X

تابعونا على فيسبوك

محلل سياسي: الجزائر تتملص من المسؤولية في نزاع الصحراء

الثلاثاء 06 شتنبر 2022 - 10:00

بعد اجتماعه بعدد من قادة جبهة "البوليساريو" الإنفصالية في مخيمات تندوف، التقى المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية "ستيفان دي ميستورا"، يومه الإثنين 05 شتنبر الجاري، بوزير الخارجية الجزائري "رمطان لعمامرة".

ودعت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان، إلى "تعزيز الجهود الأممية لإستئناف المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع، المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، بهدف التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين يضمن تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف أو التقادم في تقرير مصيره".

وفي هذا السياق، أكد المحلل السياسي "نوفل البعمري"، المختص في شؤون الصحراء، في تصريح صحفي، أن موقع الخارجية الجزائرية وفي إطار متابعته للتحرك الأخير للمبعوث الأممي قام بنشر الموقف الذي عبره عنه "رمطان لعمامرة" وزير الخارجية الجزائرية، أثناء استقباله لـ"ستيفان دي ميستورا"، وهو الموقف الذي يعكس ثلاث نقط أساسية. موضحا أن إشارة الخارجية الجزائرية إلى كون النزاع بين المغرب وجبهة "البوليساريو"، ولم تتحدث عن "الجمهورية الصحراوية" لعلها أن الأمم المتحدة لا تعترف بهذا الكيان الوهمي، وهي بذلك تؤكد أن الأمر يتعلق بتنظيم انفصالي لا غير، وليس كيان دولة معترف به أمميا، مما ينزع عن "البوليساريو" أي صفة من صفات الدول، وأن جبهة الوهم عبارة عن تنظيم مليشياتي، انفصالي لا غير.

وسجل "البعمري"، أن الخارجية الجزائرية لم تأتي على ذكر وإعلان دعمها الصريح والواضح لمهمة المبعوث الأممي "ستيفان دي ميستورا" في مهمته المؤطرة بقرارات مجلس الأمن آخرها قرار 2602، لعلمهم أن قرارات الأمم المتحدة تدعم حاليا حل عادل، سياسي، ذي مصداقية ممثلا في مبادرة الحكم الذاتي، وهو ما عمدت الخارجية الجزائرية على التهرب من الإشارة إليه حتى لا يتم اعتبار ذلك دعم لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وهي بذلك تتهرب من مسؤوليتها اتجاه النزاع وتحاول كما حاولت دائما التملص من مسؤوليتها السياسية اتجاه النزاع.

وأفاد المحلل السياسي، بأن الخارجية الجزائرية أشارت في نهاية "بلاغها" إلى تمكين ما سمته "بالشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير الغير القابل للتصرف أو التقادم"، هذه العبارة التي استعملتها الخارجية الجزائرية فيها الكثير من التحايل على مقررات الأمم المتحدة وعلى توصيات اللجنة الرابعة للأمم المتحدة التي أصبحت اليوم تدعم قرارات مجلس الأمن وتعتبرها هي القرارات ذات الصلة التي يجب تطبيقها. وخلص إلى أن زيارة "ستيفان دي ميستورا" من خلال هذا "البلاغ" الذي يقدم إشارات سلبية، تعكس تعنت النظام الجزائري اتجاه الأمم المتحدة وأن مهمة المبعوث الأممي لن تكون سهلة في ظل هذه المواقف المعلنة من طرفهم.

وكان المبعوث الأممي إلى الصحراء المغربية قد التقى يوم الأحد الماضي زعيم جبهة "البوليساريو" إبراهيم غالي، "في جلسة مغلقة" بمخيمات تندوف في إطار جولته الثانية للمنطقة.


إقــــرأ المزيد