X

تابعونا على فيسبوك

من يكون الحاج المالي الذي زلزل الدارالبيضاء ووجدة؟

الجمعة 22 دجنبر 2023 - 18:15
من يكون الحاج المالي الذي زلزل الدارالبيضاء ووجدة؟

القصة التي كان من الواضح أنها ستأخذ مسارا قضائيا صارما، بالنظر لأنها أصبحت تتعلق بسمعة المغرب، بدأت على شكل مقال أقرب إلى البروفايل، نشرته مجلة "جون أفريك" الفرنسية بتاريخ 9 غشت 2023، حول شخص يدعى "الحاج أحمد بن إبراهيم"، والشهير بـ"المالي"، لكونه ابنا لزواج مختلط، فأمه مغربية وأبوه من مالي.
وإلى جانب هذا اللقب استحضر المقال ألقابا أخرى التصقت بـ"المالي"، لكن المجلة فضلت أن تصفه بـ"إيسكوبار الصحراء"، بسبب عمليات الاتجار في المخدرات الخطيرة والمتشعبة التي قام بها، قبل أن يقع في يد الشرطة المغربية سنة 2019، حيث اعتُقل في مطار الدار البيضاء، وأحيل على المحاكمة ثم السجن، ومن هذه اللحظة بدأت مساعيه لـ"الانتقام".
وتتحدث أسطر "جون أفريك" عن اقتناع المالي بأنه كان ضحية لـ"الخيانة" من طرف مجموعة من "شركائه" في عملياتهم الإجرامية، من بينهم الناصري وبعيوي، الذين كانوا يتعاونون معه في عمليات لنقل المخدرات من وجدة وزاكورة ومدن شمال المملكة، قبل أن ينصبوا له فخا أدى إلى اعتقاله، وتلا ذلك السطو على أمواله وعقاراته.


من كيدال إلى امبراطورية المخدرات

كل شيء بدأ في عام 1976، في كيدال، عاصمة بلاد الطوارق، في مالي، حيث تسود الرياح والصحراء، والتي تمتد على مد البصر. في ذلك الوقت، كانت إدارة الأحوال المدنية في مهدها، لدرجة أن أوراق هويته حتى اليوم لا تذكر يوم أو شهر الميلاد.
ولد “مالي” من أم مغربية الأصل من مدينة وجدة وأب مالي الجنسية، ومن هنا جاء لقبه، وكان يعيش حياة بسيطة تقليدية يرعى الإبل، قبل أن تتغير حياته بلقاء غير متوقع صادف فيه رجلا فرنسيا تائها في الصحراء وقدما له المساعدة قبل أن يقدم له الفرنسي سيارته كنوع من الشكر على المساعدة.
المالي قام ببيع السيارة كما قال له الفرنسي وعوض ان يحتفظ بهذه الأموال أرسلها لصاحب السيارة، وأدرك الفرنسي آنذاك أنه أمام رجل ثقة ليقرر إشراك الـ”مالي” في استيراد وتصدير السيارات بين أوروبا وإفريقيا وهي العملية التي أكسبته خبرة كبيرة عن دوائر العبور والطرق والجمارك وما إلى ذلك.
انتقل المالي بعد ذلك إلى تجارة الذهب، ونسج شبكته تدريجياً في منطقة الساحل والصحراء، التي تُعتبر مركزًا للجريمة المنظمة، وهو ما مكنه من معرفة المنطقة بشكل جيد بما في ذلك قبائلها ولهجات المجتمعات في أزواد، ورسم الخرائط في منطقة الساحل والصحراء، وهي مهارات نادرة وثمينة.

ووفق صحيفة “جون أفريك” فإن المالي انتقل إلى مستوى أكبر، فبدأ ينقل الكوكايين من أمريكا اللاتينية إلى غرب إفريقيا، ثم يتم نقل كمية معينة من المخدرات، إما عن طريق البر، عبر مالي والنيجر، إلى الجزائر وليبيا ومصر؛ أو عن طريق البحر إلى الساحل المغربي ثم إلى أوروبا.

الحاج إبراهيم وزواجه في بوليفيا

أكثر من ذلك فإن “الحاج إبراهيم” أصبح متحكما في سلسلة الإنتاج والتجهيز والتوزيع، بعد نسجه لعلاقات مع جنرالات متورطين في السياسة والمخدرات بدولة بوليفيا، حتى إنه وقع في حب ابنة ضابط رفيع المستوى الذي وافق على تزويجها له في إطار تحالف بينهما.

ومن علامات الترف والحياة المخملية، أن الرجل دخل عالم النساء، بل إن الصحيفة ذهبت بعيدا حين ادعت بأن يكون له في كل دولة ابن، وأضافت أنه كان ينوي إغواء كاثرين دونوف وأنجلينا جولي ومغنية مغربية لم تذكرها الصحيفة بالاسم.
أكثر من ذلك، فالرجل يملك جزيرة خاصة في غينيا، وشققا في البرازيل وروسيا – فقدها منذ بداية الحرب في أوكرانيا – وأرضا في بوليفيا، وفيلا فخمة في الدار البيضاء، ويشترك في فندق فخم في ماربيا، والقائمة تطول، وفق الصحيفة ذاتها.
علاقات متشابكة.

في المغرب يحظى “المالي” بدعم كبير، وهو الذي كان السبب في خسارته. فمنذ عام 2010، تعاون مع منتخب بوجدة عاصمة الشرق، والعديد من القادة السياسيين من شمال المغرب وزاكورة لنقل الشيرا في بقية القارة.
وأوضحت الصحيفة أن عمليات نقل المخدرات تتم ثلاث أو أربع مرات في السنة من سواحل السعيدية إلى ليبيا ومصر، ومن الجديدة وبوجدور إلى الشواطئ الموريتانية. إذ يتم نقل 30 إلى 40 طنًا من الشيرا في كل مرة.
وأشارت إلى أن أعمال المالي كانت تسير على ما يرام: المغاربة يبيعون أسهمهم، ويستخدمها “المالي” لغسل أمواله، يشتري العديد من الشقق في مارينا السعيدية ويستثمر في العديد من الأعمال والمصانع ويقرض مبالغ جيدة لزملائه الجدد في اللعبة.

اعتقال “المالي” في 2015

في عام 2015 ، تم القبض على “المالي” – المستهدف بأمر من الانتربول – بعد مطاردة مع الدرك الموريتاني في الصحراء الموريتانية، على الحدود مع المغرب، في سيارة تحتوي على 3 أطنان من الكوكايين. ومبالغ مالية كبيرة باليورو ومعه مغربي وجندي سابق في البوليساريو. قبل أن يتم الإفراج عنه بفضل شبكته التي كانت تضم بعض الجنود والقضاة الموريتانيين.

لكن في اليوم الذي كان سيعبر فيه الحدود ويغادر موريتانيا، تم اعتقاله مرة أخرى من قبل قوات الدرك، ليقضي أربع سنوات فقط داخل السجون.


إقــــرأ المزيد