-
08:40
-
08:23
-
08:00
-
07:50
-
07:39
-
07:21
-
07:05
-
06:53
-
06:41
-
06:10
-
06:00
-
05:00
-
04:00
-
03:00
-
02:00
-
01:30
-
23:26
-
23:01
-
22:34
-
22:18
-
21:33
-
21:16
-
20:57
-
20:33
-
20:11
-
19:52
-
19:30
-
19:11
-
18:42
-
18:22
-
18:00
-
17:44
-
17:32
-
17:21
-
17:08
-
16:57
-
16:50
-
16:35
-
16:17
-
16:10
-
16:00
-
15:55
-
15:45
-
15:33
-
15:30
-
15:17
-
15:00
-
14:39
-
14:20
-
14:03
-
13:53
-
13:51
-
13:35
-
13:17
-
13:00
-
12:39
-
12:23
-
12:06
-
11:55
-
11:38
-
11:38
-
11:23
-
11:12
-
11:05
-
10:53
-
10:40
-
10:35
-
10:31
-
10:20
-
10:12
-
10:06
-
09:50
-
09:49
-
09:45
-
09:35
-
09:18
-
09:00
تابعونا على فيسبوك
أحداث الفنيدق..مفارقة أن يصبح السري علنيا
بقلم البرلماني: العياشي الفرفار
يبدو الأمر مثيرا للانتباه هذا التحول المفاجئ ، الانتقال من الشئ الى نقيضه ( استبعد هنا قانون التحول الكمي الكيفي حسب التصور الماركسي ) .
الفهم الجيد مرتبط بالمقارنة ، و التاريخ يمنحنا شواهد ووقائع للكثير من الانتقالات من السري الى العلني ، دعوة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، و الحركة الوطنية في مواجهة الاستعمار الفرنسي وكل الحركات التحررية بالعالم .
يبدو ان منطق الانتقال من السري الى العلني هو منطق التحول في ميزان القوة ، فالسرية قد تكون استراتيجية وفق تصورات ميشيل كروزييه في مفهوم الفاعل الاستراتيجي ذاك الذي يخفي أكثر ما يُظهر ( الرجوع إلى هذا المفهوم الوارد في كتاب الفاعل و النظام ) .
واقعة الفنيدق ، تعكس لحظة الخروج من تجربة الهجرة السرية و التي تتم في الظلام ، و خلسة عن الجميع الى تحدي مباشر و مفتوح مع الدولة وهو مؤشر في غاية الخطورة .
الامر يطرح الكثير من الاسئلة التأسيسية لهذا التحول ، ماهي اسس هذا التحول ؟
في غياب معطيات كافية عن الموضوع يمكن وضع مجموعةمن الفرضيات حول طبيعة الفعل و اسبابه ، وهو أمر يحتاج الى ابحاث وتجميع معطيات كافية من اجل التحقق من صلاحية اي فرضية ، لكن و باستقراء مجموع من المؤشرات يمكن التوقف عند بعض الملاحظات الاساسية .
يبدو ان الانتقال من السري الى العلني واعلان التحدي و العصيان المدني و مواجهة السلطات العمومية يقوي فرضية يد خفية عملت على استثمار ازمة الهشاشة لمجموع الحالمين بفرص حياة افضل.
مؤشرات الأولية لهذا الاستنتاج مايلي :
اولا : ان المهاجر السري يعرف ان أهم شرط السرية هو الشرط المؤسس لنجاح رحلته ، غالبا ما تكون الرحلة ليلا و في أيام العطل .
ثانيا : ان تجار الهجرة السرية هم الخاسرون ، لان الهجرة الجماعية و في واضح النهار و باشعار فبلي و دعوة مفتوحة تعني فشل مشروعهم و انهيار سوق الهجرة السرية .
ثالثا : ان الفعل الذي ثم التسوسق له بكثافة و عبر حملات مدفوعة الثمن ، هو أقرب إلى فعل مسرحي من اجل تسويق صورة سيئة عن المغرب ، أنه بلد يفر ابناءه منه ! لاسيما بعد الصورة الايجابية التي جسدها المهاجرين المغاربة في دعم المجتمع والدولة أثناء جائحة كورونا وفي في زلزال الحوز .
