X

علاش وكيفاش ... جريمة اغتصاب فتاة بنجرير

علاش وكيفاش ... جريمة اغتصاب فتاة بنجرير
الخميس 29 مارس 2018 - 14:01
Zoom

مرة أخرى عرات لينا الواقعة ديال فيديو البنت القاصر اللي حاول واحد الشاب اغتصابها أمام عدسة كاميرا الصديق ديالو فبنجرير على مرارة الواقع اللي ولينا كنعيشوه بشكل يومي، مع بعض المغاربة اللي ولات شحنة الإجرام اللي كتجري فالدم ديالهم كبيرة بزاف...

هاد الفضيحة اللي تخطا الصدى ديالها حدود المملكة ووصلات للعديد من الدول الغربية والعربية، وتفاعلو معاها الملايين ديال الناس فمواقع التواصل الاجتماعي  وطلقوا هاشتاغ واش ماعندكش ختك كتجبرنا بالضرورة أننا نوقفو واحد الوقفة كبيرة قدام هاد التحول الخطير اللي مشات ليه منظومة القيم والأخلاق ديال المغاربة، وكيفاش ولاو الشباب ديالنا كيتباهاو بالأفعال الإجرامية اللي كيديرو وبلا أدنى شعور بالخوف أو الحشمة أو الحياء.

إلا رجعنا للمغرب غير فسنوات الثمانينات مثلا غادي نلقاو باللي الشاب المغربي كانت عندو قناعة باللي إلا ولا مجرم راه غادي ينبذو المجتمع وحتا صحابو غادي يبعدو منو وحتا إلا ارتاكب شي جريمة راه كيحاول يخبيها ويستر راسو لأنو خايف من نظرة المجتمع ليه واللي كتدين هاد الأفعال الإجرامية وخايف فنفس الوقت من العقاب اللي يمكن يترتب على ارتكابو لهاديك الجريمة، ولأنه فالأسرة ديالو والوسط ديالو غير غادي يتعرف أنه مجرم غادي يولي منبوذ.

اليوم الطامة الكبرى اللي ولينا كنشوفوها بزاف أن الشباب ولات عندهم متعة كبيرة فأنهم ينشرو فضائحهم وجرائمهم وبزاف ديال الصفحات فالفايسبوك كانت عامرة بصور شباب حاملين للأسلحة ولا كيعرضو المخدرات ولولا أن الأمن تدخل فعدد من الحالات وولا كيتفاعل بشكل كبير مع مواقع التواصل الاجتماعي وكيتتبع المجرمين من خلال فرق مختصة لكنا اليوم كنشوفو ما هو أبشع وأشنع.

الفضحية ديال فيديو محاولة اغتصاب فتاة بنجرير اللي عمرها مكايتجاوزش 17 سنة واللي كانت لابسة وزرة مدرسية كتخلينا نطرحو سؤال كبير واللي هو علاش الشباب المغربي ولا كيتباهى بالإجرام؟ واش التفكك الأسري اللي ولات كتعيشو الأسر المغربية هو السبب بحيث أنه فالسابق ماللي كانو الأبناء كيعيشو مع الأجداد ديالهم كيكونو مراقبين من طرف الجميع أما اليوم فلأن الوالدين كيكونو فالغالب خدامين وماكيبقاش ليهم وقت للتربية هادشي علاش ولاو عندنا هاد النوعية من البشر؟

وهاد الفضيحة اللي شافوها الناس من مختلف بقاع العالم وزعزات المجتمع المغربي بالخصوص راها كتخلينا نرجعو لبزاف ديال الجرائم من هاد النوع اللي كتوقع يوميا فالمناطق النائية واللي مكايقدروش الناس ديالها يفضحو المجرمين لحقاش كيخافو من الشوهة، وكيبقاو الضحايا عايشين فالرعب والإحساس بالظلم والحكرة، وفالمقابل كنلقاو أن بعض الحالات اللي كتتفضح وكيوقفو الأهل على متابعة الجاني وكيوصلو للقضاء ولكن هنا كتكون المصيبة الكبرى ماللي كنلقاو أن واحد اغتاصب فتاة كيتحكم عليه مثلا بثلاث أو أربع سنوات، وهاد القضية راه بزاف الجمعيات الحقوقية كتندد بيها باستمرار وكتدق ناقوس الخطر، لحقاش هوما عارفين باللي بحال هاد العقوبات كتخلي المجرمين المحتملين فالمستقبل مايخافوش من العقوبات، والدليل أنه شحال من مرة كيتنشر فوسائل الإعلام فيديوهات للضحايا واللي كيصرحو فيها باللي الجناة تحدواهم بشكل صارخ وعبروا ليهم بأنهم مخايفينش من الحبس ولا من العقوبة لأنهم عارفين باللي العقوبات عمرها كتكون رادعة بما فيه الكفاية.

ومن جهة أخرى، كنلقاو باللي الإعلام المغربي كيمشي أحيانا فشي اتجاهات اللي كتزيد تشجع المجرمين، فمثلا ولينا كنلقاو فيديوهات ديال أهالي المجرمين ولا المقربين منهم تيدافعو على المجرم وكيلتامسو ليه آلاف الأعذار وكيحولو الضحية إلى مذنبة ..وهاد المسألة راها غاية فالخطورة، ماللي كتنقلب الآية ونوليو نشوفو الضحايا على أنهم هوما مجرمين والعكس بالعكس.. والإعلام ولا مؤخرا للأسف كيساعد فانتشار هاد المسألة.

وإلا درنا مقارنة بسيطة مع الدول اللي كتحتارم نفسها وكتحتارم مواطنيها بصريح العبارة غادي نلقاو أنه مكاينش شي دولة فالعالم كتتساهل مع المغتصبين وخاصة اللي كيرتاكبو جرائم اغتصاب فحق الأطفال أي "البيدوفيليا" وكنلقاو بأن الكل سواء الهيئات الحقوقية أو المجتمع المدني أوالمواطنين العاديين كيطالبو بتشديد العقوبات وكايكونو مطالب بإخضاعهم لعمليات "الإخصاء".

هادشي اللي وصلنا ليه اليوم راه كاينين جمعيات اللي منذ سنوات كانوا ينددو  بيه وكيطالبو بتطبيق عقوبة الإعدام فحق هاد الفئة أو إخصاءهم باش يكونو عبرة للأجبال القادمة، ولكن كان البعض كيعتابر أنهم كيبالغو بزاف..

اليوم حنا قدام محك حقيقي لأن وسائل الإعلام والتواصل ولات كتنشر كلشي وخاصة الفضائح بسرعة خيالية وهادشي راه أكيد كيكون عندو تأثير على صورة البلد فالخارج وهاد المسألة خاصنا ننتبهوا ليها مزيان..لحقاش ماشي عادي مثلا هاد الفضيحة ديال فتاة بوشان توصل ل"واشنطن بوست" و"إل باييس"..وغيرها من الصحف العربية والغربية..

ومن هاد المنطلقات راه السؤال الأول اللي خاصنا كلنا نحاولو نلقاو ليه جواب هو أنه من بعد ما وصلنا لهاد الحد كيفاش ممكن نصلحو ما يمكن تصليحه؟ ومنين نبداو واش من الدار ولا المدرسة ؟ وواش نزيدو نشددو العقوبات وإلا وصلنا مثلا لأقصى العقوبات واش هادشي غادي يكون كافي باش نقضيو على هاد الظاهرة؟   

 

 


إقــــرأ المزيد