X

Video Thumbnail

تابعونا على فيسبوك

فيروس كورونا.. خمسة أسئلة لم يحسم العلم الجدل حولها حتى الآن !

الأربعاء 01 أبريل 2020 - 15:27
فيروس كورونا.. خمسة أسئلة لم يحسم العلم الجدل حولها حتى الآن !

مازلنا حتى اليوم نجهل جوانب واسعة من فيروس كورونا المستجد رغم مرور ثلاثة أشهر على ظهوره للمرة الأولى فى الصين.

وهناك 5 أسئلة أساسية لم يجد أحد إجابات لها حتى الآن، فى ما يتعلق بفيروس كوفيد-19 والوباء العالمى الناتج عنه.

تباين الأعراض

ثمة تباين شاسع فى خطورة أعراض المرض بين المصابين به، فلماذا لا يتسبب فيروس كورونا المستجد سوى بأعراض طفيفة أو حتى يظهر بلا أعراض لدى 80% من المصابين به بحسب أرقام منظمة الصحة العالمية، فى حين يثير لدى بعض المرضى التهاباً رئوياً يودى بهم فى غضون أيام؟

يقول ليو بون من كلية الطب فى هونغ كونغ بهذا الصدد "تُظهر الأبحاث الجارية منذ فبراير 2020 أن الأعراض السريرية لهذا المرض يمكن أن تكون متباينة جداً".

التعرض الأولى

أظهرت دراسات جرت على فيروس مختلف هو فيروس الحصبة أن خطورة المرض على ارتباطه بجرعة التعرض الأولى للفيروس. فهل ينطبق ذلك على فيروس كورونا المستجد أيضا؟

من المعروف أن فيروس كورونا المستجدّ ينتقل بالملامسة الجسدية وعن طريق الجهاز التنفسى. ويمكن التقاطه على سبيل المثال من خلال قطيرات اللعاب التى يقذفها شخص مريض حوله عندما يسعل.

لكن هل يبقى الفيروس معلقاً فى الهواء على غرار الإنفلونزا الموسمية التى يمكن أن تنتقل على شكل "رذاذ" محمول فى الهواء؟ هذه المسألة لم تحسم بعد.

وقال خبير علم المناعة ومستشار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حول فيروس كورونا المستجد، أنتونى فاوتشى "لا يمكن أن نستبعد كلياً فكرة أن يكون الفيروس قادراً على اجتياز مسافة معينة فى الجو".

وأثبتت دراسة أمريكية نشرت نتائجها فى مجلة "نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسين" أن فيروس كورونا المستجد يمكن أن يبقى حياً فى المختبر لثلاث ساعات على شكل جزيئات معلقة فى الهواء.

وعند ذروة انتشار الوباء فى الصين، قام الباحث مع فريق من جامعة نانشانج بوسط الصين بمقارنة بين مرضى إصاباتهم طفيفة ومرضى يعانون من أعراض حادة، ونشرت النتائج فى مجلة "ذى لانست" الطبية البريطانية.

وكشفت الدراسة أن الأشخاص الذين يظهرون أعراضاً بالغة هم "أكبر سناً بكثير" من ذوى الإصابة الطفيفة، وأن تركيز الفيروس فى العينات المستخرجة من مسح الحلق والأنف "أعلى بحوالى ستين مرة" منها فى عينات الفئة الأخرى من المرضى.

فهل ذلك ناجم عن استجابة مناعيّة أضعف بسبب العمر، أو نتيجة تعرض أولى لكمية أعلى من الفيروسات؟ لا أحد يعرف.

حصر أعداد المصابين

"لا يعرف إن كان ذلك يلعب دوراً فى انتقال المرض". هكذا علقت رئيسة قسم الأمراض المعدية فى مستشفى سانت أنطوان فى باريس كارين لاكومب عندما وجه أحدهم سؤال" هل الفيروس موجود فى محيطنا؟ هل يبقى فى الجو أو على الأسطح لمدة طويلة؟ لتقول: هذا ما لا نعرفه. نعرف أنه يمكننا العثور على أثر للفيروس، لكن لا نعرف إن كان هذا الفيروس ينقل العدوى.

