X

تابعونا على فيسبوك

صحفي عراقي: نزاع الصحراء لم يثمر شيئا من حيث دعم الجزائر لجبهة "البوليساريو"

السبت 30 أبريل 2022 - 09:30
صحفي عراقي: نزاع الصحراء لم يثمر شيئا من حيث دعم الجزائر لجبهة

أفاد الكاتب الصحفي العراقي "علي الصراف"، في مقال نشرته جريدة "العرب" اللندنية، يومه الجمعة 29 أبريل الجاري، حمل عنوان "الجزائر والصحراء: عقم السياسة من عقم العقول"، بأن العقود الخمسة الماضية، أثبتت أن النزاع في الصحراء لم يثمر شيئا من جهة دعم الجزائر لجبهة "البوليساريو"، بينما أثبتت نماء ورخاء من جهة المغرب لسكان هذا الجزء من البلاد، لأن الرباط لم تتبن حيالهم سياسة عقيمة.

وأضاف الكاتب العراقي، أنه "من ظاهر الأمور وباطنها أن داعما عقيما حيال قضاياه ومصائره، لا يمكنه أن يكون غير ذلك حيال قضايا ومصائر الآخرين". موضحا أن الكل يفهم أن "جيلا من العقم السياسي في الجزائر هو الذي عقم نفسه على خيار عقيم، تارة لاعتبارات توسعية وأطماع في أراضي الغير، وتارة لأسباب داخلية لكي تبرز صراعات وهمية، وتارة ثالثة لأغراض شخصية أو نسيج ارتباطات ومصالح شديدة الضيق".

وأشار إلى أن إسبانيا عندما ردت على الجزائر وقالت إنها لا تريد تأجيج خلافات عقيمة مع هذا البلد، فإنها "نظرت إلى الخلف، وتركت الإستعمار ولا تريده أن يبقى يلاحقها، ونظرت إلى الأمام، فلم تجد إلا الضرر من أزمة إذا طالت، ونظرت يسارا فلم تجد أخلاقيات في بقاء مشكلة تتقد نيرانها بجدل عقيم". وأردف أنه "بينما الإستمرار في تصدير الغاز إلى إسبانيا هو شيء مفيد، وذو دلالة عندما يقارن بوقف التصدير إلى جار وشقيق، فإن الجدل الجزائري المتعلق بموقف إسبانيا لصالح خطة الحكم الذاتي للصحراء المغربية، لا طائل من ورائه، وهو مما وضعه وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس بجملة وحيدة قالت إن إسبانيا اتخذت قرارا سياديا في إطار القانون الدولي وليس هناك شيء آخر يمكن إضافته".

وتابع كاتب المقال، أن الأزمة المفتعلة بشأن مستقبل الصحراء واحدة من آخر عقائم الأشياء منذ أن استعاد المغرب سيادته على أرضه المحتلة مباشرة بعد زوال الإستعمار، مبينا أنه لو جاز لكل قبيلة أن تتحدى سيادة دولها لكي تقيم "جمهورية" خاصة بها، لأصبحت الجزائر نفسها أربع أو خمس جمهوريات تخوض مع بعضها البعض نزاعا عقيما. وأبرز أن الجزائر "لم تخرج مما تسميه موقفا أخلاقيا وحولته إلى حجر عثرة لمصالحها ولمصائر اللاجئين في مخيمات تندوف، الذين لا أقامت لهم وطنا ولا سمحت لهم بالعودة إلى وطنهم"، مشيرا إلى أن عقماء السياسة في الجزائر لم ينجحوا في أن يخرجوا من هذه الأزمة المفتعلة، لكي لا يخرجوا من دوامة الفشل المؤسسي الداخلي الذي لم يراع مصالح شعبهم.

وخلص المتحدث ذاته، إلى أن "العقم في هذا الموقف ظاهر في أنه لم يحقق تقدما في السياسة ولا التنازع العسكري، ولا في إيجاد حل لأزمة اللجوء، ليكشف عن نفسه أنه عقم غير أخلاقي من الأساس".

هذا وتعتبر إسبانيا أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي هي الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف المتعلق بالصحراء.


إقــــرأ المزيد