X

تابعونا على فيسبوك

رسالة جلالة الملك إلى المشاركين في مناظرة الحد من المخاطر الصحية

الأربعاء 16 نونبر 2022 - 14:40
رسالة جلالة الملك إلى المشاركين في مناظرة الحد من المخاطر الصحية

وجه جلالة الملك محمد السادس، يومه الأربعاء 16 نونبر 2022، رسالة إلى المشاركين في المناظرة الأفريقية الأولى للحد من المخاطر الصحية التي تنعقد بمراكش من 16 إلى 18 نونبر الجاري.

وقال جلالة الملك، في الرسالة التي تلاها وزير الصحة والحماية الإجتماعية "خالد آيت الطالب"، تنعقد هذه المناظرة الأفريقية الأولى في فترة يعرف فيها العالم تداخل الأزمات الأمنية والإقتصادية والبيئية، مع ما يترتب عنها من انعكاسات اجتماعية وإنسانية وصحية. وإننا ننتظر أن تشكل مناسبة لإيجاد إجابات جماعية للتصدي للمخاطر التي تهدد العالم اليوم، بسبب الأوبئة والأزمات الغذائية، وما تمثله تداعياتها من أخطار على صحة الساكنة وخاصة غير المحصنة، بسبب مشاكل المناخ والجفاف، وشح أو انعدام الموارد المائية في العديد من جهات قارتنا.

وأضاف جلالته، كما نتطلع لتوحيد الجهود الأفريقية في مواجهة مختلف التهديدات التي تتربص بقارتنا، والتي تتطلب منا جميعا نهج سياسات استباقية ووقائية، وتعبئة الإمكانات المتاحة، لصيانة صحة وكرامة المواطن الأفريقي. وسجل أن وعي المملكة المغربية بضرورة ضمان الأمن الصحي لكل المغاربة، جعلها تعمل على تعميم الحماية الإجتماعية، بدأ بتوسيع كل من مجال التغطية الصحية الإجبارية، ليشمل كافة المواطنات والمواطنين؛ وقاعدة الإنخراط في أنظمة التقاعد للساكنة النشيطة؛ إلى جانب تعميم التعويضات العائلية، وكذا الإستفادة من التعويض عن فقدان الشغل.

وإن هذا المشروع المجتمعي يشكل ثورة اجتماعية حقيقية، لما له من آثار مباشرة وملموسة، على تحسين ظروف عيش المواطنين، وصيانة كرامتهم، ودمقرطة ولوجهم للخدمات الصحية والاجتماعية، في إطار سياسة القرب، وتحقيق التنمية المتوازنة والعدالة الإجتماعية والمجالية. وإن المغرب مستعد ليتقاسم خبراته وتجاربه في هذا المجال، مع سائر الدول الأفريقية الشقيقة والصديقة.

وأوردت الرسالة الملكية، وإننا نعتبر الصحة من أكبر التحديات في قارتنا. وقد أبانت جائحة "كوفيد-19"، ضرورة العمل الجماعي، من خلال مضاعفة المشاريع، وتجهيز بلداننا بالبنى التحتية اللازمة في هذا المجال، وتمكين الشعوب الأفريقية من العلاجات واللقاحات الضرورية، ومواجهة مختلف الأمراض والأوبئة. إيمانا منا بأن صحة المواطن ركيزة أساسية للتقارب والتضامن بين الشعوب وإحدى الدعامات المحورية لبناء تعاون جنوب - جنوب فعال، عملت المملكة المغربية على توفير منح دراسية لتكوين الأطباء والصيادلة، والأطر الطبية الإفريقية، في مختلف الجامعات المغربية. كما بادرت بلادنا بإطلاق عدة مشاريع، على نطاق واسع في العديد من البلدان الأفريقية، لا سيما من خلال إنشاء مصحات طبية ومستشفيات، وكذا إرسال مساعدات إنسانية، من معدات ومستلزمات طبية وأدوية.

أما فيما يخص مواجهة جائحة "كوفيد-19"، فقد عمل المغرب على منح وتوصيل مجموعة هامة من المعدات والمنتوجات الخاصة بالحماية والوقاية، وكذا الأدوية، عبر جسور جوية، إلى أكثر من عشرين بلدا أفريقيا. وبالموازاة مع ذلك، فإن المملكة المغربية تدعم جميع المبادرات البناءة المتعددة الأطراف، وكذا العمل المشترك على المستوى القاري في هذا الميدان. حيث تكرس كل الجهود من أجل بناء نموذج صحي أفريقي متكامل، وتنخرط في بلورة الأسس الكفيلة ببناء منظومة صحية متماسكة على مستوى قارتنا، تعتمد البحث والتطوير مع كل الشركاء، وتسعى إلى توفير الإمكانات المادية والبشرية، وذلك من خلال برامج وسياسات استباقية.

كما نؤكد، يردف المصدر ذاته، على ضرورة الإنفتاح على التطورات التكنولوجية التي يعرفها العالم في المجال الصحي، ومواكبة الأنظمة الصحية لدول القارة لهذه التطورات. إن المملكة المغربية إذ تجدد التعبير لكم عن سعادتها لإستضافتكم على أرضها، لتتطلع لإسهامكم البناء في أشغال هذه المناظرة الأفريقية الأولى من نوعها، حول المخاطر الصحية وسبل الوقاية منها والتصدي لها. وإننا ننتظر أن يثمر هذا الملتقى القاري مجموعة من التوصيات الهامة في هذا المجال، والوصول إلى وضع استراتيجية مشتركة لتقليص المخاطر في مجال الصحة بالقارة الأفريقية.


إقــــرأ المزيد