هذا السؤال ينطبق على جميع سكان الأرض البالغ عددهم 7 مليارات، فكم منهم أصيب بالفيروس؟ باستثناء بعض الدول القليلة التى تبنت على وجه السرعة سياسة الكشف المبكر من خلال حملات فحوص مكثفة واسعة النطاق مثل كوريا الجنوبية وألمانيا حيث يمكن فحص نصف مليون شخص فى الأسبوع، يبقى عدد المصابين المعروف تقريبياً إلى حد بعيد.

وعلى سبيل المثال، قدرت الحكومة البريطانية فى 17 مارس عدد الإصابات بـ55 ألفا، فى حين أن أقل من ألفى شخص ثبُتت إصابتهم من خلال اختبارات الكشف.

من الأساسى التوصل إلى معرفة مدى انتشار الوباء بدقة من أجل عزل حاملى الفيروس وتأمين علاج جيد لهم.

وفى مرحلة ثانية، من المهم رصد الذين أصيبوا بالفيروس ويمكن الافتراض بأنهم اكتسبوا مناعة ضده.

وهذا لن يكون ممكناً إلا مع جيل جديد من الفحوص هى الفحوص المصلية التى ترصد البصمة المناعية التى تركها الفيروس فى الدم.

أثر الطقس على الفيروس

هل يتلاشى وباء كوفيد-19 مع تحسن الطقس فى النصف الشمالى من الأرض ويختفى مع عودة الحر؟ يقول الخبراء إن هذا محتمل، لكنه غير مؤكد.فالفيروسات التنفسية من نوع الإنفلونزا الموسمية تكون أكثر استقراراً فى الطقس البارد والجاف، ما يعزز إمكانية انتقالها.

وأظهرت دراسة أجراها أساتذة جامعيون فى هونغ كونج أن فيروس سارس الذى اجتاح آسيا فى 2002-2003 متسبباً بوفاة 774 شخصا، وهو من سلالة الفيروس المتفشى حالياً، يقاوم بشكل أقوى فى درجات حرارة متدنية ونسب رطوبة ضعيفة.

ومن المنطقى بنظر بعض الخبراء الافتراض بأن الفيروسين لهما الاستجابة ذاتها للظروف الجوية.

لكن دراسة جرت مؤخرا فى كلية هارفرد للطب فى بوسطن خلصت إلى أن "تبدل الأحوال الجوية (ارتفاع الحرارة والرطوبة مع حلول الربيع والصيف) لن يؤدى وحده بالضرورة إلى انحسار الإصابات بكوفيد-19 بدون اتخاذ تدابير صحية شديدة".

المرحلة العمرية

يبقى الأطفال أقل عرضة بكثير من البالغين للإصابة بوباء كوفيد-19. وإذا ما ظهرت عليهم أعراض، فتكون بصورة عامة طفيفة كالأعراض التى ذكرها فريق صينى فى مارس فى مجلة "نيتشر".

ومن أصل الأطفال العشرة المصابين بفيروس كورونا المستجد الذين تناولتهم الدراسة، لم يظهر أى منهم أعراضاً خطيرة، بل اقتصرت الأعراض على ألم فى الحلق وسعال وحمى خفيفة. ويظهر ذلك بجلاء أكبر لدى الأطفال الذين يقيمون مع أشخاص مصابين، إذ أنهم أقل عرضة بمرتين أو ثلاث مرات للعدوى من البالغين. لا أحد يعرف سبب ذلك، لكن الأمر نفسه لوحظ عند انتشار فيروس سارس فى 2002-2003.

وقالت كارين لاكومب ملخصة الوضع "ثمة أمور كثيرة لا نعرفها، وعلينا بالتالى أن نتحلى بالكثير من التواضع".


إقــــرأ المزيد