- 16:02المغرب يشارك في الأولمبياد العالمي للروبوت بتركيا
- 15:53وفد عسكري مغربي رفيع يزور حاملة طائرات أمريكية
- 15:40زيدان يُروّج لوجهة المغرب الإستثمارية باليابان وكوريا
- 15:25القنيطرة.. تعزيز الخدمات الشرطية بإحداث قاعة للقيادة والتنسيق من الجيل الجديد
- 15:02دراسة: غالبية المغاربة يؤيدون استعمال الذكاء الاصطناعي
- 14:52ظروف صحية طارئة تُغيّب الوزير قيوح عن جلسة الأسئلة الشفهية
- 14:46نجم أرسنال ينجو من الموت في هجوم بالأسلحة البيضاء
- 14:34حملات أمنية استباقية واسعة بسيدي يحيى الغرب
- 14:33إيلون ماسك يفاجئ كريستيانو رونالدو على منصة "إكس"
تابعونا على فيسبوك
أبعاد تيفو "الغرفة 101" بديربي الوداد والرجاء
أثار تيفو "الغرفة 101" الذي حملته جمهور الرجاء في مباراة الديربي العربي ضد الوداد الكثير من الشرح والتأويل.
وذهب العديد من المحللين إلى أن جمهور الرجاء لم يعد جمهورا رياضيا عاديا، بحكم الرسالة السياسية التي تضمنها "التيفو" وتناقلتها وسائل إعلام وقنوات دولية، وهو ما قاله الإعلامي علي الغنبوري:"نحن امام تنظيم سياسي حقيقي بايدولوجية واضحة وبمرجعية ثقافية كبيرة تتجاوز الرياضة بكثير، فالغرفة 101 هي اقتباس واضح من رائعة جورج أورويل الشهيرة "1984"، والتي ترمز فيها الغرفة 101 الى التعذيب والقمع والاستبداد والديكتاتورية.
كما رأى يحيى السعيدي، الخبير في القانون الرياضي، أن هذا التيفو هو امتداد لأغنية "فبلادي ظلموني"، وقبله تم رفع تيفو حول رواية "الصلعاء" للكاتب يونيسكو، وقبل ذلك رواية "الليمونة الميكانيكية" للكاتب الانجليزي إيدي بورجيس. وهذا يعني أن هناك نخبة في المستوى العالي هي التي تسهر على إنتاج التيفوات.
كما أن هذا التيفو جاء من أجل تمرير رسائل سياسية، يضيف يحيى السعيدي، وأن هناك خلايا نائمة تحرك المدرجات.
وأشار هنا إلى أن استعمال الملاعب من أجل قلب الأنظمة ليس بالأمر الجديد. مثلا في إيران، الخميني كان يصلي بالجماهير مباشرة من باريس وهي في الملاعب لقلب نظام الشاه. والأمثلة في أمريكا اللاتينية عديدة. والواضح أن الأمور اتخذت مجرى آخر. فالتيفو تحول من وسيلة فرجة بالمفهوم الرياضي إلى أداة سياسية.
كما أن هناك تفسيرات أخرى ذهبت إلى تنبؤ جماهير الرجاء بإقصاء الوداد وتعذيبه في الملعب، وإخراجه من المنافسة سافرا مذموما، وهو ما تحقق في النهاية بتسجيل ريمونتادا تاريخية منحت الرجاء بطاقة التأهل للدور المقبل من كأس محمد السادس.
والأصل في الموضوع، أن "الغرفة 101" رواية أبدعها جورج اويل قبل 35 سنة وأحياها جمهور الرجاء المتأهل إلى ربع النهائي في مباراة مثيرة، ورمز فيها إلى غرفة عذب فيها سميث وينستن بطل روايته الذي تعرض إلى شتى أنواع التعذيب إلى درجة قبوله بكل إجراء بديل إلا الزج به فيها.
في هذه الورقة لا تهم ظروف الرواية ولا استحضار فصولها، إنما تطمح لمعرفة سبب إحياء العنوان في احتفال رياضي بديع، أعاد إلى الأذهان الشهرة التي اكتسبتها الجماهير الرجاوية بعد أدائهم أغنية "فبلادي ظلموني" التي تجاوزت شهرتها الحدود المغربية والعربية.
لماذ إذن "الغرفة 101"؟ .. سؤال مشروع اختلف المجيبون عنهم باختلاف مرجعياتهم. فمنهم من رأى فيه رمزا لمباراة رياضية يخاف كل فريق من المتنافسين من زنزانة الهزيمة.
وآخرون فسروها سياسيا بالإشارة إلى أن الغرفة دليل واقع مغلق لا ينفتح ولا ينفرج على أمل.
أما آخرون فقرئوها بطريقة مختلفة، رابطين بين الغرفة والزنازين التي يقضي فيها معتقلون سياسيون عقوبات سالبة لحريتهم وبينهم معتقلي حراك الريف، وذاك ما كشفت عنه تدوينات فيسبوكية حاولت تحوير احتفال رياضي وصبغه بألوان سياسية معينة.
ومهما يكن تفسير جماهير الرجاء لسر اختيارهم "الغرفة 101" وما رمزوا به، فإن توجيه رسائل مشفرة في "تيفوات" احتفالية أضحى موضة جديدة اكتسحت الملاعب الرياضية خاصة تلك لكرة القدم، بشكل حولها إلى فضاءات للاحتجاج بعد خفوت الشوارع من وقفاته.
إن الذين اعتبروا هذا التيفو نوعا من الوعي لا يفهمون أن الوعي هو الذي يخلق سلوكا متنورا، سلوكا مبنيا على إلزامية "الروح الرياضية"، التي تعني قبول الهزيمة كما تعني الاستمتاع بالنصر.
هذا ليس وعيا، لأن التيفو يمثل شعارا والشعار اختزال للموقف، فكيف نختار الغرفة 101 وهي إشارة للتعذيب في موقف يتحدث عن مباراة بين فريقين؟.