يومية فرنسية: المغرب "نموذج" في تدبيره لجائحة "كوفيد-19"
اعتبرت اليومية الجهوية الفرنسية "Le Dauphiné libéré"، في مقال لها نشرته الخميس 23 أبريل الجاري، تحت عنوان "فيروس كورونا.. كيف استطاع المغرب أن يصبح نموذجا"، أن المملكة تمكنت من خلال المراهنة على القرارات السريعة، والتدابير الإجتماعية، والتكييف الصناعي، من "الإرتقاء إلى مرتبة نموذج" في تدبير جائحة فيروس "كورونا" المستجد، لاسيما في ما يتعلق بمسألة الكمامات الواقية.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية، أنه "ومنذ بضعة أيام، تتعالى الأصوات لتسليط الضوء على تدبير الوباء من طرف السلطات، لكن أيضا قدرة البلاد على التأقلم وإيجاد الحلول، لاسيما في ما يتعلق بالمجال الصناعي". مبرزة الإجراءات الإستباقية المتخذة من طرف السلطات المغربية لتدبير الوباء، لاسيما الإقرار السريع لحالة الطوارئ الصحية، مصحوبة بحجر صحي شامل، وفرض ارتداء الكمامات الواقية ابتداء من 7 أبريل الجاري. مؤكدة أنه "وبالنسبة للكثير من المغاربة، يتعلق الأمر بإجراء يظهر تقدم المغرب في تدبير الوباء، خاصة إزاء أوروبا وفرنسا، حيث يقل عدد هذه الكمامات".
وأشارت "لودوفيني ليبيري"، إلى أن الكمامات الواقية "توجد بأعداد كبيرة" في المغرب، مبرزة قدرة الصناعة الوطنية على التكيف في مواجهة فيروس "كوفيد-19"، من خلال مصانع للنسيج تمكنت على "نحو سريع" من تصنيع بضعة ملايين في اليوم، والتي تعرض للبيع بأسعار محددة من قبل السلطات، في كل من محلات البقالة والصيدليات. موضحة أن "الإنتاج وفير إلى درجة تسمح للمملكة بتزويد فرنسا خلال الأسابيع المقبلة، والتي أجرت الإتصالات اللازمة قصد الإستيراد" من المملكة، لافتة إلى أنه يتم، أيضا، تصنيع المطهرات الهيدرو كحولية بالمغرب، في الوقت الذي تم فيه ابتكار جهاز تنفس اصطناعي محلي.
وأوردت اليومية ذاتها، أن المغرب حسم أمره سريعا بشأن مادة "الكلوروكين"، حيث اقتنت الدولة كامل مخزون "نيفاكين"، الدواء المصنع انطلاقا من مادة الكلوروكين، والذي ينتجه مصنع "سانوفي" في البيضاء، وذلك قصد القيام بعلاج مرضى "كوفيد-19". مضيفة أنه بالموازاة مع ذلك، شرع المغرب في عمليات كشف مكثفة، إلى جانب اتخاذ تدابير اجتماعية لفائدة المستخدمين المتوقفين عن العمل، من خلال منح تعويض قيمته 180 يورو في الشهر وما يعادل 75 بالمائة من الحد الأدنى للدخل، مشيرة إلى أن هذه المساعدات تمول بواسطة صندوق قيمته مليار يورو، وهو المبلغ الذي تم تجاوزه على نحو سريع، بعد تضاعف الهبات الممنوحة من قبل الفاعلين الخواص والمؤسساتيين.
وكانت إذاعة فرنسا الدولية "RFI"، قد قالت سابقا أيضا أن المغرب أعطى "نموذجا" للسياسة العمومية "التي تتجاوز إطار القارة لوحده"، من خلال استباق الخسائر المحتملة لوباء فيروس "كورونا" وتحفيز الزخم الوطني. مبرزة التدابير المتخذة من طرف المغرب بغية كبح جماح تفشي الوباء، ومساعدة الأشخاص الأكثر عوزا، ودعم المقاولات والمستخدمين، وإعادة توجيه النسيج الصناعي للبلاد نحو الإستجابة للحاجيات التي تمليها الظرفية الحالية.
كما أكدت قناة "TV5 Monde" الفرنسية، في روبورتاج خاص لها أن المغرب "برهن على تفوقه" في تدبيره لجائحة "كورونا". فيما اعتبرت مجلة "جون أفريك" الفرنسية، أن الصناعة المغربية قد تأقلمت مع وباء فيروس "كورونا" وتمكنت من تحقيق إنجازات باهرة.