
-
08:21
-
07:05
-
06:00
-
05:00
-
03:33
-
03:00
-
02:00
-
01:12
-
00:30
-
18:10
-
17:07
-
15:57
-
15:26
-
14:41
-
14:19
-
13:57
-
13:33
-
13:12
-
13:02
-
12:56
-
12:33
-
12:19
-
12:04
-
11:43
-
11:26
-
11:11
-
10:51
تصنيف فرعي المغرب
تابعونا على فيسبوك
فاس.. افتتاح الدورة 17 لمهرجان الثقافة الصوفية
افتتحت، مساء السبت بمدينة فاس، فعاليات الدورة السابعة عشرة لمهرجان فاس للثقافة الصوفية وحِكَم العالم، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تحت شعار: "شعرية العيش، الفنون في أبعادها الروحانية".
وفي كلمة الافتتاح، أكد رئيس المهرجان فوزي الصقلي أن هذه التظاهرة، التي تمزج بين العمق المغربي والبُعد الكوني، تسعى إلى إبراز روح شعرية وروحية تنطلق من فاس لتتردد أصداؤها في ثقافات العالم. وأضاف أن لقاءات فاس “تمثل نقيضاً لصورة العالم المعاصر المأزوم”، مشيراً إلى أن “كل أزمة حقيقية هي في جوهرها أزمة معنى”، وأن المهرجان “لا يدّعي تقديم أجوبة بقدر ما يتيح فضاءً لتجربة شعرية وروحية على مدى عشرة أيام”.
وأوضح الصقلي أن هذه الدورة، شأن سابقاتها، تكرم التراث الروحي المغربي من خلال الطرق الصوفية باعتبارها “مدارس لمسالك الروح”، حيث تتحول الأناشيد والرقصات والأشعار إلى “صلاة متحركة وفضاء للتواصل الإنساني”.
وتشكل الندوات الفكرية الموازية، حسب المنظمين، “منتدى للضمائر”، إذ تفتح نقاشاً حول سؤال محوري: كيف يمكن العيش شعرياً في عالم متحوّل ومفكك أحياناً؟
وقد تميز حفل الافتتاح بوصلة فنية راقية جمعت بين الفنان الألباني إنريس قينامي والفنانة السنغالية سيني كامارا، اللذين قدما عرضاً موسيقياً صوفياً مستلهماً من تقاليد المتوسط وآسيا الوسطى، مزج بين المقامات الفارسية والعثمانية والعربية.
كما افتتح الكاتب الأمريكي مايكل باري سلسلة الندوات بمحاضرة بعنوان “ثلاثة متصوفة في مرآة الروح: الغزالي، نظامي، وجلال الدين الرومي”، أكد فيها أن “مرآة الروح تمثل القلب الإنساني وقدرته على التأمل”. واعتبر باري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مهرجان فاس “منارة روحية عالمية” تُعزز الحوار بين الديانات وسط عالم تهيمن عليه الحروب والمآسي.
وتهدف هذه الدورة، التي تنظمها جمعية مهرجان فاس للثقافة الصوفية، إلى تعريف الجمهور المغربي والعالمي بثراء التصوف المغربي فنياً وفكرياً وروحياً، وإلى إرساء فضاء للتلاقي بين التقاليد الروحية المختلفة عبر العالم.
ويشمل البرنامج الفني للمهرجان عروضاً متعددة تعكس تنوع التجارب الصوفية العالمية، من بينها حفل الافتتاح بعنوان “الحضرة” بمشاركة نور الدين الطاهري وكورو بينيانا (المغرب/إسبانيا)، إلى جانب سهرات لمجموعة من الفنانين العالميين مثل أنور صبري (فن القوالي – الهند)، الطريقة القادرية، الطريقة الشرقاوية، والطريقة الصقلية، بالإضافة إلى حفل تكريمي لأساتذة الموسيقى الأندلسية بمشاركة محمد بريول ومروان حاجي ونور الدين الطاهري.
كما يحتضن منتزه جنان السبيل وفضاءات فاسية تاريخية أخرى حفلات موسيقية كبرى، من بينها عرض “فاس، تراث عالمي” بمشاركة كابيلا دي مينستريريس وفرانسواز أطلان، وعرض موسيقي مخصص للموسيقار نيكولو باغانيني، فضلاً عن المسرحية الغنائية “بذور وجسور: الهدهد والإثنا عشر طائراً”، واختتام المهرجان بسهرة صوفية بعنوان “شغف الحراق” تكريماً لأحد أبرز شعراء التصوف المغربي.
وتتضمن الدورة أيضاً أمسيات شعرية ولقاءات فكرية تتمحور حول العلاقة بين الثقافة الصوفية وقضايا العالم المعاصر، من البيئة إلى السلام الداخلي والتعايش، بما يعكس عمق فاس كمدينة تجمع بين الجمال الروحي والفكر الإنساني.