فاجعة الجنوب الشرقي.. شهادات صادمة على لسان الناجين
عشنا ليلة مرعبة
روت شابة تقطن بدوار أوكردا بإقليم طاطا، بحزن، تفاصيل تلك الليلة المروعة التي دمرتها الفيضانات، حيث قضت على العديد من الأسر. وسردت بمرارة كيف فقدت شقيقتها التي لجأت إلى منزل إحدى الجارات، فاجتاحتهم مياه الوادي الجارفة، مما أدى إلى مقتل الأسرة بالكامل.
وأوضحت أن مياه الوادي ارتفعت بشكل غير مسبوق، حتى غمرت المنازل، وخلقت مشهداً مرعباً سيظل عالقاً في الأذهان للأبد. كما أكدت أن الفيضانات تسببت في وقوع ضحايا، إضافة إلى انهيار المنازل المتاخمة لحافة الوادي، وانقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة، فضلاً عن عزل الطرق التي تؤدي إلى دواويرهم.
قال أحد ساكنة دوار أوكردا، قال: "لقد فقدت عمي وزوجته وأبنائه، فضلاً عن زوجة خالي وبناتها الاثنتين. لقد اجتاحت المياه الدوار، تاركة وراءها دماراً هائلاً."
دواوير دمرت في لمح بصر
قال أحد الناجين من الفيضانات إن الكارثة حلت بعد أن سمعوا صوت رعد قوي تزامنا مع البرق عقب صلاة المغرب. مشيرا إلى أن الأمطار، التي استمرت فترة قصيرة، كانت كافية لملء مجاري الأودية بسرعة، مما أسفر عن جرف النخيل والأشجار. وأكد أنه لم يشهد فيضانًا بهذه الشدة من قبل.
وأوضح متحدث آخر أن الفاجعة التي اجتاحت إقليم طاطا خلفت آثارًا مدمرة على سبعة دواوير في منطقته، حيث تسببت الفيضانات في وقوع ضحايا وخسائر مادية جسيمة. وأشار إلى أن تأثير الفيضانات كان سريعًا للغاية، حيث اجتاز الفيضان مسافة 9 كيلومترات بين دوار إكمير وأوكاضا في غضون خمس دقائق فقط، مضيفًا أن الكارثة طالت مناطق لم تكن قد شهدت مثل هذه المشاهد من قبل.
أصبحنا منطقة منكوبة
صرّح أحد الناجين قائلاً: "رغم الإنذارات التي وجهتها السلطات، ظننا أن الأمر لا يعدو كونه حدثاً اعتيادياً، كغيره من الأعوام عندما تتدفق المياه إلى الأودية. مضيفا"كنا ننتظر توقف الأمطار لنتمكن من الخروج. لكن الواقع كان مريراً؛ فقد فقدنا منازلنا وأصبحنا منطقة منكوبة، بلا ماء أو كهرباء أو خطوط اتصال."
وفي تصريح آخر، أفاد أحد المتضررين بأن الوضع في المنطقة قد أصبح شديد التعقيد، حيث تعاني الساكنة من ظلام دامس نتيجة انقطاع التيار الكهربائي. كما يتعرض السكان لانقطاع كامل في إمدادات المياه ووسائل النقل، في ظل غياب تام لأي تدخل من الجهات المحلية أو السلطات المحلية. هذا الوضع قد أدى إلى تفاقم الأزمات الإنسانية والبيئية في المنطقة بشكل ملحوظ.
الفيضانات دمرت مصدر عيشنا
أفاد أحد المتضررين من الفيضانات، بأن الواحات والأراضي المتضررة بفعل الفيضانات تُعد المصدر الرئيسي للعيش بالمنطقة. وأضاف المتحدث أن الإقليم لم يشهد مثل هذه الكوارث منذ 52 عامًا، حيث تسببت الفيضانات في تدمير غالبية الواحات والعيون والأراضي، فضلاً عن وقوع ضحايا في مناطق أخرى.
وفي تصريح آخر، كشف أحد المتضررين أن المنطقة التي تأثرت بالفيضانات كانت تحتوي في الأصل على واد صغير، لكن حجم هذا الواد قد ازداد بشكل كبير بسبب الأمطار الأخيرة، مما أدى إلى تغطيته لمساحة واسعة، وغمر 45 بئراً بالمياه.
كما أشار المتحدث إلى أن كل بئر كان يلبي احتياجات خمس أو ست أسر، بالإضافة إلى البئر الذي أنشأته الجمعية المحلية لخدمة السكان، والذي لم ينجُ بدوره من هذه الكارثة.
ويذكر أن وزارة الداخلية أعلنت في تحديثها الأخير حول الخسائر والأضرار الناتجة عن الأمطار الرعدية الغزيرة التي اجتاحت العديد من عمالات وأقاليم المملكة، أنه لغاية مساء أمس الاثنين، تم تسجيل ثمانية عشر حالة وفاة، بينما لا يزال أربعة أفراد في عداد المفقودين.
وأوضحت الوزارة في بلاغ لها أن حالات الوفاة توزعت بين عدة أقاليم، حيث سجلت في طاطا عشرة حالات، وفي الراشيدية ثلاث حالات (اثنان منهما أجنبيان، أحدهما كندي والآخر بيروفي)، وفي تزنيت حالتين، وفي تنغير حالتين أيضاً (أحدهما أجنبي من الجنسية الإسبانية)، وفي تارودانت حالة واحدة.