X

تابعونا على فيسبوك

سخط مغربي على إقامة نصب "الهولوكوست" بمراكش.. وسلطات الحوز ترد

الثلاثاء 27 غشت 2019 - 12:07

تعتزم منظمة "بيكسل هيلبر" الألمانية، إنشاء نصب تذكاري لـ"الهولوكوست" أو محرقة اليهود، بمدينة مراكش، ليكون الأول من نوعه في شمال إفريقيا. بحسب ما كشفت عنه صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.

ونقلت الصحيفة العبرية، عن أوليفي بينكوفسكي، مؤسس ورئيس المنظمة الألمانية، قوله إن النصب التذكاري موجود على الطريق المؤدية إلى استوديوهات ورزازات السينمائية، وهي منطقة تجذب الآلاف من السياح، وسيتكون من أكثر من 10 آلاف قطعة حجرية لتقريب الزوار من أهوال المحرقة، مضيفا "سنضع كل بلد في العالم على صخرة حجرية على مسافة من مراكش"، وزاد أن المنظمة "تأمل أن يكون نصبنا التذكاري الأكبر في العالم".

وذكر بينكوفسكي، بأن النصب التذكاري سيضم ممثلين وغرفا "لإظهار جميع جوانب الحياة في معسكر الإعتقال". مشيرا إلى أن "النصب التذكاري الآخر الوحيد للهولوكوست في القارة الإفريقية موجود في جنوب إفريقيا".

هذا وأثار خبر الشروع في بناء أكبر نصب لـ"الهولوكوست" بمراكش، غضب وسخط رواد مواقع التواصل الإجتماعي، واصفين تشييد هذه المعلمة التي ستخصص للتعريف بأهوال المحرقة بـ"اختراق خطير وغير مسبوق للأراضي المغربية واحتلال مبطن يستهدف الهوية المحلية". وفي هذا الصدد، عبر عضو المكتب المركزي لـ"الجمعية المغربية لحقوق الإنسان"، عمر أربيب، عن استغرابه لاختيار المغرب لاحتضان أكبر نصب تذكاري لما يسمى بـ"الهولوكوست"، مشيرا إلى أن أصحاب المشروع يتحدثون عن التعذيب، في حين أن الكيان الصهيوني هو آخر من يمكن أن يتحدث عن الحماية من التعذيب والجرائم ضد الانسانية، لكونه يمارس الإبادة في حق الشعب الفلسطيني بشكل يومي، وإذا كان لابد من إقامة نصب تذكاري على المستوى العالمي، فيجب أن يكون تذكار لضحايا الحروب والجرائم ضد الإنسانية التي تقترف حاليا داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل مستمر.

فيما علق الشيخ السلفي حماد القباج، على الأمر في تدوينة "فيسبوكية" بالقول: "جريمة خطيرة تجري الآن بمراكش. خبر بناء نصب تذكاري في مراكش لما يسمى: محرقة الهولوكست.. ! إنه من أسوأ الأخبار التي يمكن أن يقرأها محب لوطنه ومدينته على الإطلاق". متسائلا: "كيف يعقل أن تسمح الدولة بذلك والحال أننا لم نقم نصبا تذكاريا لجرائم الدولة الصهيونية في فلسطين...".

واعتبر القباج، أن "لكل أمة ذاكرتها التاريخية التي يجب عليها الوفاء لها والعناية بها .. فهل أكمل المغاربة العناية بذاكرة أمتهم ووطنهم حتى يعتنوا بذاكرة اليهود؟؟!"،.. مشيرا إلى أن "سماح الدولة بهذه الجريمة يمثل مساسا خطيرا بالسيادة الوطنية.. وإمعانا خبيثا في التنكر لتاريخنا وحضارتنا ومقومات هويتنا في مقابل خدمة تاريخ العدو وتلميع تاريخه المظلم".

من جانبه، وصف خالد السفياني، رئيس مجموعة العمل من أجل فلسطين، ورش بناء النصب التذكاري بـ"الفضيحة الكبرى" التي تخدش صورة المغرب. مطالبا بـ"وقف بناء هذا النصب المشؤوم، وعلى المسؤولين أن يقدموا تفسيرا واضحا ومستعجلا لما يجري".

وأشار رئيس مجموعة العمل من أجل فلسطين، إلى أنه "في وقت يتخلص فيه العالم من الإبتزاز الصهيوني فيما يتعلق بمحرقة الهولوكوست، يأتي حديث عن بناء نصب لليهود في مراكش". مشددا على أن "تشييد هذا النّصب يمثل عملية اختراق خطيرة وغير مسبوقة، لأن المسألة لا تتوقف عند بناء نصب تذكاري؛ بل إن الأمر يتعلق باحتلال جزء من الأراضي المغربية لبناء ملحقة تابعة للكيان الصهيوني".

ولم يتأخر رد السلطات المحلية بإقليم الحوز، التي أوضحت أن الأخبار المتداولة من طرف بعض المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الإجتماعي بخصوص إقامة مشروع، من طرف مواطن أجنبي، يضم متحفا والعديد من المرافق بالإضافة إلى نصب تذكاري على شكل لوحات فنية بجماعة آيت فاسكا، "لا أساس لها من الصحة".

وأضاف المصدر ذاته، أن المصالح المختصة بهذا الإقليم لم تصدر أي ترخيص لإقامة أي مشروع من هذا القبيل. مؤكدا أن إقامة أي مشروع من هذا النوع تخضع للمساطير القانونية وتستلزم الحصول على التراخيص الإدارية الجاري بها العمل.

للاشارة فـ"الهولوكوست" والتي تعني "محروق"، هي إبادة جماعية وقعت خلال الحرب العالمية الثانية قتل فيها ما يقرب من ستة ملايين يهودي أوروبي على يد النظام النازي الألماني لأدولف هتلر والمتعاونين معه.


إقــــرأ المزيد