كاوس .. معجزة في الفن المعاصر

يعشق جيل من المشترين الجدد من أمريكا إلى آسيا ، نيويوركر كاوس  وأيقوناته المستوحاة من الثقافة الشعبية في المزاد العلني. التنقل بين عوالم الفن والموسيقى والرفاهية، هذا الوجهالفني الجديد هو انعكاس مثالي لعصره.

على مدى العقدين الماضيين، رسخ فيلم "الرفيق" لصاحبه كاوس سمعته بسرعة باعتباره عنصرًا لا بد منه لهواة الجمع. ما بدأ كسلسلة محدودة من الألعاب ذات الثماني بوصات أصبح الآن دعامة أساسية لا يمكن إنكارها في عالم الفن المعاصر. لكن من يقف وراء هذا الشيء الجديد؟

ولادة أيقونة ثقافة البوب

ولد بريان دونيلي الملقب كاوس،  في عام 1974 في نيو جيرسي. خريج فنون بصرية، بدأ العمل في ديزني حيث أتيحت له الفرصة لرسم خلفيات أفلام الرسوم المتحركة الناجحة مثل 101 دالماتيان. في الوقت نفسه، بدأ أيضًا حياته المهنية كفنان جرافيتي وانتقل إلى التسعينيات في نيويورك للاستمتاع باتساع الملعب الجديد. كانت التفاحة الكبيرة مغطاة بالإعلانات، حيث احتلت مساحة كبيرة. والتي يمكن لفناني الشوارع استخدامها. بدلاً من الاستسلام للأزقة الخلفية أو تحت الجسور، كان دونيلي "يحط من قدر" اللوحات الإعلانية ومحطات الحافلات، ويعمل في شخصياته مثل ذ. كومبانين و باندي و ذ أكمبليس، بالإضافة إلى علامة توقيع كاوس، التي اختارها لأنه أحب الطريقة التي تبدو بها الحروف على حد سواء.

ومع ذلك  طور هذا الفنان بعد ذلك أسلوبًا فريدًا لإضافة شخصيات تشبه الرسوم المتحركة إلى إعلانات العلامات التجارية. لاحقًا، سيعيد إنتاج هذه الأعمال الأولى من "الدعاية" في سلسلة من المطبوعات الحجرية المطبوعة على الشاشة. وشمل ذلك إعلانًا تجاريًا مزيفًا لكالفن كلاين ، يظهر فيه عارضة الأزياء كريستي تورلينغتون ذات الشكل الأخضر.

شهرة عالمية

أوصلت أصوله في الغرافيتي أعماله إلى جمهور متنوع ، كثير منهم لا علاقة لهم بعالم الفن. في أواخر التسعينيات ، كان كاوس يتمتع بشعبيته الجديدة وفتحت أمامه فرص جديدة. في عام 1999 ، زار اليابان بعد أن تواصلت معه باونتي هانتر، العلامة التجارية لألعاب الشارع وألعاب الشارع، حول تصميم إصدار محدود من لعبة الفينيل. تم إنتاج 500 نسخة، وبيعت الأخيرة على الفور وأصبح "الرفيق" شخصية متكررة في عمل كاوس.

كونه محبا لجميع المهن ومتحمسًا حقيقيًا، فقد انفتح بشكل كبير  بعد ذلك على  ملابس الشارع. ثم ابتكر ألعابًا وملابسًا لأكبر العلامات التجارية: أوريجنال فايك أو ا بيتن آب أو أندركافر أو كونك فو أو نايك  أو فانس أو مثل الشبان. في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، واصل عمليات انتشاره وأعاد صياغة العديد من البرامج التلفزيونية وشخصيات الكارتون مثل عائلة سمبسون ، و سمورفس ، و سبونج بوب أو حتى رجل ميشلان. في عام 2004 بدأ العمل مع العديد من فناني الهيب هوب بما في ذلك كاني ويست على غلاف ألبومه لـ 808''s & Heartbreak.

ثم انتقل كاوس إلى اللوحات الأكريليكية والمنحوتات. أشهر أعماله هي عمل شخصيته مع جمجمة ظاهرة تسمى "رفيق". يمكننا أن نرى بوضوح أنه استخدم ميكي ماوس كشخصية أساسية وزين وجهه بالعظام. كما طُلب منه تصميم وإنتاج تماثيل محدودة الإصدار. أصبحت هذه الألعاب عناصر / زينة حقيقية لهواة الجمع في جميع أنحاء العالم وخاصة في اليابان، عشاق الألعاب، الذين لديهم رموز في هذا الفن مثل تاكاشي موراكامي.

جنون الكاوس يغوي العالم كله

كاوس .. فنان معاصر

إلى جانب الإصدارات والتعاون، كانت شخصية " الرفيق" في مركز العديد من المعارض ذات التركيبات واسعة النطاق. في عام 2010، بنى تمثالًا ضخمًا مصنوعًا من الألياف الزجاجية لرفيقه على أرض متحف ألدريش  للفن المعاصر، وقام بطرح بالون مرافق بطول 12 مترًا في الشارع الخامس خلال موكب عيد الشكر "ماسيز"  في عام 2012. أخذ أيضًا نسخة مكبرة من الشخصية في جولة حول العالم من خلال مشروعه "كاوس هوليداي" إلى مواقع في تايبيه وهونغ كونغ وفيرجينيا بيتش ، بالإضافة إلى قاعدة "مونت فيجي"  في اليابان. في عام 2018 ، أنتج لأول مرة عملاً لإحدى العلامات التجارية. للاحتفال بالعرض الأول لمصمم الأزياء البريطاني كيم جونز في ديور هوم، تخيل كاوس منحوتة زهرة عملاقة تسمى" ب.ف.ف" ، وهي نوع من "لعبة فنية" بحجم XXL تكريماً لكريستيان ديور وثمرة تعاون كاوس مع  ديور.

معجزة حقيقية للفن المعاصر، تزين إبداعاته مجموعة متنوعة من الأشياء التي تتراوح من حلقات المفاتيح إلى سجاد الحمام، بما في ذلك الملابس الجاهزة التي يمكن الوصول إليها من خلال القمصان والبلوزات التي وزعتها مؤخرًا شركة يونيكلو العملاقة. . تذهب تصاميم كاوس إلى أبعد من ذلك لتنافس أساتذة الفن الحديث والمعاصر في تخفيضات مسائية مرموقة في كريستيز و سوتبيز. وهكذا ، حصل رفيق ضخم على أكثر من 700000 دولار في نونبر 2018 ، بينما في 7 مارس 2019 ، تم تقدير اثنين من التماثيل المشكَّلة المصاحبة المصنوعة من الفينيل التي صنعتها ماركة الألعاب اليابانية ميدي كوم في عام 2009 ، على التوالي ، ما بين 33000 دولار و 46000 دولار. . نجاح تجاري يظهر لنا أن الفن والموضة يجتمعان في هذه الحالة للأفضل وخاصة لإسعاد المعجبين. سمح لها تنوعها وأسلوبها الفريد بالعرض في أجمل صالات العرض في العالم. إن جسد عمله حاليًا يجعله أحد أكثر الفنانين المعاصرين موهبة في عصره.

*بشراكة مع المجلة الأسبوعية InSecret، وللاطلاع على المزيد زوروا موقع : www.insecret.ma