رابعا : ان الجهة التي تقف وراء هذا الحدث تهدف إلى خلق بؤر توثر بين السلطات العمومية و الشباب الراغب في الهجرة ، وأن السلطات المغربية قامت بتهجير 60 جزائريا و تونسيا متورطين في هذه الحملة .
خامسا : هناك سوابق لخلق بؤر توثر بين المغرب و إسبانيا لاسيما بعد التقارب الاستراتيجي المغربي الإسباني و الاعتراف هذه الأخيرة بمغربية الصحراء.
سادسا : الجهة المتورطة في أحداث الريف و التي وافقت خلال السنة الجارية على انشاء مكتب تمثيل جمهورية وهمية جديدة للريف ، تعتبر خلق بؤر توثر للمغرب انجازا ذا ولولوية لنظام يستمر بتصدير ازماته ، لاسيما في ظل أزمة داخلية خانقة عكستها نسبة التصويت على رئيس بدون شرعية سياسية و لكن بشرعية عسكرية .
سابعا : من يريد ان يهاجر يفكر لوحده ، و التحدي الوحيد الذي ينتصب أمامه هو كيف يجتاز البحر و ليس رمي السلطات العمومية بالحجارة و توثيق ذلك و تسويقه بكثافة.
ما وقع ليس فعلا عاديا ، لشباب مهمش يبحت عن حياة افضل ، لكنه فعل مسرحي من اجل تسويق صورة سيئة عن المغرب .
من جهة ثانية موضوع الهجرة ليس موضوعا جغرافيا محصورا بمنطقة دون أخرى، و لا يرتبط بعامل وحيد ( هجرة الكفاءات و هجرة الأموال ، هجرة الرياضيين ، هجرة العلماء ، هجرة الفنانين ، هجرة الشواذ ، هجرة الافكار ، هجرة الطيور ) ، الهجرة ليست حدثا بسيطا ، وأعتقد أن كل تبسيط سيعقد عملية الفهم . مؤشرات للتفكير في الحدث : التعبئة القبلية عبر شبكات التواصل ، الانتقال من السري إلى العلني ، مفارقات هجرة سرية/ علنية ، تورط النظام للجار الشرقي في أحداث مماثلة ، تعدد جنسيات المعنيين ، كثرة الأطفال القاصرين ، شبكات الأمان الاجتماعي ، و ضعف الرقابة الأسرية اعتقد كلها مؤشرات أساسية اظافة الى مؤشرات أخرى ضرورية من اجل صورة أعمق .
كل التوقعات تؤكدةان الهجرة لم تتوقف، لن تتوقف
الأرقام تؤكد أن القرن 21 سيكون قرن الشعوب المتحركة على حد تعبير انطونيو غو تيريس.
طابع الهجرة كان ياخذ دائما طابعا و رهانا شخصيا و غالبا ما يتم في سرية و في الكثير من الأحيان دون علم الأباء خوفا من الاعتراض، لكن أن يتم تنظيم حملة مجهولة المصدر في وقت يعيش فيه نظام العسكر أزمة مصداقية بسبب الانتخابات الأخيرة ، فإن المنطق يفرض طرح السؤال التالي : في مصلحة من هذه الحملة الاعلامية ؟ ما هي الارباح من حملة مؤقتة هدفها التشويش و صرف الانظار عن مشاكل داخلية ؟
من يريد مساعدة شاب يبحث عن امل لا بكون بكشف اللحظة و أنها باخفائها لأن رحلة ذات طابع سري . يبدو ان هناك بداية تشكل أزمة عميقة لن تحسم بالسلاح أو بالاسلاك الشائكة ، انها أزمة التنمية و أزمة اقتصاد وازمة ماء . الغرب يدفع ثمن استنزافه لخيرات الجنوب و النتيجة مواجهة ليست بين الأنظمة ، لكن بين الشعوب التي قررت التنقل نحو مصادر الحياة